حذر من آثار رسوم ترامب.. الاحتياطي الفدرالي يبقي على سعر الفائدة الأمريكية دون تغيير

قرر الاحتياطي الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي)، اليوم الأربعاء، الإبقاء على سعر الفائدة الأمريكية دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي، فيما حذر مسؤولون في البنك أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تؤدي لزيادة التضخم، وإضعاف سوق العمل.

وقررت لجنة السياسات النقدية بالبنك، بعد تصويت أعضائها بالإجماع، الإبقاء على سعر الفائدة عند مستواه الحالي ما بين 4.25% إلى 4.5%، وحذّرت من تزايد حالة “عدم اليقين” حول الاقتصاد الأمريكي.

كما حذّرت اللجنة أنه، منذ آخر اجتماع لها في شهر مارس/آذار الماضي، زادت مخاطر الارتفاع في مستوى التضخم وزيادة البطالة.

باول يحذر من آثار الرسوم

ومن جانبه قال جيروم باول رئيس الاحتياطي الفدرالي في مؤتمر صحفي، عقب إعلان قرار الإبقاء على سعر الفائدة الأمريكية عند مستواه الحالي، إن الرسوم الجمركية العالية “قد تجعل من الصعب على البنك تحقيق هدفين في نفس الوقت، وهما زيادة التوظف وتخفيض مستوى التضخم إلى نحو 2%”.

وأوضح باول أن ضغوط الرئيس لم تُغيّر طريقة اتخاذ القرار من قبل الاحتياطي الفدرالي، مشيرًا إلى أن “الكثير من عدم اليقين لا يزال قائمًا بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب”.

وردًا على سؤال حول عدم سعيه للنقاش مع ترامب وسط انتقادات ترامب العلنية له، قال باول “لم أطلب قطّ اجتماعًا مع أي رئيس، ولن أفعل ذلك”.

“النهج الصبور” للاحتياطي الفدرالي

كما كرّر باول تصريحاته الأخيرة بأن البنك “ليس في عجلة من أمره لتغيير سياسته”، في ظل استمرار تقييمه لآثار الرسوم الجمركية، قائلًا إن “الصواب انتظار مزيد من الوضوح”.

وطالب ترامب الاحتياطي الفدرالي بتخفيض سعر الفائدة، بهدف تخفيض تكلفة القروض العقارية والشخصية بالنسبة لملايين الأمريكيين، وبالتالي تخفيض نفقات المعيشة، علاوة على تخفيض تكلفة الاقتراض للشركات.

وذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) أن الاحتياطي الفدرالي “حافظ على نهجه الصبور” رغم دعوات ترامب المتكررة لخفض تكاليف الاقتراض، ووصفه باول، بـ”الرجل المتأخر جدًا” في تخفيض سعر الفائدة.

وكان ترامب وجّه انتقادات حادة لباول، وبحث مع مستشاريه إمكانية عزله، وفق ما ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية خلال شهر إبريل/نيسان الماضي.

لكن ترامب تلقّى تحذيرات من كبار المسؤولين في فريقه الاقتصادي من مخاطر عزل رئيس الاحتياطي الفدرالي، إذ قد تهز الثقة في الأسواق المالية الأمريكية، خاصة وأن الاستقلال الذي يتمتع به الاحتياطي الفدرالي في تحديد سعر الفائدة من أكبر دعائم هذه الثقة.