سرطان الثدي.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية

طبيبة تعمل على جهاز تصوير الثدي بالأشعة السينية في مستشفى (غيتي - أرشيف)

في كل عام، تتغير حياة مئات الآلاف من النساء والرجال في العالم بسبب تشخيص واحد؛ سرطان الثدي. هذا المرض الذي يتميز بالنمو غير المنضبط للخلايا في أنسجة الثدي، يُعَد تحديا صحيا كبيرا في عصرنا الحالي.

وفقا لـ”مايو كلينك”، يحتل سرطان الثدي المرتبة الثانية بين أنواع السرطان الأكثر شيوعا لدى النساء في الولايات المتحدة، متخلفا فقط عن سرطان الجلد.

ورغم شيوعه بين النساء فإنه لا يستثني الرجال، مما يجعله مصدر قلق للجميع. لذلك، فإن الكشف المبكر يؤدي دورا حاسما في تحسين فرص الشفاء وإنقاذ الأرواح.

ما هو سرطان الثدي؟

سرطان الثدي هو حالة مرضية تنشأ عندما تنمو خلايا الثدي بشكل خارج عن السيطرة. يمكن أن تنتشر هذه الخلايا إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يؤدي إلى سرطان الثدي النقيلي. عادة ما يبدأ في الغدد المنتجة للحليب (سرطان الفصيص) أو في القنوات التي تحمل الحليب إلى الحلمة (سرطان القنوات).

ووفقا لموقع MD Anderson، يتكون الثدي بشكل أساسي من أنسجة دهنية وبعض الأنسجة الضامة التي تعطي الثدي شكله. كما يحتوي على غدد ليمفاوية، وهي أعضاء صغيرة على شكل حبة الفاصوليا تساعد في نقل الخلايا المناعية وإزالة الفضلات من الأنسجة.

امرأة شابة تقوم بفحص الثدي بالموجات فوق الصوتية للرعاية الوقائية لسرطان الثدي (غيتي – أرشيفية)

أسباب سرطان الثدي

لا تزال أسباب سرطان الثدي غير مفهومة بالكامل، حيث يُعتقد أن المرض يتطور نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية، والهرمونية، والبيئية، والاجتماعية والبيولوجية، إلى جانب بعض العوامل الفيسيولوجية التي قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة. وعلى الرغم من تحديد بعض العوامل المرتبطة بتطور المرض، إلا أن حوالي 70% من المصابات بسرطان الثدي لا يمكن تحديد سبب واضح أو عامل خطورة لديهن.

الاستعداد الوراثي

يُعد التاريخ العائلي أحد العوامل المؤثرة في زيادة احتمالية الإصابة، إذ ترتفع نسبة الخطر عند النساء اللواتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى مصابات بالمرض، مثل الأم أو الأخت أو الابنة.

وتزداد الخطورة إذا كان السرطان ثنائيًا في كلا الثديين أو ظهر في مرحلة مبكرة قبل انقطاع الطمث، حيث تشير الدراسات إلى أن خطر الإصابة يرتفع بمقدار ثلاثة أضعاف لدى من لديهن تاريخ عائلي قوي.

العوامل الهرمونية

تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في تطور سرطان الثدي، حيث يُلاحظ أن الحمل المبكر واستئصال المبيض في سن مبكرة يقللان من خطر الإصابة، بينما يرتبط انقطاع الطمث المتأخر بزيادة احتمالية حدوث المرض.

ويُعزى ذلك إلى زيادة مدة التعرض لهرمون الإستروجين، إذ يؤدي طول فترة النشاط الإنجابي، تأخر الحمل الأول، وتعدد الولادات إلى تأثير مباشر على مستويات هذا الهرمون خلال الدورة الشهرية.

العوامل البيئية

يُعتبر التعرض للإشعاع النووي أحد العوامل البيئية الرئيسية المرتبطة بسرطان الثدي، حيث أظهرت الدراسات الوبائية زيادة معدل الإصابة لدى النساء اللاتي تعرضن للإشعاع بسبب الحروب النووية أو الإجراءات الطبية مثل التصوير الشعاعي والعلاج الإشعاعي.

كما أن النساء اللواتي خضعن للمعالجة الإشعاعية لعلاج أورام الغدد اللمفاوية (مثل مرض هودجكين) أو سرطان الغدة الدرقية لديهن احتمال أعلى للإصابة بسرطان الثدي لاحقًا، خاصة إذا تعرضن للإشعاع في سن صغيرة، حيث يزيد التعرض قبل سن الأربعين من احتمالية الإصابة مقارنة بالتعرض في سن متقدمة.

العوامل الاجتماعية والبيولوجية

يُعتبر العمر والجنس من أهم عوامل الخطر، حيث تحدث 75% من حالات سرطان الثدي عالميًا، و84% من الوفيات عند النساء فوق سن الخمسين.

وتزداد نسبة الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم في العمر، حيث تُشخَّص حالة واحدة لكل 232 امرأة في الأربعينات، بينما تصل النسبة إلى 1 لكل 29 امرأة في السبعينات، مما يشير إلى تأثير التغيرات الهرمونية المرتبطة بالتقدم في العمر على خطر الإصابة.

العوامل الفيسيولوجية والنشاط البدني

يؤثر مستوى النشاط البدني على خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يمارسن تمارين رياضية مكثفة لبضع ساعات أسبوعيًا يقل لديهن خطر الإصابة بنسبة 30% مقارنة بالنساء اللواتي لا يمارسن أي نشاط بدني، مما يشير إلى دور النشاط البدني المنتظم في تقليل احتمالات الإصابة وتعزيز الصحة العامة.

أعراض سرطان الثدي

وفقا لموقع “ويب ميد”، قد تشمل أعراض سرطان الثدي ما يلي:

كتلة أو منطقة متكتلة في الثدي أو تحت الإبط، تغيّر في حجم أو شكل الثدي، تغيرات في جلد الثدي مثل الاحمرار أو التقشر، إفرازات من الحلمة خاصة إذا كانت دموية، تغيرات في شكل أو وضع الحلمة، ألم في الثدي أو الحلمة.

يضيف موقع “مايو كلينك” أن التغيرات في لون جلد الثدي قد تكون علامة أخرى. في الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، قد يبدو جلد الثدي ورديا أو أحمر. في الأشخاص ذوي البشرة السمراء والسوداء، قد يبدو جلد الثدي أغمق من الجلد الآخر على الصدر أو قد يبدو أحمر أو أرجواني.

إضافة إلى ذلك، إفرازات دموية من الحلمة، تغيرات في حجم أو شكل الثدي، تغير في ملمس الجلد مثل حدوث خشونة فيه بحيث يصبح ملمسه مثل قشر البرتقال، انقلاب الحلمة، أي دخولها إلى داخل الثدي، تقشر في جلد الثدي أو الحلمة.

تشمل أعراض سرطان الثدي: كتل في الثدي أو مناطق يختلف ملمسها عن مناطق الثدي الأخرى، إفرازات دموية من الحلمة، تغيرات في حجم أو شكل الثدي، تغير في ملمس الجلد مثل حدوث خشونة فيه بحيث يصبح ملمسه مثل قشر البرتقال، انقلاب الحلمة، أي دخولها إلى داخل الثدي، تقشر في جلد الثدي أو الحلمة.

كيفية تشخيص سرطان الثدي

يشير موقع “ويب ميد” إلى أن تشخيص سرطان الثدي يتضمن خطوات عدة:

الفحص السريري للثدي، التصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام)، الموجات فوق الصوتية للثدي، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

ووفقا لجمعية السرطان الأمريكية، يُوصى بإجراء فحص الثدي بالماموغرام سنويا للنساء بدءا من سن 45 عاما. يمكن للنساء بين 40 و44 عاما البدء في إجراء الفحص السنوي إذا رغبن في ذلك.

طرق علاج سرطان الثدي

يعتمد علاج سرطان الثدي على نوع السرطان ومرحلته ومدى انتشاره. وفقا لموقع “ميديسين نت”، تشمل خيارات العلاج الرئيسية ما يلي:

  • الجراحة: قد تشمل استئصال الورم فقط (جراحة حفظ الثدي) أو استئصال الثدي بالكامل (استئصال الثدي).
  • العلاج الإشعاعي: يستخدم الأشعة العالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية.
  • العلاج الكيميائي: يستخدم الأدوية لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم.
  • العلاج الهرموني: يمنع وصول الهرمونات التي تغذي نمو بعض أنواع سرطان الثدي.
  • العلاج الموجَّه: يستهدف جينات أو بروتينات معيَّنة تسهم في نمو وبقاء الخلايا السرطانية.
  • العلاج المناعي: يحفز جهاز المناعة في الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية.

يضيف موقع MD Anderson أن هناك علاجات مستهدَفة لسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات HER2، وهي بروتينات تسهم في نمو الخلايا السرطانية. تشمل هذه العلاجات أدوية مثل تراستوزوماب وبيرتوزوماب.

دراسة: الناجيات من سرطان الثدي قد يعانين من مشكلات نفسية (دويتشه فيلله)

كيفية الوقاية من سرطان الثدي

يقدّم “مايو كلينك” نصائح للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي:

  • الحفاظ على وزن صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحد من تناول الكحول.
  • تجنب العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث أو الحد منه.
  • إجراء فحوص الثدي بانتظام.

إضافة إلى ذلك، يشير موقع “ميديسين نت” إلى أن الرضاعة الطبيعية والحمل في سن مبكرة قد يساعدان في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.

أسئلة شائعة عن سرطان الثدي:

هل يمكن الشفاء من سرطان الثدي بالكامل؟

نعم، يمكن الشفاء من سرطان الثدي بالكامل، خاصة إذا اكتُشف في مراحله المبكرة. وفقا لموقع “ميديسين نت”، تصل نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات إلى 99% للسرطانات المحلية (التي لم تنتشر خارج الثدي).

ناجية من السرطان تعانق قطتها السعيدة في حديقة منزلها
(غيتي)

ما نسبة النجاة من سرطان الثدي؟

تختلف نسب النجاة حسب مرحلة السرطان عند التشخيص. وفقا لموقع “ميديسين نت”:

للسرطانات المحلية 99%، للسرطانات الإقليمية (التي انتشرت إلى الأنسجة القريبة أو العقد الليمفاوية) 86%، للسرطانات البعيدة (التي انتشرت إلى أجزاء بعيدة من الجسم) 31%.

هل يؤثر سرطان الثدي في الإنجاب؟

قد يؤثر علاج سرطان الثدي في الخصوبة. بعض العلاجات، مثل العلاج الكيميائي، قد تؤثر في وظيفة المبيض. لذا، من المهم مناقشة خيارات الحفاظ على الخصوبة مع الفريق الطبي قبل بدء العلاج إذا كان الإنجاب مستقبلا أمرا مهمّا بالنسبة للمريضة.

فرص الشفاء

سرطان الثدي مرض خطير، ولكن مع التقدم في البحث والعلاج، أصبحت فرص الشفاء منه أفضل من أي وقت مضى. الوعي بأعراض المرض، والفحص المنتظم، واتباع نمط حياة صحي، كلها عوامل تساعد في الوقاية من سرطان الثدي أو اكتشافه مبكرا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان