من أسرار النسبة الذهبية إلى فلسفة الجمال.. عندما يصبح الطبيب فنانا ومستثمرا (فيديو)

من  مستشفى الفنون الجراحية في لوسيل – قطر، أطلّ الدكتور سعيد كلداري، في لقاء خاص مع برنامج “مع الحكيم”، ليتحدث عن تجربته الفريدة التي تجمع بين الطب والفن والاستثمار. لقاء لم يقتصر على أسرار النسبة الذهبية وفلسفة الجمال، بل تطرق إلى قضايا فكرية وأخلاقية تثير جدلاً واسعاً في المجتمع.

النسبة الذهبية… عندما تتحول الرياضيات إلى لغة للجمال

توقف د. كلداري مطولاً عند مفهوم النسبة الذهبية (1.618) التي أبهرت العلماء والفنانين منذ آلاف السنين. فقد استخدمها الإغريق في العمارة، وطبّقها رسامون كبار مثل ليوناردو دافنشي في لوحاته الشهيرة، باعتبارها معادلة تحقق التوازن والتناغم البصري.

وفي عالم الطب التجميلي، يؤكد د. كلداري أن هذه النسبة ليست مجرد معادلة رياضية جامدة، بل أداة عملية تساعد الطبيب على إعادة رسم الملامح بصورة طبيعية ومنسجمة. ويضيف: “عندما نُعيد التناسق بين الأنف والذقن أو بين الشفاه والعينين وفق النسبة الذهبية، نحقق جمالاً لا يبدو مصطنعاً، بل يقترب من كمال الطبيعة”.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

“المستشفى البوتيك”… مفهوم جديد للرعاية الطبية

استهل د. كلداري حديثه بالحديث عن مفهوم المستشفى البوتيك، وهو نموذج يدمج بين الخدمات الطبية المتقدمة واللمسة الفندقية الراقية، بحيث يحصل المريض على تجربة علاجية فريدة تشبه الإقامة في فندق فاخر. وأوضح أن الهدف من هذه الفكرة ليس الترف، بل إعادة تعريف العلاقة بين المريض والطب، بحيث يشعر بالراحة والخصوصية في كل تفاصيل رحلته العلاجية.

من يحدد معايير الجمال؟

سأل “مع الحكيم” د. كلداري عن الجدل الدائم: هل الجمال يُقاس بالنسب والمعادلات أم يخضع لاختلاف الأذواق والثقافات؟
أجاب قائلاً: “الجمال مفهوم نسبي، لكن هناك ثوابت علمية مثل التوازن والتناغم، ودور الطبيب أن يساعد المريض على اكتشاف جماله الخاص، لا أن يفرض عليه صورة نمطية”.

الجمال بين العلم والأخلاق

توقف الحوار عند البعد الأخلاقي في التجميل. فمع ازدياد الطلب على الإجراءات الطبية، يؤكد د. كلداري أن مسؤولية الطبيب لا تقل أهمية عن مهارته. وأضاف: “أرفض أن يتحول التجميل إلى تجارة بلا ضوابط، أو أن يستسلم الطبيب لرغبات غير واقعية قد تضر بالمريض جسدياً أو نفسياً”.

قضايا مثيرة للجدل… الشذوذ وطلبات التغيير

لم يتردد د. كلداري في التطرق إلى قضية الشذوذ الجنسي وما يرافقها من طلبات تجميل أو تغيير شكل وجنس. وأوضح بوضوح: “الطب له رسالة إنسانية، لكن هناك حدود لا بد أن نضعها. نحن لا نشارك في تغييرات تخالف الطبيعة أو القيم، بل نركز على ما يعيد الصحة والثقة للمريض في إطار طبيعي وأخلاقي”.

الاستثمار وصناعة الجمال في قطر

كشف د. كلداري أن وجوده في قطر من خلال مستشفى الفنون الجراحية ليس مجرد توسع جغرافي، بل هو جزء من رؤية أكبر تهدف إلى تعزيز السياحة العلاجية.

وقال: “قطر تمتلك كل المقومات لتكون مركزاً عالمياً في الطب التجميلي، ونحن نسعى أن نكون جزءاً من هذه القصة”.

ختم د. كلداري اللقاء بالتأكيد على أن فلسفته تقوم على أن الجمال ليس شكلاً خارجياً فقط، بل انعكاس لحالة داخلية. “عندما نعيد التوازن بين الشكل والروح، نحقق النتيجة الأجمل والأبقى”، على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان