“يمكن أن يموت ابنك أمام عينيك وما بيدك حيلة”.. نازح سوري يصف صعوبة العيش وسط الثلوج (فيديو)

نقل نازح سوري معاناة سكان مخيمات النزوح التي زادت بسبب الثلوج وانخفاض درجات الحرارة.
وتحدث النازح لكاميرا المصور مهند الأحمد خلال جولة قام بها في مخيم راجو بريف حلب.
ووصف النازح صعوبة السكن في المخيمات بسبب الصقيع والبرد، وذهب إلى القول “يمكن أن يموت ابنك أمام عينيك وأنت غير قادر على فعل شيء، بسبب قلة الحيلة”.
وحمل النازح المسؤولية للدول العربية لعدم مساعدتها النازحين السوريين في الخيام، خصوصًا بعد تساقط الثلوج وتضرر أعداد كبيرة من الخيام.
وأكمل النازح حديثه قائلًا “الدنيا تقوم ولا تقعد لأجل كلب مريض، اعتبرونا حيوانات وقدموا لنا المساعدة”.
ونقلت هيئة الدفاع السوري (الخوذ البيضاء) قصصًا مأساوية من المخيمات خلال أيام التساقطات.
ونزحت مئات العائلات خارج خيامها في مأساة تتكرر كل عام في فصل الشتاء، لتتحول الأمطار والثلوج التي لطالما كانت مصدرًا للفرح والبهجة إلى كابوس يلاحق السوريين ويفاقم معاناتهم.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، لا يعرف الأطفال معنى اللعب بالثلج، فيكتفون بمراقبته من بعيد ويهابون الاقتراب منه خوفًا من آلام الأطراف والموت تجمدًا.
وفي 17 يناير/كانون الثاني الجاري، خطفت النار روحَي “لين ونصرة” اللتين كانتا تلتمسان منها الدفء بين أقمشة الخيمة الباردة.
وعلى مدى 10 سنوات تتكرر معاناة السوريين في المخيمات، العواصف الثلجية تدمر الخيام وتحاصر المخيمات وتمنع وصول الطعام إليها والماء، والأمطار الغزيرة تغرق تلك الخيام بينما يبقى العالم ينظر إلى مأساة المدنيين النازحين دون أي تحرك لإنهائها.
وقال أحد النازحين الصغار “كل سنة بقول بلكي منرجع لبيتنا قبل الشتا، أنا كنت حب الثلج كتير، لأن كنت ألعب وأرجع للبيت أدفى بينما هون إذا لعبت بظل بردان كل الوقت”.
"عم نشعل أعواد زيتون لحتى نتدفى، كانت ليلة باردة وكل الليل ما نمنا" بصوت مرتجف ونظرات بريئة يستقبلنا "خالد" أثناء محاولته الحصول مع أخوته واطفال آخرين على بعض الدفء، في مخيم عشوائي قرب بلدة معارة إخوان شمالي #إدلب.
من حق هؤلاء الأطفال أن ينعموا بالدفء والسلام.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/u5ep2QshsN— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 21, 2022
وأضاف كاشفًا عن ألم النزوح “قررت أصنع رفيق لي وسميته نازح، وخليته قاعد برا الخيمة مشان يشعر متلي بالبرد وأعرف أنه حدا بهالعالم حاسس فينا”.
وينعكس انخفاض درجات الحرارة بشكل مباشر على الأطفال وكبار السن في المخيمات، فعدم عزل الخيام والأرض الطينية تزيد من البرودة بينما تغيب التدفئة المناسبة بسبب تردي أوضاع النازحين المعيشية، مما يجعلهم مضطرين لاستخدام مواد غير صحية في التدفئة بينها النايلون والأحذية المستعملة.
تقاسي شهد، 6 سنوات، االثلج لتحضر الخبز لعائلتها في مخيم الطين شمالي #إدلب، بعد تهجيرهم من بلدة أبو ظهور شرقي إدلب، الأطفال السوريين كانوا الأكثر تأثراً بالحرب التي سلبتهم طفولتهم وأبسط حقوقهم بالعيش الكريم بسلام وفي منازلهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/y5NLoLY5d8
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) January 23, 2022
وتشير الخوذ البيضاء إلى أن المأساة التي يعيشها النازحون لا يمكن حلها عبر تقديم الخدمات للمخيمات، ولا بناء مخيمات إسمنتية.
وقالت في بيان “إن معاناة النازحين أعمق من مجرد السكن، وإن توطين النازحين في المخيمات ليس بحل، وهو انتقاص من حق المدنيين في العيش الآمن بمنازلهم”.
وطالبت بأن يكون الحل الجذري والوحيد هو توفير الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنهم، وعندها تتضاءل الحاجة للدعم الإنساني والإغاثي.