برك طينية بلا غذاء أو تدفئة.. حين تتحول خيام النازحين السوريين إلى مصفاة (فيديو)

في درجات برودة تقارب الصفر، لا يملك النازحون في الداخل السوري سوى “التعايش” مع أوضاع شديدة الصعوبة، من دون دواء أو غذاء أو تدفئة، في وضع صحي يعرف انتشار الوباء، هرب هؤلاء من موت إلى موت.
يسوء الوضع الإنساني بشكل كبير في مخيمات سوريا مع كل منخفض جوي، إذ لا يملك النازحون ثمن التدفئة داخل خيام لا تقيهم البرد الشديد أو مياه الأمطار المتسربة.
تضرر 400 مخيم من أصل 1350 خلال موجة التساقطات في سوريا قبل أيام، وغرقت خيام أغلب النازحين، مما اضطر الأسر إلى التكدس في الخيام الأقل تضررًا في وضع صحي خطير.
In 2021, the regime and Russia have brought death and destruction. Tens of civilians were killed and hundreds were injured besides thousands have been displaced to the death camps in the north to suffer from heavy rain and heat in summer and not to mention #COVID19. pic.twitter.com/GZw6bq3kbT
— The White Helmets (@SyriaCivilDef) December 30, 2021
وأفاد مراسل الجزيرة مباشر علاء الدين اليوسف من ريف إدلب الشمالي لبرنامج (المسائية) أن المنطقة تترقب منخفضًا جويًّا خلال يومين، وسط مخاوف من غرق المزيد من المخيمات.
ويعيش النازحون السوريون تحت خيام بالية لم تتغير منذ سنوات، تمر بها شمس الصيف الحادة ومطر الشتاء الغزير، حتى أصبحوا نازحين في العراء.
ينام هؤلاء في فراش مبلّل تحت خيام اهترأت حتى تحول سقفها إلى مصفاة تسمح بدخول مياه الأمطار والبرد القارس، لا يملكون ثمن حطب التدفئة ولا بدائل عن وضعهم.
This is what Om Joumaa wishes for the new year #2022
“I wish I could furnish my home”
.
.
.#newyear #love #hope #peace #instagram #support #kids #Syria #UNHCRSyria pic.twitter.com/1jEQRcZUzM— UNHCR Syria (@UNHCRinSYRIA) January 2, 2022
يطالب المهجَّرون من بيوتهم بسبب حرب متواصلة منذ سنوات، المنظمات الإنسانية والإغاثية بتغيير الخيام أو نقل المخيمات إلى مناطق أقل عرضة للضرر بسبب تغيرات الطقس.
تتمركز أغلب المخيمات في سوريا -وفق مراسل الجزيرة مباشر- في مناطق منخفضة تم تشييدها بشكل عشوائي خلال حركة النزوح.
خصصت بعض المنظمات الدولية خيامًا جديدة لبعض النازحين في الداخل السوري، إلا أنها -حسب اليوسف- لا تكفي إذ يزيد عدد النازحين عند الحدود السورية-التركية فقط على المليونيْن، وبالتالي يصعب على هذه المنظمات تغطية كل هذه الأعداد.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون #اللاجئين: لا يزال 13.4 مليون شخص في #سوريا بحاجة إلى مساعدة إنسانية pic.twitter.com/A7qbWuvlZ0
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 27, 2021
أوضح مراسل الجزيرة مباشر للمسائية أن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) ومنظمة (قطر الخيرية) أنشأت مساكن ومخيمات غير عشوائية، لكنها تبقى غير كافية، في حين لا يمتلك النازحون في المخيمات العشوائية خيامًا.
لا يملك سكان هذه البقاع سوى التعايش مع الظروف الجوية الصعبة صيفًا وشتاءً، وفي الفصل الحالي ينتشر المرض ويشتد خصوصًا على الأطفال دون التمكن من الحصول على الدواء أو التغذية الجيدة ولا التدفئة.
Millions of Syrians are about to spend yet another freezing winter living in camps, shelters & destroyed buildings.
Humanitarians across the country are working 24/7 to reach 3.55 million people with the basics to survive – including blankets, heating fuel & warm clothes. pic.twitter.com/P7q3IQUpjE
— OCHA Syria (@OCHA_Syria) December 16, 2021
أفاد اليوسف بأن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة خفضت محتوى سلة الغذاء التي لا يملك النازح غيرها، بينما أوقفت منظمات أخرى الدواء عن بعض المستشفيات.
وفي ظل انعدام البنية التحتية الأساسية من طرق وشبكات للصرف الصحي، تتحول المخيمات في الشتاء إلى برك طينية ومستنقعات.
وبلغ عدد النازحين في الداخل السوري 6 ملايين و700 ألف شخص، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.