أسراب مسيرات وكلاب روبوتية.. كيف توظف الصين تقنية “ديب سيك” لتعزيز قوتها العسكرية؟

تواصل الصين تعزيز قوتها العسكرية عبر تبني حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة، إذ يشهد الميدان العسكري ظهور تقنيات جديدة تشمل مركبات ذاتية القيادة، وكلاب روبوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأسرابا من الطائرات المسيرة القادرة على تنفيذ المهام المعقدة بشكل مستقل.
سباق التسلح مع الولايات المتحدة
وكشفت شركة نورينكو الصينية العملاقة المتخصصة في الصناعات الدفاعية والمملوكة للدولة في فبراير/شباط الماضي عن مركبة عسكرية ذاتية قادرة على تنفيذ عمليات دعم قتالي باستخدام الذكاء الاصطناعي العسكري، دون تدخل بشري وبسرعة تصل إلى 50 كيلومترا في الساعة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4بودكاست “13”.. ما سر المطالبة بتجميد أبحاث الذكاء الاصطناعي الخارق؟ (فيديو)
- list 2 of 4من سيرفع كأس العرب 2025؟ بودكاست الذكاء الاصطناعي يجيب (شاهد)
- list 3 of 4“كعلاقتنا بالحيوانات”.. خبير يكشف سبب معارضة مئات الشخصيات العالمية لـ”الذكاء الفائق” (فيديو)
- list 4 of 4الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف مستقبل الأخبار (فيديو)
وتعتمد المركبة على تقنيات شركة “ديب سيك”، التي يمثل نموذجها للذكاء الاصطناعي درة التاج في قطاع التكنولوجيا الصينية الدفاعية.
واحتفى مسؤولو الحزب الشيوعي الصيني بإصدار نورينكو للمركبة الذاتية (بي 60)، مؤكدين أنها مثال مبكر لكيفية استخدام بكين لتقنيات ديب سيك والذكاء الاصطناعي لتعزيز سباق التسلح مع الولايات المتحدة، في وقت يواصل فيه قادة البلدين دعوة جيوشهم للاستعداد لصراع تكنولوجي متصاعد.
وأظهرت مراجعة وكالة رويترز للمئات من الأوراق البحثية وبراءات الاختراع وسجلات المشتريات مؤشرات واضحة على جهود الصين المنهجية لتسخير الذكاء الاصطناعي العسكري وتحقيق التفوق في تطبيقات الدفاع الذكية.
وتعد خصائص الأنظمة وراء أسلحة الجيل القادم ومدى نشرها من أسرار الدولة الصينية، لكن الشواهد المقدمة عبر براءات الاختراع وسجلات المشتريات تبرز تقدم بكين في تقنيات التعرف التلقائي على الأهداف ودعم اتخاذ القرار الفوري في ميدان المعركة، في مسعى لمضاهاة الجهود الأمريكية.
ووفقا للأوراق والمناقصات وبراءات الاختراع، يواصل جيش التحرير الشعبي الصيني والشركات التابعة له الاعتماد على رقائق إنفيديا، بما في ذلك النماذج الخاضعة لضوابط التصدير الأمريكية، وتعزيز الاستفادة من رقائق هواوي المحلية للذكاء الاصطناعي العسكري.
وحتى يونيو/حزيران شهدت تلك الفترة طلبات من معاهد أبحاث عسكرية للحصول على رقائق إنفيديا وهواوي، في ظل حظر وزارة التجارة الأمريكية تصدير رقائق A100 وH100 الشهيرة من إنفيديا إلى الصين منذ سبتمبر/أيلول 2022.
وأشار المتحدث باسم إنفيديا جون ريزو إلى أن إعادة تدوير كميات صغيرة من المنتجات القديمة لا تشكل أخطار أمن قومي أو قدرة عسكرية جديدة دون وجود دعم برمجي أو صيانة رسمية. ولم ترد وزارة الخزانة والتجارة الأمريكيتين على الأسئلة حول النتائج.
وفي السياق ذاته، ذكر ساني تشيونغ، زميل مؤسسة جيمس تاون البحثية المختصة بالسياسات الدفاعية، أن الجيش الصيني عزز خلال 2025 التعاون مع متعاقدين يستخدمون حصريا أجهزة محلية الصنع مثل رقائق هواوي، في ظل توجه حكومي للضغط على الشركات الوطنية لتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا الصينية في تطوير الذكاء الاصطناعي العسكري.
الاعتماد على ديب سيك
وشهدت مناقصات الجيش الصيني خلال هذا العام إشارة واسعة لاستخدام نماذج ديب سيك في الذكاء الاصطناعي العسكري، مقابل حضور محدود لنموذج كوين التابع لعلي بابا كمنافس محلي.
ووفقًا لمؤسسة جيمس تاون، تسارعت إشعارات المشتريات الخاصة بديب سيك عام 2025 مع ظهور تطبيقات عسكرية جديدة بانتظام ضمن شبكة الجيش الصيني، في مؤشر على سعي بكين لما يسمى “السيادة الخوارزمية”، والتقليل من الاعتماد على التكنولوجيا الغربية.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق على تطور استخدام الجيش الصيني لتقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد أن واشنطن ستواصل تطوير استراتيجيتها الخاصة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي العسكرية مع الدول الصديقة، وإبقاء التقنيات الحيوية بعيدة عن متناول الخصوم.
وتظهر وثائق أن الصين تتجه نحو تطوير كلاب آلية تعمل بالذكاء الاصطناعي في مجموعات وأسراب من الطائرات المسيّرة القادرة على التعرف على الأهداف بشكل مستقل، في إطار سباق التسلح التكنولوجي بين بكين وواشنطن.