فنان غزاوي يحوّل ركام الحرب إلى “أعمال تنحت الحزن والمقاومة” (شاهد)

لم يجد النحات الغزاوي الفنان خالد حسين مفرا من إنتاج أعمال جديدة من ركام المنازل التي دمرتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتحدث خالد الذي نزح إلى دير البلح وسط قطاع غزة، للجزيرة مباشر، عن قصته مع الفن البصري ولا سيما النحت على الطين، وكيف تمكن من إحيائه رغم الحرب.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4بأصالة تراثها وإبداع حرفييها.. الخليل على قائمة المدن المبدعة في اليونيسكو (فيديو)
- list 2 of 4ريهام أبو غنية.. نجّارة من بيت لحم تكسر قيود المهنة وتحوّل الخشب إلى هويّة (شاهد)
- list 3 of 4لاعب ومؤرخ وضع ليبيا على خريطة الشطرنج الدولية.. الجزيرة مباشر تحاور جلال شاهين (فيديو)
- list 4 of 4من البرمجيات إلى توثيق الحرب.. غزية تحول الألم إلى أغان (فيديو)
الطين هو الخيار المتاح
وقال الفنان الفلسطيني، الذي تخرَّج في كلية الفنون بجامعة الأقصى قبل أكثر من ربع قرن، إن الحرب جعلته يقترب أكثر من فن النحت لأنه يلامس بعمق مشاعر المؤدي والمتلقي، ويعكس هموم الناس الذين عاشوا ويلات الحرب، وإنه اختار الطين لأنه الخيار المتاح وسط انعدام الإمكانات.
وأضاف أنه يستخدم الطين الذي يجمعه من الركام في المناطق التي قصفها الاحتلال، ويعيد تجهيزه ليحوّله إلى أعمال فنية تعبّر عن الحزن والمقاومة والأمل.
وأكمل قائلا “حتى أدوات النحت التي أستخدمها صنعتها بيدي. لا شيء يمكن أن يعيق الفنان الغزّي، بمجرد لمسه للطين تتجسد أمامه الأشكال التي يحملها في ذاكرته البصرية”.

يهدم أعماله بيديه
لكن نزوحه المتكرر خمس مرات حتى الآن جعله يتبنّى أسلوبا فريدا في الإبداع، فهو ينتج العمل الفني ويصوّره ثم يهدمه بيده، بسبب هشاشة المواد وصعوبة نقل المنحوتات من مكان إلى آخر.
وتابع حسين “أهدم أعمالي لأنني لا أضمن البقاء في مكان واحد، وأخشى أن تتحول المنحوتات إلى عبء أثناء النزوح”.

مشاركات دولية رغم الحرب
وأشار إلى أنه رغم ذلك، تمكَّن من المشاركة بصور لأعماله في معارض دولية في تركيا والبوسنة وإيطاليا، ضمن فعاليات جماعية لفنانين من غزة وخارجها.
ووصف الفنان الفلسطيني أعماله بالمرايا لوجوه الناس في غزة، فهي حزينة ومتعبة لكن صامدة، وأضاف متحدثا عن طموحه “أتمنى أن أتفرغ للفن. الحياة في غزة مطحنة، ونحاول أن نجد وقتًا للإبداع بين تعبئة الماء وتوفير الطعام. أكثر ما أتمناه أن أمارس الفن بحرية”.
ومنذ تخرّجه، عمل خالد في مجال الفنون البصرية، وأسَّس عام 2015 مع مجموعة من فناني رفح غاليري “كيان” الذي يهتم بالفنون المعاصرة.
وفي عام 2021، قدَّم معرضه الشخصي بعنوان “أفتقدك بشدة”، تناول فيه معاناة الشبان الذين بُترت أطرافهم خلال مسيرات العودة عامي 2018 و2019. كما شارك في معارض فنية خارج فلسطين، نقل من خلالها تجربة الفنان الفلسطيني إلى العالم.