دعاء الكرب وتفريج الهم في السنة النبوية.. كلمات تذهب الحزن والغم وضيق الصدر

الكرب هو الغم الذي يأخذ بالنفس، والحزن الذي يذيب القلب، وهو أشد من الحزن والغم قال المناوي: “الكرب: هو الغم والضيق”.
وكلما اشتد الكرب زاد التجاء الإنسان وتضرعه لله تعالى، قال سبحانه: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ الله قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأفضل الأدعية النبوية لقضاء الدين وتفريج الهم مع أدلة صحيحة من السنة
علاج الغضب.. أفضل الأذكار والأدعية من السنة لضبط النفس وكظم الغيظ
الوقاية من الحسد والعين والسحر.. أذكار نبوية ورُقية شرعية للحماية اليومية
دعاء الكرب والأمور المهمة
وردت في السنة النبوية أدعية دعا بها النبي محمد ﷺ وأوصى بها أصحابه -رضي الله عنهم-، ويسن للمسلم أن يدعو بها في كل كرب يمر به، وهي كما يأتي:
في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن رسول الله ﷺ كان يقول عند الكرب: “لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ العظيم الحليم، لا إله إلا اللَّه رَبّ العَرْشِ العظيم، لا إله إلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمُ”.
وفي رواية لمسلم، أن “النبي ﷺ كان إذا حَزَبَه أمر قال ذلك”. قوله “حزبه أمر” أي نزل به أمر مهم، أو أصابه غمّ.
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث
وفي كتاب الترمذي، عن أنس -رضي الله عنه-، عن النبي ﷺ، أنه كان إذا كربه أمر قال “يا حَيُّ يا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ”
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي ﷺ كان إذا أهمّه الأمر رفع رأسَه إلى السماء فقال: سُبْحانَ الله العَظِيمِ، وإذا اجتهد في الدعاء قال: “يا حَيُّ يا قَيُّومُ”.
وفي سنن النسائي، وكتاب ابن السني، عن عبد الله بن جعفر، عن عليّ -رضي الله عنهم- قال: لَقَّنني رسول الله ﷺ هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدّة أن أقولها “لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الكَرِيمُ العَظِيمُ، سُبْحانَهُ، تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَرْش العَظِيمِ، الحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ العالَمِينَ”.
وكان عبد الله بن جعفر يلقنها وينفث بها على الموعوك، ويعلِّمها المغتربة من بناته. (الموعوك: المحموم، والمغتربة من النساء: التي تُزوَّج إلى غير أقاربها).

آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة
وفي “سنن أبي داود” عن أبي بكرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله ﷺ قال: “دَعَوَاتُ المَكْرُوب: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أرْجُو فَلا تَكِلْنِي إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وأصْلِحْ لي شَأنِي كُلَّهُ، لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ”.
وفي سنن أبي داود، وابن ماجه، عن أسماء بنت عُمَيْس -رضي الله عنها-، قالت: قال لي رسول الله ﷺ “ألا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ تَقُولِيْنَهُنَّ عِنْدَ الكَرْبِ – أو في الكرب – اللَّهُ اللَّهُ رَبي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئا”.
وفي كتاب ابن السني، عن قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ “مَنْ قَرأ آيَةَ الكُرْسِيّ وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ عِنْدَ الكَرْبِ، أغاثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ”.
كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج عنه
وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول “إِني لأَعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولُهَا مَكْرُوبٌ إِلاَّ فُرِّجَ عَنْهُ: كَلِمَةَ أخي يُونُسَ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، {فنَادَى فِي الظُّلُماتِ: أنْ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ سُبْحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]”.
ورواه الترمذي عن سعد قال: قال رسول الله ﷺ “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إذْ دَعا رَبَّهُ وَهُوَ في بَطْنِ الحُوتِ: لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ سُبْحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، لَمْ يَدْعُ بِها رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شيء قَطُّ إِلاَّ اسْتَجابَ له”.
ما هو دعاء ذهاب الهم؟
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ “ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن أمتك، ناصيتي في يدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا” قالوا: يا رسول الله ألا نتعلم هذه الكلمات ؟ قال: “بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن”.

ما هو الفرق بين الهم والحزن والغم والكرب؟ وأيّها أشد؟
- الهمّ
قال الراغب الأصفهاني: “الهمّ هو الفكر المؤلم بسبب توقع مكروه في المستقبل”.
وفي الشرع يدل الهم على ما يشغل القلب من أمر مستقبل، وتفكير فيما يتوقع حصوله مما يتأذى به.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”. رواه البخاري، ومسلم.
- الحزن
الحُزن (بضم الحاء) هو الانكسار والتألم لما فات أو وقع من مكروه.
وفي الشرع يرتبط الحزن بتألم القلب بسبب أمر في الماضي وقع وانتهى.
قال تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) “آل عمران: 139”.
- الغمّ
الغمّ هو الضيق الشديد الذي يغشى القلب، مأخوذ من “الغمام” أي ما يَغشى ويغطّي.
وفي الشرع يشير إلى انقباض الصدر بسبب حال حاضر أليم.
قال تعالى (فأثابكم غما بغم لِكَيْلَا تَحْزَنُوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم) “آل عمران: 153”.
- الكرب
الكرب هو الشدّة والضيق العظيم الذي يشتد على النفس.
هو تكاثف الغم وهو أعلى درجات الضيق، ويشمل اجتماع الهم والحزن والغم أو بعضها.
وفي الشرع يدل على الضيق الشديد الذي يُطلب فيه الفرج.
قال تعالى: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وأهله مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) “الأنبياء: 76”.
ومن حيث درجة الشدة فالهم أخف من الحزن، والحزن أخف من الغم، والغم أخف من الكرب الذي هو الأعلى درجة.