حين يتحول الفن إلى جسر بين الصم والعالم.. منى أبو الزور نموذج يُحتذى (شاهد)

في أروقة معرض “صيف حسّي” المقام بالعاصمة القطرية الدوحة، تقف الفنانة التشكيلية الفلسطينية منى أبو الزور أمام لوحاتها، لا عارضة فحسب، بل مصدر إلهام وتجسيد لقوة الإرادة الفنية التي تتجاوز الإعاقة، وتخاطب الحواس والوجدان.

المعرض، الذي انطلق في منتصف يونيو/حزيران ويستمر حتى نهاية أغسطس/آب 2025، يضم أكثر من 120 فنانا من قطر ومختلف أنحاء العالم، ويحتفي بالحواس كتجربة إنسانية وجمالية، في أجواء صيفية دافئة تفيض بالألوان والابتكار. ومن بين المشاركين تبرز منى، التي تمثل صوتا فنيا فلسطينيا صادقا، يعبّر عن ذاته رغم التحديات.

تقول منى أبو الزور إنها تعتمد في أعمالها على خامات متنوعة تشمل الألوان الزيتية والباستيل والفحم والجبس، وتتبنى المدرسة الواقعية في التعبير، لكنها تتجاوز الأطر الكلاسيكية لتقدّم أعمالا نابضة بالحياة والتجربة.

وتضيف “الفن هو طريقتي للتواصل مع العالم، ليس فقط من خلال اللوحة، بل من خلال تعليم الصم والبكم فنون الرسم، وتمكينهم من التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بطريقتهم الخاصة”.

منصة فنية بلا قيود

معرض “صيف حسّي” لا يقتصر على الفنون التشكيلية فحسب، بل يفتح أبوابه أمام أعمال في مجالات التصوير الفوتوغرافي والنحت والفنون التركيبية والأشغال اليدوية، ليشكل فسحة مفتوحة للتعبير من دون قيود نمطية، ويتيح للفنانين من مختلف الخلفيات أن يعرضوا أعمالهم ضمن فضاء تفاعلي يعزز الحضور الحسي والبصري للمتلقي.

وحظي المعرض باهتمام مجتمعي وثقافي كبير، إذ شهد افتتاحه حضور شخصيات فنية بارزة، من بينها السيد محمد الرميحي، الرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات فنية محلية ودولية.

الفن أداة حياة

منى أبو الزور، التي تُعَد من الأصوات الفنية اللافتة من بين ذوي الإعاقة في العالم العربي، تواصل من خلال مشاركتها في “صيف حسّي” كسر الحواجز، وتقديم الفن أداة للحياة والتعبير والتمكين.

فبين لمسة الفرشاة وتدرجات اللون، تنسج منى قصتها، وتفتح نافذة على عالم حسي غني، لا يعرف حدودا للإبداع ولا قيودا أمام الجمال.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان