أدعية الخوف والفزع والوقوع في ورطة.. ماذا كان يقول النبي ﷺ عند المواقف الحرجة؟

في لحظات الخوف والفزع والوقوع في المصائب ومواجهة الشدائد، حين تتسارع نبضات القلب وتضيق الصدور، يبحث الإنسان عن ملجأ يطمئن نفسه ويعيد السكينة إلى قلبه.
وفي القرآن الكريم والسنّة النبوية زادٌ من الأدعية والأذكار التي كان يرددها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواقف الفزع والهلكة والخوف، سواء من إنس أو جان، أو في لحظات مواجهة الأعداء.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأفضل الأدعية النبوية لقضاء الدين وتفريج الهم مع أدلة صحيحة من السنة
علاج الغضب.. أفضل الأذكار والأدعية من السنة لضبط النفس وكظم الغيظ
الوقاية من الحسد والعين والسحر.. أذكار نبوية ورُقية شرعية للحماية اليومية
فيما يلي أبرز تلك الأدعية المأثورة، التي تمثل حصن المؤمن وسلاحه المتين في مواجهة الفزع والخوف.
ما هو دعاء الفزع؟
عن ثوبان -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ كان إذا راعَه شيء قال: “هُوَ اللهُ، اللهُ ربّي لا شريكَ لهُ”.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله ﷺ كان يعلّمهم من الفزع كلمات: “أعوذُ بِكلماتِ اللهِ التامَّةِ من غضبِهِ وشرِّ عبادِهِ، ومن همزاتِ الشياطينِ، وأنْ يَحضُرُونِ”، وكان عبد الله بن عمرو يعلمهن مَن عقل من بنيه، ومن لم يعقل كتبه فعلقه عليه.
ما هو دعاء الوقوع في ورطة أو هلكة؟
عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: “يا عليُّ ألا أعلّمُكَ كلماتٍ إذا وقعتَ في ورطةٍ قلتَها؟” قلتُ: بلى، جعلني الله فداك، قال: “إذا وقعتَ في ورطةٍ فقُلْ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليّ العظِيمِ. فإنَّ اللهَ تعالى يَصرفُ بها ما شاءَ من أنواعِ البلاءِ”.

ما هو دعاء الخوف من الآخرين؟
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ كان إذا خاف قوما قال: “اللهمَّ إنّا نجعلُكَ في نحورِهِم، ونعوذُ بكَ من شرورِهِم”.
ما هو دعاء الخوف من الحاكم أو السلطان؟
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ “إذا خِفتَ سلطانًا أو غيرَهُ فقُلْ: لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللهِ ربِّ السمواتِ السبعِ وربِّ العرشِ العظيم، لا إلهَ إلا أنتَ، عَزَّ جارُكَ، وجَلَّ ثناؤُكَ”.
ما هو دعاء رؤية العدو؟
عن أنس -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي ﷺ في غزوة، فلقي العدو، فسمعته يقول “يا مالكَ يومِ الدينِ إيّاكَ أعبدُ وإيّاكَ أستعينُ”، فلقد رأيتُ الرجالَ تصرع، تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها.

ما هو دعاء رؤية الشيطان أو الخوف منه؟
قال الله تعالى: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ باللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العليمُ} (الأعراف: 200)، وقال سبحانه: {وَإذَا قَرأتَ القُرآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِين لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا} (الإِسراء: 45).
فينبغي أن يتعوّذ ثم يقرأ من القرآن ما تيسّر.
وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قام رسول الله ﷺ يصلّي، فسمعناه يقول: “أعوذُ باللهِ منكَ”، ثم قال: “ألعنُكَ بلعنةِ اللهِ ثلاثًا”، وبسطَ يدَه كأنه يتناولُ شيئًا، فلما فرغَ من الصلاةِ قلنا: يا رسولَ اللهِ سمعناكَ تقولُ في الصلاةِ شيئًا لم نسمعْكَ تقولُه قبلَ ذلك، ورأيناكَ بسطتَ يدَكَ، قال: “إنَّ عدوَّ اللهِ إبليسَ جاءَ بشهابٍ من نارٍ لِيجعلَهُ في وجهي، فقلتُ: أعوذُ باللهِ منكَ ثلاثَ مرّاتٍ، ثُمَّ قلتُ: ألعنُكَ بلعنةِ الله التامّة، فاستأخرَ ثلاثَ مرّاتٍ، ثُمَّ أردتُ أن آخذَهُ، وَاللهِ لولا دعوَةُ أخي سليمانَ لأصبَحَ مُوثَقًا تلعبُ بِهِ وِلدانُ أهلِ المدينة”.
قال الإمام النووي: وينبغي أن يؤذّن أذان الصلاة، فقد روينا في “صحيح مسلم” عن سهيل بن أبي صالح أنه قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا أو صاحب لنا، فناداه مُنادٍ من حائط باسمه، وأشرف الذي معي على الحائط فلم يرَ شيئًا، فذكرتُ ذلك لأبي، فقال: لو شعرتُ أنك تَلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتًا فنادِ بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- يحدّث عن رسول الله ﷺ أنه قال: “إنَّ الشيطانَ إذا نودي بالصلاةِ أدبر”.