ضيوف الرحمن على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم (شاهد)

بدأ ضيوف الرحمن مع إشراقة صباح هذا اليوم الخميس التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ بالتوجه إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، بعد أن قضوا يوم أمس في مشعر منى “يوم التروية”.

ويوافق اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة “يوم الوقفة الكبرى” حيث سيؤدي الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة اقتداءً بسنة المصطفى ﷺ، ثم يبدؤون النفرة متجهين إلى مزدلفة للمبيت فيها، ثم الانتقال منها إلى منى لتكملة مناسك الحج.

وعشية الوقوف على صعيد عرفة، ردد ضيوف الرحمن الوافدون من أرجاء العالم “الله أكبر” و”لبيك اللهم لبيك”، وغادر الحجاج مكة المكرمة بالحافلات أو سيرا على الأقدام متجهين إلى الموقع على بعد بضعة كيلومترات من المسجد الحرام.

ضيوف الرحمن يتوافدون إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم.https://t.co/K4RlUWeDtf#واس_حج46 | #واس_عام pic.twitter.com/wqqE1XuxE3

— واس العام (@SPAregions) June 5, 2025

“ركن الحج الأعظم”

وفي هذا اليوم العظيم ينشغل الحاج بالتلبية والذكر ويكثر من الاستغفار والتكبير والتهليل ويتجه إلى الله -عز وجل- خاشعا متضرعا، ويجتهد في الدعاء لنفسه وأهله وإخوانه المسلمين جميعًا.

وإذا دخل وقت الظهر خطب الإمام في الناس خطبة تذكير وعظة وإرشاد، ثم يصلي بالحجاج الظهر والعصر جمعًا وقصرًا كما فعل رسول الله ﷺ، ولا يصلي قبلهما ولا بينهما ولا بعدهما شيئا.

ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويُصلّون فيها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين فور وصولهم، ويلتقطون بعدها الجمار، ثم يبيتون ليلتهم هناك ملبين ذاكرين شاكرين الله على فضله وإحسانه بأن كتب لهم شهود وقفة “عرفة” ويبقون حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة؛ تأسيًا بسنة الرسول ﷺ.

وفي صباح الجمعة، الموافق 10 من ذي الحجة، يتوجه الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي للقارن والمتمتع منهم، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

بعد ذلك، يقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، والتوجّه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.

مشعر عرفات

وتبلغ مساحة مشعر عرفات قرابة 33 كيلومترا مربعا، ويتجمع فيه غالبًا أكثر من مليوني حاج، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج الحرم، وهو سهل منبسط به جبل عرفات المسمى جبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله 7 أمتار.

ويحيط عرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلومترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلومترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ10.4 كيلومترات مربعة وليس بعرفة عمران غير بعض المنشآت الحكومية لخدمة الحجاج، ولا يقيم به سكان بعد أيام الحج.

تسمية عرفة

وتردد أن تسمية عرفة جاءت لأن آدم عرف حواء فيها، وقيل لأن جبريل عرّف إبراهيم فيها المناسك، وقيل لتعارف الناس فيها، وقيل إن الكلمة مأخوذة من العَرف وهو الطيب؛ لكونها مقدسة.

غير أن الروايتين الأكثر تأكيدًا هما أن أبا البشر آدم التقى حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي عرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له “أعرفت أعرفت؟” فيقول إبراهيم “عرفت عرفت”، ولهذا سميت هذه البقعة عرفة.

وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة شبيهة بالبرث يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف، وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله ﷺ “وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف”.

خير يوم طلعت فيه الشمس

وليوم عرفة فضل عظيم إذ ورد عن النبي ﷺ أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن حبيب الله محمد ﷺ “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة”.

وبعرفة نزل على الرسول ﷺ قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.