هل ترى المستقبل أثناء نومك؟.. علماء يكشفون حقيقة “الأحلام التنبؤية”

أثارت ظاهرة “الأحلام التنبؤية” تساؤلات واسعة في الأوساط العلمية والشعبية على حد سواء، حول ما إذا كانت هذه الأحلام دليلا على اتصال غيبي خارق، أم أن لها تفسيرا علميا مرتبطا بآليات عمل الدماغ.
والأحلام التنبؤية (Prophetic Dreams) هي نوع من الأحلام يعتقد بعض الناس أنها تحتوي على أحداث ستقع في المستقبل، وكأن صاحب الحلم يتلقى “رسالة مسبقة” عمّا سيحدث لاحقًا.
هل الأحلام التنبؤية لها علاقة بالغيب؟
ويرى البروفيسور رومان بوزونوف، الأستاذ في الأكاديمية الطبية المركزية، أن ما يُعرف بالأحلام التنبؤية لا يمت للغيبيات بصلة، بل يمكن تفسيره من خلال فهم نشاط الدماغ أثناء النوم.
وأكد أن هذه “التنبؤات” ليست قدرات خارقة بل ناتجة عن تحليل غير واعٍ للمعلومات والخبرات التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية.

ويشرح بوزونوف أن الدماغ يواصل معالجة المعلومات أثناء النوم، ما يؤدي أحيانا إلى توليد إشارات تنبيهية تظهر في شكل أحلام.
فعلى سبيل المثال، قد يحلم شخص يتجاهل قواعد عبور الطريق بأنه يتعرض لحادث، ويعد ذلك الحلم بمثابة تحذير داخلي من خطر وشيك.
انتقائية الذاكرة وتضليل التفسير
ويشير البروفيسور إلى ضرورة التفريق بين الأحلام التنبؤية الحقيقية، وبين ما يسميه علماء النفس بـ”انحياز البقاء”، وهو الميل لتذكر الأحلام التي تحققت فقط، وتجاهل تلك التي لم تتحقق.
وذكر مثالا لطالب راجع سؤالا معينا قبل امتحان، ثم حلم بأنه سيأتيه في الامتحان فعلا، ليظن بعد تحقق ذلك أن حلمه كان نبوءة، رغم أن ما حدث يعود للصدفة والانحياز في الذاكرة لا أكثر.
ويخلص بوزونوف إلى أن ما يُطلق عليه “الأحلام التنبؤية” يمكن تفسيره علميا ضمن نشاط الدماغ أثناء النوم، مؤكدا أنها لا تستند إلى قدرات خارقة أو صلات غيبية، بل إلى آليات عصبية وتحليل غير واعٍ للبيانات اليومية.