أذكار النوم والاستيقاظ.. أدعية نبوية تحفظك من الأرق والكوابيس وتمنحك الطمأنينة

وردت أذكار عدة عن النبي ﷺ عند الاستيقاظ وعند النوم (غيتي)

جعل الله الليل سكنا، والنوم رحلة تتكرر كل يوم، فكيف نحمي أنفسنا فيها؟

جاءت السُّنة النبوية بأذكار وأدعية جامعة تحفظ المسلم من الأذى، وتغرس في قلبه الطمأنينة وتقرّبه إلى ربه، من الاستيقاظ حتى المنام.

ما هي الأذكار الصحيحة عند الاستيقاظ من النوم؟

عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ باسْمِكَ أحْيَا وأَمُوتُ، وإذَا أصْبَحَ قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا، وإلَيْهِ النُّشُورُ” رواه البخاري.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال “إذا قام أحدُكم عن فراشِه، ثم رَجَع إليه، فلْيَنْفُضْه بصَنِفَةِ إزارِه ثلاثَ مَرَّاتٍ، فإنه لا يَدْرِي ما خَلَفَه عليه بعدَه، وإذا اضْطَجَع فلْيَقُلْ: باسْمِكَ ربي وضعتُ جَنْبِي، وبك أَرْفَعُه، فإن أَمْسَكْتَ نفسي فارْحَمْها، وإن أَرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عبادَك الصالحينَ. فإذا استيقظ أحدُكم فلْيَقُلْ: الحمدُ للهِ الذي عافاني في جَسَدي، ورَدَّ عَلَيَّ رُوحي، وأَذِنَ لي بذِكْرِه“، رواه الترمذي.

ما هو دعاء الاستيقاظ من النوم كما ورد عن النبي ﷺ؟

عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: “من تعارَّ من الليل (استيقظ بغير قصد): فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإن توضأ وصلى قُبِلت صلاته”، رواه البخاري.

دعاء الاستيقاظ “الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور” (غيتي)

ما هي أذكار أو أدعية النوم الثابتة في السنة؟

  • قراءة آية الكرسي

من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ “إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255)، حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ”، رواه البخاري.

  • قراءة سور الإخلاص والمعوذتين (الفلق والناس)

عن عائشة -رضي الله عنها- كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ، نَفَثَ في كَفَّيْهِ بقُلْ هو اللهُ أحَدٌ وبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، وما بَلَغَتْ يَدَاهُ مِن جَسَدِهِ”، رواه البخاري.

  • باسمك اللهم أموت وأحيا

عَنْ حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ: “بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا”، رواه البخاري.

  • اللهم أسلمت نفسي إليك

عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ ﷺ أنَّه كان إذا أخَذ مَضجَعَه قال: “اللَّهمَّ إنِّي أسلَمْتُ نفسي إليك، ووجَّهْتُ وجهي إليك، وفوَّضْتُ أمري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأَ منك إلَّا إليك”، رواه ابن حبان.

  • التسبيح والتحميد والتكبير

عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّ فاطِمَةَ شَكَتْ ما تَلْقَى في يَدِها مِنَ الرَّحَى، فأتَتِ النبيَّ ﷺ تَسْأَلُهُ خادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ، فَذَكَرَتْ ذلكَ لِعائِشَةَ، فَلَمَّا جاءَ أخْبَرَتْهُ، قالَ: فَجاءَنا وقدْ أخَذْنا مَضاجِعَنا، فَذَهَبْتُ أقُومُ، فقالَ: “مَكانَكِ” فَجَلَسَ بيْنَنا حتَّى وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ علَى صَدْرِي، فقالَ: “ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ”. وعَنْ شُعْبَةَ، عن خالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قالَ: التَّسْبِيحُ أرْبَعٌ وثَلاثُونَ، رواه البخاري ومسلم.

  • اللهم قِني عذابك يوم تبعث عبادك

عن أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- أن رسولَ اللهِ ﷺ كان إذا أراد أن يَرْقُدَ وضع يدَه اليمنى تحتَ خَدِّهِ ثم يقول: “اللهم قِنِي عذابَك يوم تبعثُ عبادَك – ثلاثَ مِرارٍ”، رواه أبو داود وصححه الألباني.

  • أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (ثلاث مرات)

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: “مَن قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مراتٍ؛ غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا”، رواه الترمذي.

الاهتمام بجودة النوم لا يتطلب إمكانيات خاصة (فريبك)
وردت في السنة النبوية أدعية وأذكار عديدة يقولها المسلم عند النوم (فريبك)

هل من الضروري الوضوء قبل النوم؟

الوضوء قبل النوم سُنة وليس بواجب، وقد كان من هدي النبي ﷺ.

عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قال النبي ﷺ: “إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ”، قال: فَرَددْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: “لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ”، متفق عليه.

هل يجب قول جميع أذكار النوم أم يكفي بعضها؟

لا يجب قول جميع الأذكار، بل يُستحب الإتيان بما تيسّر منها، والأفضل أن يقال أكثرها إن استطاع.

قال ابن القيم في زاد المعاد: “الذكر المشروع عند النوم كثير، فمن استطاع جمعها فهو خير، وإلا فليقل ما تيسر”.

وقال الإمام النووي: “فليختَر منها ما شاء، فإنها كلها سنن”.

وقال الشيخ ابن باز: “لو اقتصر على بعضها فلا حرج، والله يُثيبه على ما فعل”.

متى يبدأ وقت أذكار النوم؟ وهل تقال بعد الاستلقاء مباشرة أم قبل ذلك؟

تُقال الأذكار بعد الوضوء والاستلقاء على الفراش على الجانب الأيمن، وقبل النوم مباشرة.

في الحديث السابق عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال له: “إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل…”.

ما فائدة أذكار النوم في الحماية من الكوابيس أو الأرق؟

أذكار النوم تحفظ المسلم بإذن الله من الشياطين والكوابيس، والأرق والخوف والقلق وتمنح الطمأنينة.

فمن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ “إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255)، حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ”، رواه البخاري.

قال ابن حجر في فتح الباري: “الذكر يُحصّن العبد من الشياطين”.

أذكار النوم تحفظ المسلم بإذن الله من الشياطين والكوابيس (فريبك)

هل توجد أذكار أو أدعية خاصة لمن يعاني الأرق أو صعوبة النوم؟

عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أنه قال: أصابني أرق من الليل، فشكوت ذلك إلى رسول الله ﷺ، فقال: “قل: اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، يا حي يا قيوم، أنم عيني وأهدئ ليلي”. فقلتها، فذهب عني، رواه الطبراني وحسَّنه الألباني.

وعن بريدة قال: شكا خالد إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي ﷺ: “إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعًا، أَنْ يَفْرُط عليَّ أحدٌ منهم، أو يبغي عليَّ، عَزَّ جَارُك، وجلَّ ثناؤك، ولا إله غيرُك”، رواه الترمذي.

هل يقال دعاء مخصوص عند الاستيقاظ في منتصف الليل؟

عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: “من تَعَارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته”، رواه البخاري.

هل تجوز قراءة أذكار النوم أو الاستيقاظ من الهاتف أو الورقة؟

تجوز قراءة الأذكار من هاتف أو ورقة، ولا حرج في ذلك خصوصًا لمن لا يحفظها.

قالت اللجنة الدائمة للإفتاء: “يجوز قراءة الأذكار من ورقة أو جهاز إلكتروني”.

تم ربط ضعف النوم بالانخراط في أنشطة عبر الأجهزة الإلكترونية (فريبك)
يُستحب تعويد الأطفال على الأذكار منذ الصغر (فريبك)

هل يمكن للأطفال أو الصغار حفظ أذكار النوم والاستيقاظ؟ وما الأذكار المناسبة لهم؟

يُستحب تعليم الأطفال الأذكار المناسبة لأعمارهم وتعويدهم على الأذكار بطريقة بسيطة وميسرة، مثل:

  • باسمك اللهم أموت وأحيا.
  • قراءة سور الإخلاص والمعوذتين.
  • الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.

وينبغي للوالدين أن يعلّموهم بالقدوة والتكرار اليومي.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان