“برج الأكاذيب”.. كتاب جديد عن صفات لازمت ترمب حتى الرئاسة

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب

في كتاب جديد بعنوان (برج الأكاذيب)، سردت باربرا ريس، وهي مسؤولة تنفيذية بارزة عملت لفترة طويلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، صفات استخلصتها من خلال فترة عملها معه.

وتسلط ريس الضوء، في كتابها المقرر صدوره بعد غد الثلاثاء، بشكل خاص على أن العنصرية ومعاداة السامية والتشبث بالرأي وإلقاء مسؤولية الأخطاء على الآخرين من أبرز السمات الشخصية لترمب.

وقالت إن تلك الصفات لازمت ترمب من قبل تفكيره في الترشح للرئاسة وحتى بعد وصوله للبيت الأبيض.

ونقلت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” التي حصلت على نسخة من الكتاب حصريًا قبل إصداره، عن ريس قولها إنه قبل ما يقرب من أربعة عقود، بعد تشييده لناطحة سحاب تحمل اسمه في “فيفث أفينيو” بمانهاتن، كان ترمب يجلس خلف مكتبه المصنوع من خشب الورد، ويفكر في العمل في منصب أكثر نفوذًا.

وقال: “هؤلاء الساسة لا يعرفون أي شيء.. ربما ينبغي أن أترشح للرئاسة.. ألن يكون هذا شيئًا ممكنًا؟”.

ولم تشغل ريس، التي عملت مديرة تنفيذية لفترة طويلة في شركة العقارات المملوكة لترمب، بالها بهذه الفكرة إلى أن انتُخِب رئيسًا. 

والآن، في الأسابيع الأخيرة لحملة إعادة انتخاب ترمب، أعدت ريس كتابًا جديدًا بعنوان “برج الأكاذيب”، حثت فيه الأمريكيين على عدم منحه فترة ولاية ثانية.

غلاف كتاب باربرا ريس عن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (لوس أنجلوس تايمز)

ويتحدث الكتاب عن سلوك عنصري ومعادٍ للسامية ومتحيز ضد المرأة يتسم به ترمب، إلى جانب قدرته على “الكذب بشكل طبيعي للغاية”، فـ”إذا لم تكن تعرف الحقائق الفعلية، يمكنه أن يمرر معلومة غير حقيقية دون أن تلحظ ذلك”.

وكتبت ريس: “لقد غرس في الوقت الذي كنت أعمل فيه معه بذور ما هو عليه الآن.. لقد امتلك القدرة للسيطرة على الآخرين من خلال الأكاذيب والتضخيم، أو من خلال وعود بالمال أو وظائف، أو من خلال التهديدات برفع دعاوى قضائية أو الفضح”.

وتضيف: “لقد أحاط نفسه بأشخاص يوافقونه الرأي، وألقى اللوم على الآخرين في إخفاقاته الشخصية، ولم يكن أبدًا يتحمل المسؤولية، وكان دائمًا يُرجِع فضل ما يحققه الآخرون إلى نفسه”.

وتابعت: “هذه الأساليب لا يزال يستخدمها، وهي سائدة في أعلى مستويات الحكومة الأمريكية مع كل ما يستتبع ذلك بالضرورة من فساد وفوضى”.

ويضاف كتاب ريس إلى عدد كبير من الأطروحات الخاصة بعام الانتخابات والتي تهاجم الرئيس، الذي تعرض لانتقادات شديدة من جانب مساعده السابق مايكل كوهين، ومستشاره الثالث للأمن القومي سابقًا جون بولتون، وابنة أخيه ماري ترمب، والصحفي المخضرم بوب وودوارد.       

وقد تجاهلت حملة ترمب ذلك الكتاب الأخير، إلا أن مدير الاتصالات في حملة ترمب الانتخابية تيم مورتو قال: “إنها بوضوح موظفة سابقة ساخطة تلفق مجموعة من الأكاذيب في كتاب لكسب المال”.

وقالت ريس في كتابها: “إن التعصب والتحيز يسيطران على نظرة ترمب تجاه العالم”، مشيرةً إلى أنه وبخها عندما رأى عاملًا أسود في موقع إنشاءات، وإنه قال لها “أخرجيه الآن! ولا تسمحي بحدوث هذا مرة أخرى، لا أرغب في أن يقول الأشخاص إن برج ترمب يبنيه السود”.      

وكتبت ريس أن ترمب وظَّف مديرًا ألمانيًا للإسكان، معتقدًا أن إرثه جعله “نظيفًا ومنظمًا بشكل خاص”، ثم قال مازحًا أمام المديرين التنفيذيين اليهود إن “هذا الرجل لا يزال يتذكر الأفران (النازية)، لذا من الأفضل أن تحترسوا منه”.

والأمر اللافت في هذا الصدد أن ترمب وحملته قد أشارا إلى ريس أثناء انتخابات 2016 باعتبارها مثالًا على تاريخه التقدمي فيما يتعلق بتوظيف النساء وترقيتهن. لكن خلال مشوارها الذي استمر 18 عامًا، قالت إن ترمب كان يتحدث بشكل متكرر وتوصيفي عن شكل النساء، وما يمارسنه من استغلال جنسي. 

وقد أجبر ترمب ريس على إقالة امرأة لأنها كانت حاملًا، ومنع سكرتيرته الخاصة من حضور اجتماعات مهمة بسبب أنها لا تبدو كعارضة أزياء.

ودأبت ريس على انتقاد ترمب منذ أن تركت الشركة قبل عقدين، وتعهدت بالتصويت لهيلاري كلينتون عام 2016، وأقرت بأن بعض الأشخاص كانوا يرفضون خبراتها؛ لأنها عملت مع ترمب مدة طويلة مضت.

وكان ترمب قد وظَّف ريس عندما كان يخطط لبناء ناطحة سحاب جديدة في فيفث أفينيو، وتذكرت زيارة شقته الواسعة الفخمة لإجراء مقابلة عمل معه.

وقال ترمب إن الناطحة: “ستكون أكثر بناية يتحدث عنها الناس في العالم”، مضيفًا: “أريدك أن تبنيها”.

وكانت ريس في ذلك الوقت مديرة مشروعات شابة في صناعة البناء التي يهيمن عليها الذكور في نيويورك.      

وعند الانتهاء من برج ترمب، صمَّم شقته الثلاثية في الجزء العلوي بطريقة حديثة وبسيطة في الأصل، لكن ريس كتبت أنه بعد أن زار القصر الشتوي الروسي، أي المنزل المبهرج الذي يعيش فيه القيصر، أعاد ترمب بناء شقته.

وقالت ريس إن ترمب تغير بمرور الوقت، وعلى الرغم من أنه كان دائمًا متهورًا ومتفاخرًا، إلا أنه أصبح يعتمد بشكل متزايد على رجال يوافقونه الرأي ومدمنًا للاهتمام الذي يتلقاه.

المصدر: الألمانية + الجزيرة مباشر + مواقع التواصل

إعلان