لبنان.. سعد الحريري يعلق مشاركته في الحياة السياسية قبل الانتخابات التشريعية (فيديو)

أعلن سعد الحريري رئيس “تيار المستقبل” في لبنان، الإثنين، “تعليق” عمله بالحياة السياسية وعدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، وعدم التقدم بأي ترشيحات من التيار للانتخابات.
وشكلت خطوة الحريري -الذي شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات- زلزالا سياسيا في لبنان عقب الانهيار المالي الذي تشهده البلاد منذ عام 2019.
وطلب الحريري من حزبه تيار المستقبل عدم الدفع بأي مرشحين في الانتخابات، مبينا عوامل عدة كانت وراء قراره هذا، بينها “تزايد النفوذ الإيراني” في إشارة إلى جماعة حزب الله الشيعية.
وقال الحريري في كلمة بثها التلفزيون “من باب تحمّل المسؤولية أيضا، ولأنني مقتنع ألا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن التالي: أولا، تعليق عملي بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها. ثانيا: عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار”.
وخاطب الحريري أنصاره قائلا “نحن باقون بخدمة أهلنا وشعبنا ووطننا، لكن قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة والسياسة بمعناها التقليدي، وسنبقى من موقعنا كمواطنين متمسكين بمشروع رفيق الحريري لمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة أفضل لجميع اللبنانيين. نحن باقون بخدمة لبنان واللبنانيين، وبيوتنا ستبقى مفتوحة للإرادات الطيبة ولأهلنا وأحبتنا من كل لبنان”.
وورث سعد العباءة السياسية لوالده رفيق الحريري بعد اغتياله عام 2005. لكن على الرغم من أنه لا يزال السياسي السني صاحب أكبر قاعدة شعبية في طائفته فإن حظوظه السياسية تضاءلت في السنوات الأخيرة.
يأتي إعلان الحريري في الوقت الذي يعاني فيه لبنان أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات التي سجلها العالم على الإطلاق.
وفشلت النخبة الطائفية في اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة حتى مع سقوط غالبية السكان في براثن الفقر.
وقال الحريري في خطابه “بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقع الخيار عليّ لمواصلة مشروعه السياسي.. الذي يمكن اختصاره بفكرتين أولا: منع الحرب الأهلية في لبنان، وثانيا: حياة أفضل للبنانيين. نجحتُ في الأولى، ولم يُكتب لي النجاح الكافي في الثانية”.
وأضاف “لا شك أن منع الحرب الأهلية فرض عليّ تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيار (مايو) إلى اتفاق الدوحة إلى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات، وغيرها. هذه التسويات، التي أتت على حسابي، قد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول لحياة أفضل للبنانيين. والتاريخ سيحكم”.
وقال إن هذين الهدفين كانا “سببا في كل خطوة اتخذتها كما كانا سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الإخوة”، في إشارة إلى شقيقه بهاء الحريري الذي غالبا ما كان ينتقد سياسته.
ويحكم لبنان نظام طائفي لتقاسم السلطة، وتُوزع المناصب على 18 طائفة معترف بها رسميا، ويتولى منصب رئيس الوزراء سياسي سني.