“همّنا ليس غطاء وربطة خبز”.. شتاء نازحي سوريا قهر يتجدد وثلوج تحول الخيام لمقابر (فيديو)

يكافح النازحون السوريون في شمال غرب البلاد في درجة حرارة تحت الصفر وفي مهب العواصف الثلجية، من أجل ألا يتجمدوا في ظل عواصف عمّقت جراحهم وأجبرت قطاعًا منهم على المبيت في العراء بعد سقوط خيامهم.
يأتي ذلك في وقت لا يحصل فيه المهجّرون على غذاء يطعمهم من جوع ولا مواد تدفئة ولا ملابس تؤمنهم من خوف البرد القارس.
شتاء النازحين السوريين.. معاناة تتجدد كل عام pic.twitter.com/xsybaXDrV4
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 23, 2022
وفي مثل هذه الأيام من كل عام يزداد الشتاء قسوة وفتكًا بالنازحين، فعلى مدى 10 سنوات تتكرر معاناة أكثر من 1.5 مليون نازح يسكنون تلك المخيمات مع معاناة مضنية لا تعرف طريقًا إلى النهاية.
العواصف الثلجية تدمر الخيام وتحاصر المخيمات وتمنع وصول الطعام والماء إليها، والأمطار الغزيرة تغرق تلك الخيام، ويبقى العالم ينظر إلى مأساة المدنيين النازحين دون أي تحرك دولي جاد لإنهائها.
هكذا يواجه النازحون في الشمال السوري العاصفة الثلجية.. pic.twitter.com/7vqPWVQiD8
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 23, 2022
ومنذ مساء الثلاثاء الماضي تضرب عاصفة مطرية وثلجية مناطق شمال غربي سوريا، فتؤدي إلى انقطاع العديد من الطرق ومحاصرة مخيمات في ريف حلب الشمالي، وغرق مخيمات في ريف إدلب الشمالي.
وقد خلّفت تلك العاصفة أضرارًا مادية في آلاف الخيام لتتحول الأمطار والثلوج التي لطالما كانت مصدرًا للفرح والبهجة إلى كابوس يلاحق السوريين ويفاقم معاناتهم.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، لا يعرف الأطفال معنى للعب بالثلج، بل يكتفون بمراقبته من بعيد ويهابون الاقتراب منه خوفًا من آلام الأطراف والموت تجمُّدًا.
وأفاد علاء الدين يوسف مراسل الجزيرة مباشر بأن الثلوج والأمطار الغزيرة ضربت ريف حلب وريف إدلب واللاذقية، وأن الوضع هناك صعب جدًّا، ولا توجد أي جهود إغاثية دولية، بل جهود منظمات محلية ومتطوعين متواضعة لا تستطيع أن تحمل ذلك العبء.
وأضاف “الخيام لم تستبدل من سنوات، وسماكة الثلج تسقط الخيام فوق ساكنيها، ولا يوجد خبز ولا توجد تدفئة والوضع مأساوي”.
تعرف على آخر تطورات العاصفة الثلجية التي تضرب مخيمات اللاجئين في الشمال السوري مع مراسل الجزيرة مباشر pic.twitter.com/txbB61SfNn
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 23, 2022
من جانبه قال عبد السلام اليوسف مدير مخيم معرة مصرين “هناك مخاوف من المهجرين في المخيمات حيث يوجد نحو 150 مخيما شمال إدلب والليلة الماضية كانت صعبة على أهلنا حيث ضربت عاصفة ثلجية مطرية المخيم، وخرجت مئات الخيام من الخدمة، ولجأ الأهالي إلى الإيواء”.
وأضاف اليوسف “خيامنا قديمة وبالية عمرها أكثر من 3 سنوات، ولا توجد أي مساعدات دولية، هناك فقط جهود محلية متواضعة تقوم بها فرق تطوعية”.
ووجه اليوسف نداء إلى المنظمات الدولية وكل الهيئات قائلًا “هناك 4 ملايين ينتظرون قرارًا دوليًّا بعودة المهجّرين إلى قراهم بعد أن خرجوا ظلمًا وعدوانًا، نحن نريد حق العودة، الموت يأتينا من كل مكان الثلوج والقصف الروسي، ويجب محاكمة القتلة الذين دمروا البلاد وهجروا العباد”.
حق العودة
وقال اللاجئ السوري حسين وردة “نحن في دير حسان والأجواء باردة وخيامنا مهترئة ولا تستطيع حمل الثلج المتساقط عليها وهذا خطر على العائلات خاصة الأطفال، يوجد نحو250 مخيمًا والخدمات ضعيفة ووضع الناس صعب”.
حسن وردة لاجئ سوري: الخيام لم تعد تستطيع حمل الثلج المتراكم عليها مما يشكل خطرا على الأطفال pic.twitter.com/x7lposNMjd
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 23, 2022
وعن كيفية حصولهم على الموارد قال حسين “العائلات تشتري مواد تدفئة تكفي لمدة ساعة واحدة لأنها لا تستطيع توفير ثمن تدفئة على مدار اليوم، وحينما تقدم المساعدات فهي لا تكفي، والخبز يتم توزيعه يوما بعد يوم”.
ووجه حسين وردة عتابًا عبر الجزيرة مباشر قائلًا “نعتب على الشعوب وبالأخص الشعوب العربية، لم نرَ شيئا من المساعدات للشعب السوري المهجر سوى الدعم من الشعب التركي، نريد دعمًا من الشعوب، نحن نعيش الموت بكل أنواعه”.
ووجه وردة الشكر للجزيرة مباشر التي تبرز معاناة المهجرين. وأضاف وردة “طالت مدة الهجرة ولابد من إيجاد حلول، ليست مشكلتنا خيمة وربطة خبز، مشكلتنا أن لنا حقًّا في العودة، لا نريد أن يغادر أبناؤنا إلى أوربا لاجئين، بلادنا أولى بنا”.