فرنسيون يتفاعلون مع تغريدة لرئيس وزراء كندا ويسخرون من وزير داخلية بلادهم

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو يقف دقيقة صمت حدادًا وتضامنًا مع المسلمين ضحايا العنصرية والإسلاموفوبيا (رويترز)

تفاعل ناشطون وسياسيون فرنسيون مع تغريدة لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أدان فيها العنصرية والإسلاموفوبيا التي يعاني منها عدد من مسلمي بلاده.

وغرد ترودو عبر حسابه في تويتر قائلًا “الإسلاموفوبيا والكراهية التي تهدد راحة واستقرار بعض مسلمي كندا أمر غير مقبول”.

وأكد أنه سيعمل على جعل البلاد أكثر أمانًا للجالية المسلمة، بالإضافة إلى تعيين ممثل رسمي للسلطات مهمته مكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية.

ووفقًا لمسح الأسرة الوطني الكندي، فقد وصل عدد المسلمين في البلاد إلى مليون ونصف المليون مسلم، أو ما نسبته 3.2% من إجمالي السكان، الأمر الذي يجعل الإسلام ثاني كبرى الديانات في كندا بعد المسيحية.

وتفاعل العديد من الساسة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا إيجابًا مع تغريدات ترودو، كما تباينت ردود أفعالهم بين السخرية والانتقاد للرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته التي لم تفعل شيئًا إزاء ما يعانيه المسلمون في فرنسا، بل فرضت مزيدًا من القوانين التي تستهدفهم، مثل قانون “مكافحة الانفصالية” وقانون “الحفاظ على المبادئ الجمهورية” خلال السنتين الأخيرتين.

وقال الناشط والصحفي لويس ويتر، في تغريدة ساخرة على حسابه الخاص  “3….2 ….1…. دارمانان يعلن حل كندا”.

 

وجاءت تغريدة (ويتر) للسخرية من ممارسات وزير الداخلية الفرنسي جيرارد دارمانان معتبرًا أنه “قد يحل كندا نهائيًّا” كناية على قرارات الحل التي باتت تصدر ضد الجمعيات التي تحارب الإسلاموفوبيا والمدارس القرآنية والمساجد مؤخرًا في فرنسا.

وكان دارمانان قد تفاخر بأنه كان وراء قرارات إغلاق أكثر من 13 جمعية إسلامية في فرنسا منذ 2017، متباهيًا بأن ذلك يعادل 3 أضعاف العدد الذي أغلقته الحكومات السابقة.

يُذكر أن الإسلاموفوبيا والعنصرية ظلتا من أهم القضايا السياسية والملفات الساخنة في فرنسا طوال العقدين الماضيين، لأن البلاد تحتوي على أكبر نِسب من المسلمين في العالم الغربي، ويرجع ذلك أساسًا إلى الهجرة من دول المغرب وغرب أفريقيا والشرق الأوسط.

ويعتقد بعض الفرنسيين أن الإسلام يعارض العلمانية وقيم الحداثة في الجمهورية، وهذا يثير الخوف وانعدام الثقة وسط الجمهور، ويسمح للإسلاموفوبيا بالظهور بشكل دائم خاصة خلال الفترات الانتخابية.

في المقابل، تذهب المنظمات الإسلامية الفرنسية إلى أن الخوف من تعزيز الاختلافات الدينية والثقافية يعيق رغبة الأفراد المسلمين في الاندماج.

ومع بدء حملات الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر إجراؤها في 23 أبريل/نيسان المقبل، اعتمد قادة أحزاب اليمين المتطرف -خاصة مارين لوبان وإيريك زمور- خطابات عنصرية معادية لكل ما له علاقة بالإسلام والهجرة، في محاولة لنيل أصوات الفرنسيين الناقمين على الأجانب.

بينما تعمل الجمعيات والمنظمات الإسلامية الفرنسية على توحيد صفوفها، ودعم القيادات السياسية الليبرالية أو الاشتراكية التي تعتمد منظورًا منفتحًا في تأسيس هوية فرنسية تقوم على تعدد المرجعيات الدينية والمذهبية والثقافية.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل

إعلان