نازح سوري للجزيرة مباشر: “أطلب من العالم أن يرمينا في البحر حتى نخلص من الحياة” (فيديو)

نقلت كاميرا الجزيرة مباشر عبر برنامج (المسائية) صورًا مؤلمة من داخل مخيمات النازحين، حيث يعاني ساكنوها توفير التدفئة لصغارهم.

وأظهر التقرير طفلة التهب جرح بطنها من شدة البرد بعد إجراء عملية جراحية، فيما لفّت الأم صغيرها دون جدوى في أكثر من بطانية ليشعر بالدفء.

يعاني أطفال سوريا النازحون في المخيمات أضعاف ما يعانيه الكبار، تحت خيام مهترئة لا تقيهم الصقيع بسبب الأحوال الجوية الشديدة القسوة.

وفي محاولة للتنفيس عن قهره، قال أحد النازحين: “بطلب من العالم يرمونا بالبحر حتى نخلص من الحياة”، وحمّل النازح المسؤولية للعالم الإسلامي بسبب عدم تكافله لحل أزمة السوريين.

تحدثت إحدى النازحات عن معاناة طفلتها التي يحتاج جسمها الصغير إلى وحدات دم، دون تمكنهم من الوصول إلى الخدمات الصحية.

يعيش أطفال مخيمات النزوح وضعًا صحيًّا مأزومًا، فيما لا يملك أهاليهم سوى مشاهدتهم وهم يتألمون، في ظل غياب أدنى الخدمات الصحية ومستلزمات التدفئة وخيم سليمة تقيهم برد الثلوج.

3 من ذوي الاحتياجات الخاصة في خيمة

ومن ريف إدلب، أوضح مراسل الجزيرة مباشر علاء الدين اليوسف للمسائية، أن الوضع لم يتغير منذ بداية فصل الشتاء، بل زاد سوءًا مع المنخفض الجوي الذي قارب على 20 يومًا.

وقال اليوسف إن الثلوج تغطي ريف حلب الشمالي وريف إدلب الغربي فيما أغرقت الأمطار ريف إدلب الشمالي، وأفاد أن مئات العائلات شُردت من مخيمات النزوح وائتوت إلى المساجد والمدارس.

وصرّح بأن آخر توزيع للخيام كان في النزوح الأخير عام 2019، بشكل محدود، حتى صارت بالية لا تقيهم برد شتاء ولا حر الصيف.

تصل درجات الحرارة في مناطق النزوح إلى ما دون الصفر، لتصف حياة من هُجروا من بيوتهم تحت القصف بأنها أشد قسوة.

تستخدم الأسر أدوات بدائية وفي أحيان كثيرة خطيرة لتوفير التدفئة، مثل غاز (الديزل)، وأفاد اليوسف بأن طفلًا اختنق بسبب المواد البلاستيكية التي تستخدمها الأسرة للتدفئة، ويُسجّل هذا النوع من الحوادث بكثرة وسط سكان المخيمات.

حكت أم سطيف لكاميرا الجزيرة مباشر وضعها المأساوي، داخل خيمة تضمها وأطفالها وأحفادها وحماتها وأخ زوجها وابنه، وهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تتكدس الأسرة التي يعمل معيلها حارسًا مقابل 150 ليرة تركي في الشهر (11 دولارًا)، داخل الخيمة المهترئة عندما يشتد البرد كل ليلة، وتزيد “لم نتذوق طعم اللحم منذ سنة” فيما تتوصل بكيس خبز -لا يكفي الأسرة (9 أفراد)- مرة كل يومين.

تجزم أم سطيف بأنها لم تتوصل بأي مساعدات من المنظمات الإنسانية، فيما يحتاج أخ زوجها وحماتها لحفاظات بسبب الإعاقة.

تتردد مطالب النازحين في مختلف المخيمات ومن أسرة إلى أخرى تتكرر نفسها “خيمة وتدفئة”، تطلب أم سطيف خيمة ودعمًا ماديًا يساعدهم على توفير الأكل والتدفئة، وتطلب علاجًا لحماتها وأخ زوجها وابنه، قالت إن “المنظمات نسيتهم” وأنها تتوجه للمحسنين.

أقدم من عمرها

ويعيش النازحون السوريون معاناة لا تتوقف بسبب منخفض جوي شديد البرودة، إذ تسكن غالبيتهم في خيام ممزقة لا تقيهم البرد ولا المطر، كما يفتقرون لأدنى مقومات الحياة من غذاء وكسوة ومواد للتدفئة.

وتعجز معظم خيار النازحين في الشمال السوري عن مواجهة العواصف المطرية والرياح الشديدة مع بدء فصل الشتاء ما يعمق المعاناة الصعبة التي يعيشها أهالي المخيمات جراء تردي أوضاع المعيشة وسوء الأحوال المادية مع ارتفاع نسبة البطالة.

وتتزامن هذه الأوضاع مع تراجع استجابة المنظمات الإنسانية في مناطق الشمال الغربي، وأفاد تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، فإن “85% من مخيمات الشمال السوري أقدم من عمرها المتوقع وأكثر عرضة للتلف وأقل مقاومة للظروف الجوية”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان