اقتحام الكونغرس.. هكذا يحيي بايدن وترمب ذكرى الهجوم

أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يقتحمون الكابيتول (رويترز)

بعد عام من محاولة أنصار للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب اقتحام الكونغرس لمنع المشرعين من المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، لا تزال الانقسامات السياسية سائدة في البلاد.

ويبدأ التحقيق -الذي يجريه الكونغرس في الهجوم الدامي الذي شنه أنصار ترمب -في 6 يناير/ كانون الثاني الماضي على مبنى الكابيتول- جلسات علنية لمدة أسابيع تتزامن مع اشتداد الحملة الانتخابية للتجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

أسوأ هجوم منذ حرب 1812

وأجري التحقيق في أسوأ هجوم على الكونغرس منذ حرب 1812 في جلسات مغلقة إلى حد كبير حتى الآن. وأجرت لجنة مجلس النواب الخاصة بهذا لأمر مقابلات مع أكثر من 300 شاهد حول أعمال العنف التي ارتكبها أنصار ترمب سعيًا لإلغاء هزيمته في الانتخابات.

ويتسابق أعضاء اللجنة لإنهاء عملهم قبل انتخابات الثامن من نوفمبر، بحسب رويترز، ويدرك الأعضاء الديمقراطيون السبعة والعضوان الجمهوريان باللجنة أن جهودهم يمكن أن تتوقف إذا استعاد الجمهوريون الأغلبية في مجلس النواب وفقًا لما ترجحه التوقعات.

بايدن وترمب
الرئيسان الحالي جو بايدن “يمين” والسابق دونالد ترمب (غيتي)

بين فكرين

ويتجسّد الانقسام الذي تعيشه الولايات المتحدة، الخميس، عندما يستغل الرئيس جو بايدن ذكرى هجوم الكابيتول للتحذير من التهديدات التي تواجهها الديمقراطية الأمريكية، في حين يتحدث سلفه ترمب في بث حيّ عن نظريات المؤامرة الخاصة به.

ومن المتوقع أن يتحدث بايدن ونائبته كامالا هاريس من داخل مبنى الكابيتول الذي يعد رمزًا للديمقراطية، والذي شهد أعمال شغب دامية تخللتها مواجهة مع الشرطة.

وبصفته سياسيًّا مخضرمًا عاد من تقاعده لمواجهة رئاسة ترمب التي يعتبرها استبدادية، حذر بايدن باستمرار خلال سنته الأولى في البيت الأبيض من تهديد “وجودي” للحريات السياسية التي كان معظم الأمريكيين يعتبرونها حتى الآن من المسلمات.

ويُعتقد أن خطابه وهو جزء من سلسلة أحداث “يوم صعب” بحسب قول نانسي بيلوسي حليفة بايدن، سيأخذ هذا التحذير إلى مستوى جديد.

وبينما يقف الكونغرس وقفة موحدة من أجل ما وصفه بايدن بـ”اللحظة المظلمة”، سيعقد ترمب مؤتمرًا صحفيًّا من مقر إقامته الفاخر في منتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا.

وسيكون من السهل توقع محتوى رسالته أيضًا. فرغم خسارته بأكثر من سبعة ملايين صوت أمام بايدن والعديد من الطعون القضائية في أنحاء البلاد، يتمسك ترمب بإصراره على أن انتخابات 2020 سُرقت منه.

وهذه الاتهامات ليست إلا العنصر الأكثر إثارة للاحتقان في هجوم أوسع ضد بايدن على كل الأصعدة، من قضية الهجرة إلى جائحة كوفيد-19، وكلها جزء مما يبدو إلى حد كبير محاولة غير معلنة لاستعادة السلطة في عام 2024، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

اقتحام الكونغرس الأمريكي من قبل أنصار ترمب أثناء جلسة التصديق على فوز بايدن (رويترز)

ماذا يمكن أن يفعل بايدن؟

مهما بدت نظرية المؤامرة الانتخابية سخيفة فإن ملايين من الأمريكيين المؤيدين لترمب يعتبرونها “حقيقة”.

وأصدر قاضٍ فدرالي في ولاية بنسلفانيا حكما بأن قضية ترمب “مفككة تفتقر إلى حجة قانونية مقنعة أو دليل واقعي يدعمها”.

وتظهر استطلاعات الرأي باستمرار أن حوالي 70% من الجمهوريين يعتقدون أن بايدن انتخب بطريقة غير شرعية.

وأظهر استطلاع جديد أجرته (واشنطن بوست) وجامعة (ميريلاند) أن هذه النسبة تبلغ 58% لكن الاستطلاع نفسه وجد أن 40%من الجمهوريين مقارنة بـ 23% من الديمقراطيين، يعتقدون أن العنف ضد الحكومة مبرر في بعض الأحيان.

وأصبحت محاربة ما روجه ترمب على أنه “سرقة”، أيديولوجية سياسية في حد ذاتها، مع تجنب جميع النواب الجمهوريين تقريبًا انتقاد ما حدث في 6 يناير، أو دفاعهم بنشاط عن الهجوم. ومن غير الواضح ما الذي يمكن أن يفعله بايدن لتغيير هذه الديناميكيات.

اقتحام الكونغرس من قبل أنصار ترمب

“مطاردة سياسية”

تقول العالمة السياسية والخبيرة الديمقراطية في استطلاعات الرأي رايتشل بيتكوفر إن بايدن “لا يحيي ذكرى حدث انتهى. إنه يحيي ذكرى حدث جار وقد يزداد سوءا. هناك إحجام فعلي عن الاعتراف بمدى شراسة هجوم اليمين على الديمقراطية”.

وترى لارا براون، مديرة كلية الدراسات العليا للإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن، أن مزيجًا من السياسيين الاستغلاليين يسعون إلى كسب ترمب والناخبين الذين يصدقون ما يقال لهم، وهو ما أصبح يشكل قوة معتبرة.

وتوضح “المخيف أن حركات شعبية تعزز هذه الهجمات.. لم تكن الجماعات اليمينية المتطرفة هي وحدها التي نظمت أحداث 6 يناير، بل كان مواطنون أمريكيون عاديون مقتنعين بهذه الفكرة”.

ومع ذلك، أشارت براون إلى أن بايدن ليست لديه مساحة كبيرة للمناورة لأن الهجوم المباشر على ترمب قد يبدو كأنه “مطاردة سياسية”، وهو بالضبط ما يتحدث عنه الرئيس السابق في نظريات المؤامرة الخاصة به.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان