عضو سابق بمجلس السيادة: استقالة حمدوك كانت منتظرة والبرهان أقحم السودان في نفق مظلم (فيديو)

أجمع ساسة سودانيون على أن استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من منصبه كانت منتظرة، وسط غياب ضمانات سياسية وتنفيذية من شأنها مساعدته في القيام بمهامه على أكمل وجه، داعين إلى ضرورة إيجاد مخرج للأزمة السياسية في البلاد عبر حوار وطني شامل، وتحمّل المؤسسة العسكرية مسؤولياتها تجاه مطالب الشعب.
وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق صدّيق تاور إن استقالة حمدوك لم تفاجئ غالبية السودانيين، خاصة أنه لوّح بها أكثر من مرة.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، الإثنين، أن عبد الله حمدوك كان “يتحرك مكشوف الظهر وبدون حاضنة سياسية، ولم يكن له نفوذ أو سلطة لتحقيق ما وعد به الشعب السوداني”.
وتابع “حينما تولى حمدوك المنصب في العام 2019 كان يحظى بالدعم والإجماع لكنه فقد هذا الامتياز الشعبي بسبب الأخطاء التي ارتكبها بعد التوقيع على الاتفاق السياسي في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان”.
وأوضح تاور “حمدوك فقد الاجماع الذي حصل عليه بعدما وقع على الاتفاق مع البرهان، وبذلك تنازل عن رمزية السلطة السياسية الخاصة بالمكون المدني لفائدة العسكر”.
عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني السابق د. صديق تاور: الأمر كان بيد #البرهان بعد 25 أكتوبر و #حمدوك عاد بشروط قائد الانقلاب#المسائية #السودان #الخرطوم #استقالة_حمدوك pic.twitter.com/D3mq2TbxDH
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 3, 2022
وشدد تاور على أن السودان يعيش أزمة سياسية شاملة نتيجة الانتقال من 30 سنة من الديكتاتورية، وأنه يحتاج إلى منظور مؤسساتي شامل لهذا الانتقال دون الاعتماد على الأفراد فقط.
واتهم تاور الفريق البرهان بإقحام السودان في نفق مظلم منذ الإجراءات التي أعلنها في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حينما انقلب على الوثيقة الدستورية، مشيرا إلى أنه لا يمكن إجراء الانتخابات تحت إمرة الجيش ووصايته.
هل تمثل #استقالة_حمدوك انفراجة للأزمة أم تعقيدا للمشهد في #السودان؟ د.صديق تاور يجيب#المسائية #حمدوك #الخرطوم pic.twitter.com/pJyGZFme2n
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 3, 2022
وبعد استقالة حمدوك، دعا القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى “ضرورة تشكيل حكومة مستقلة ذات مهام محددة يتوافق عليها جميع السودانيين في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد”.
وطالب البرهان بضرورة “تلاحم الشعب السوداني إعلاءً لمصالح الوطن العليا والبعد عن المصالح الحزبية الضيقة”.
وقال البرهان إن القوات المسلحة هي “صمام أمان الوطن، وستظل متماسكة تحرس ترابه وأمنه، وستحمي الانتقال الديمقراطي وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة ترضي طموحات كل السودانيين”.
من جهته، قال الخبير القانوني محمد عبد الله ولد أبوك -خلال مشاركته في المسائية على الجزيرة مباشر- إن استقالة البرهان أو انسحابه من المشهد السياسي تمثل مطلبا مُلحّا لحل الأزمة السياسية في السودان بعد استقالة عبد الله حمدوك.
وأضاف “السودان على حافة الانهيار، والوضع القائم لا يمكنه أن يستمر إلى ما لا نهاية” مشيرا إلى أن بلاده “مجبرة على التغيير والتحول، وكل من يقف أمام هذا التغيير يجب أن يخرج من المشهد”.
وتابع “الفريق أول عبد الفتاح البرهان لا يجب أن يصادر التغيير الذي يطالب به أبناء الشعب”.
وطالب ولد أبوك جميع القوى السودانية -بما في ذلك الجيش والمدنيون ولجان المقاومة- بضرورة اعتماد حوار وطني شامل دون الارتهان إلى شخص سياسي أو عسكري بعينه.
وأوضح الناطق باسم لجان المقاومة بمدينة الخرطوم محمد أنور أن اللجان تمتلك تصورا خاصا خلال المرحلة المقبلة.
وقال “مرحلة الترتيب الحالية تقتضي إزاحة المجلس العسكري بجميع عناصره” مشددا على أن “البرهان ليس هو المجلس العسكري، والمطلوب تنحية جميع أفراد المجلس الذين ارتكبوا أخطاء وورّطوا هذه المؤسسة في أفعال ضد أبناء السودان”.
وأضاف “الشارع السوداني يمتلك رؤية شاملة لتغيير البلاد من خلال الشروع أولا في تنحية البرهان وحميدتي والكباشي والبقية”.
وتابع “وجود الضباط في السلطة يعني مزيدا من الاحتقان والمواجهات والدماء”.