بشارة بحبح يكشف كواليس اتصالاته مع حماس وسبب إصرار ترامب على إنهاء الحرب (فيديو)

قال بشارة بحبح، رئيس لجنة العرب الأمريكيين، إن خطة إنهاء الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قابلة للنقاش والتغيير، وإن العناصر الرئيسية الواردة فيها لم تعد نهائية ولا مطبقة تلقائيا دون توضيحات وضمانات وجداول زمنية واضحة.

وتطرق بحبح في مقابلة على الجزيرة مباشر إلى محطات مهمة من اتصالاته مع قيادة حركة حماس ودوره بوصفه وسيطا غير رسمي بين الحركة والإدارة الأمريكية. ورسم صورة مفادها أن الطريق لا يزال أمام تفاوض طويل، وأن بعض بنود الخطة عرضة للتعديل سواء من الجانب الإسرائيلي أو من خلال ضغوط أمريكية ودولية.

الخطة قابلة للتغيير

وأكد بحبح أن خطة الرئيس ترامب التي أعلنها الأسبوع الماضي خاضعة للتغيير والنقاش وليست نهائية، موضحا أن القضايا الجوهرية على الطاولة هي إطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب، لكن هناك توضيحات مهمة بشأن آليات التنفيذ، وعلى رأسها آلية الانسحاب الإسرائيلية وتوقيته.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وأشار إلى وجود مسودات تضمنت جدول انسحاب يمتد إلى 24 شهرا، لكنه قال إن إسرائيل حذفت هذا البند أو عدلت فيه، وإن غياب تاريخ واضح للانسحاب الكامل يجعل الالتزام الإسرائيلـي ضعيفا ما لم تحدد جداول زمنية ملزمة.

تعقيدات على الأرض

تطرق بحبح إلى صعوبة الإنهاء السريع لقضية الأسرى والجثامين، مشيرا إلى أنه بينما قد يكون إطلاق سراح الأحياء ممكنا لأن “كل واحد معروف مكانه”، فإن استرجاع الجثامين يمثل مسألة أعقد لأنها مرتبطة بعمليات ميدانية وتوثيق. لذلك قد تمتد عملية الإفراج إلى أسابيع أو أشهر.

وأكد أن الشرط الأول لنجاح أي اتفاق هو وقف القصف وقتل المدنيين، وأن استمرار العمليات الإسرائيلية يجعل بدء عملية صفقة حقيقية أمرا مستحيلا.

صنع القرار في حماس معقد

وقال بحبح إن قيادة حماس جادة في الرغبة في إنهاء الحرب، لكن صنع القرار داخل الحركة “معقد” ويمر عبر هياكل متعددة تضم عشرات الأشخاص، بينها عناصر داخلية وخارجية، مما يطيل أمد اتخاذ القرار. وأضاف أن حماس لا تتخذ قرارها إلا بعد استنفاد بدائلها، وأنها تحرص على أن يكون قرارها الأفضل بالنسبة لشعبها.

وفي خطوة اعتبرها بحبح “دبلوماسية وذكية”، قبلت حماس مقترح إطلاق سراح عدد من الأسرى ضمن خطوة أولى، مع إبقاء مطالبها الأساسية (انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع، عدم تهجير السكان، وإدارة فلسطينية لقطاع غزة عبر لجان تكنوقراطية فلسطينية) قواعد لا يمكن التنازل عنها.

البعد الأمريكي

رجح بحبح أن الرئيس ترامب بلغ اقتناعا بضرورة إنهاء حرب غزة وأن هدفه أن يعتبر صانع سلام في الشرق الأوسط، لاسيما أن إنهاء الحرب قد يمنحه مكافآت دولية، كما ألمح إلى أن ترامب “يعلم جيدا أن إنهاء حرب غزة هو ما سيمنحه جائزة نوبل للسلام”.

ورأى أن ترامب أصبح الضامن الوحيد القادر على إجبار إسرائيل على قبول تنازلات، لأن إسرائيل لن تلتزم بمعظم بنود الخطة دون ضغط رئاسي مباشر.

وأوضح بحبح أيضا أن وفدا أمريكيا مخولا “للتكلم باسم الرئيس” يشارك في المفاوضات، وأن جاريد كوشنر عاد إلى الواجهة لخبرته في الملف ولفهمه لطبيعة تفكير ترامب ودوره المهم في العملية.

التوتر مع نتنياهو

وكشف بحبح عن وجود توتر شديد بين ترامب ونتنياهو، وأن ترامب “قال لنتنياهو كلمات قاسية” خلال زيارته لواشنطن، مؤكدا أن ترامب بدأ يدرك أن نتنياهو “يتلاعب به” مما خفض من قدرة إسرائيل على إفشال المفاوضات. وأضاف أن ترامب “أجبر نتنياهو على الاعتذار لدولة قطر” بحسب تصريح بحبح، ورأى أن هذا التوتر كان له أثر في دفع واشنطن لتشديد الضغط.

دور الوسطاء والدول الإقليمية

وشدد بحبح على أهمية دور الوسطاء، لافتا إلى أن القطريين والمصريين “يعملون من أجل المحافظة على الحقوق الفلسطينية” وأن دورهم يكمل ما تفعله الوساطة الأمريكية. كما اعتبر أن الهجوم على قطر كان “خطأ استراتيجيا ومجنونا” ويضر بدورها باعتبارها دولة وسيطة فاعلة.

بنود حساسة

تطرق بحبح إلى نقاط حساسة وردت في النقاشات:

  • سلاح المقاومة:

أوضح أن تعريف نزع السلاح مطروح للنقاش، وأن التوافق المرجو قد يقتصر على “الأسلحة الثقيلة” بحيث تسلم هذه الأنواع إلى جهة عربية بشراكة فلسطينية (مثلا مصر بشراكة السلطة)، مع الحفاظ على نوع من القدرة الدفاعية غير المعروفة بـ”سلاح ثقيل”.

  • إعفاء القادة:

عرضت واشنطن احتمال إعفاء قادة حماس وعدم ملاحقتهم كشرط لإنهاء الحرب، ونقل بحبح أنه نصح حماس بقبول بند عدم ملاحقة قادتها مقابل وقف القتل وإنهاء الحرب، معتبرا أن هذا قد يمنح فرصة لإنهاء المعاناة رغم مخاطر مستقبلية تحتاج ضمانات.

  • إدارة غزة:

أكد بحبح أن “حق إدارة غزة يجب أن يكون بيد الفلسطينيين أنفسهم”، وأن للسلطة الفلسطينية دورا أساسيا في إدارة القطاع، مع وصاية دولية أو إشراف في مناح متعلقة بالأموال وإعادة الإعمار لا أن تكون وصاية سياسية شاملة.

بن غفير وسموتريتش “مجانين”

وشن بحبح هجوما لاذعا على قيادات إسرائيلية من الصف المتطرف، واصفا بن غفير وسموتريتش بأنهما “مجنونان” وأن تهديداتهما بإسقاط الحكومة إن طبقت الخطة لا تهدف إلا للمزايدة السياسية؛ وأن وجودهما داخل الحكومة أفضل لهما من إسقاطها لأنهما يستمدان نفوذهما من البقاء في الجهاز السياسي.

توقعات زمنية وإجرائية

وكرر بحبح أكثر من مرة أن نجاح الخطة يعتمد على وجود إيضاحات وتعديلات وضمانات وجداول زمنية، وأن انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع يجب أن يكون مجدولا بوضوح وإلا “لن تنضبط” إسرائيل.

وأضاف أن بعض التعديلات ربما تتعلق بخريطة الانسحاب ومراحل تنفيذه، وقد تتضمن مناقشات حول استمرار إسرائيل في السيطرة على بعض المحاور الحدودية إذا لم يتم الاتفاق مع مصر، مما سيعقد إبرام الصفقة.

لماذا الأمل أكبر هذه المرة؟

وختم بحبح المقابلة بالتعبير عن تفاؤل أكبر من أي وقت سابق “بسبب إصرار ترامب على إنهاء الحرب” ورغبته في الظهور كصانع سلام، مع تحفظه على نقاط التنفيذ العملي، خاصة ما يتعلق بجدول الانسحاب وضمانات عدم التهجير.

كما أكد أن حماس “مستعدة للقتال حتى آخر مقاتل لديها” لكنها في الوقت ذاته مستعدة للدخول في تفاهمات تحفظ حق الشعب الفلسطيني وتمنع تهجيره.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان