من ملحمة العبور إلى طوفان الأقصى.. ما أوجه الشبه بين 6 و7 أكتوبر؟ (فيديو)

في السابع من أكتوبر 2023 هاجمت القسام عبر عملية سمتها طوفان الأقصى11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة محاذية لقطاع غزة
في السابع من أكتوبر 2023 هاجمت كتائب القسام عبر عملية سمتها طوفان الأقصى 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة محاذية لقطاع غزة (غيتي - أرشيفية)

ما إن تتجرع إسرائيل مرارة ذكرى السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973 حتى تباغتها في اليوم التالي صدمة السابع من أكتوبر 2023.

من ملحمة العبور إلى طوفان الأقصى، ومن اقتحام قناة السويس إلى اجتياز مستوطنات غلاف غزة، تبدو المقارنة حاضرة بقوة بين حدثين يفصل بينهما نصف قرن من الزمان، لكن يجمع بينهما عنصر المفاجأة والنتيجة النفسية والسياسية على إسرائيل التي اعتقدت -في الحالتين- أن جيشها لا يُقهر.

فحرب أكتوبر كانت معركة تحرير للأراضي المصرية والسورية المحتلة عام 1967، بينما هدفت عملية “طوفان الأقصى” -بحسب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إلى كسر قواعد الاشتباك ونقل المعركة إلى داخل إسرائيل وأسر عدد من جنودها.

اقرأ أيضا

list of 1 itemend of list

عنصر المفاجأة

ورغم اختلاف السياقين والوسائل والأطراف، يرى محللون عسكريون أن بين الحدثين خيوط تشابه واضحة في الخداع والمباغتة والشلل المؤقت الذي أصاب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

المحلل الإسرائيلي إيلي بار أون وصف ما جرى في كلتا الحالتين بأنه “فشل استخباري كبير”، موضحا أن المفاجأة في الحالتين تمثلت في التوقيت الدقيق للهجوم وقوته وطريقة تنفيذه، مما أربك القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب.

جنود من الجيش المصري يرفعون علم مصر فوق قناة السويس أثناء حرب أكتوبر (الجزيرة مباشر)

خداع عملياتي

أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور وحيد عبد المجيد، فأشار إلى أن مصر نجحت قبل حرب 1973 في رسم صورة مضللة بأنها لا تنوي القتال، إذ سُمح لضباط بالسفر لأداء العمرة وآخرين بإجازات طويلة، مما عزز لدى الإسرائيليين شعورا بالاطمئنان.

وفي المقابل، كررت حماس ذات النهج بخداع عملياتي محكم جعل الهجوم على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر خارج كل التوقعات، ومنح مقاتليها زمام المبادرة في الميدان لأول مرة منذ سنوات.

فوارق جوهرية

ورغم أوجه الشبه في المفاجأة والتمويه، تبقى الفوارق بين الحدثين جوهرية.

فحرب أكتوبر كانت حربًا نظامية شاملة خاضها جيشان كاملان -المصري والسوري- وشارك فيها عشرات الآلاف من الجنود من القوات البرية والبحرية والجوية، في حين اعتمدت عملية “طوفان الأقصى” على تكتيكات “حرب العصابات” والوحدات الصغيرة.

على الجبهة المصرية عام 1973، شارك نحو 80 ألف جندي في الموجة الأولى لعبور قناة السويس بطول 170 كيلومترا، وتمكنوا خلال ساعات من تحطيم خط بارليف الحصين وفرض موطئ قدم على الضفة الشرقية.

أما في 7 أكتوبر 2023، فقد نفذ مئات المقاتلين الفلسطينيين عملية مفاجئة اخترقوا فيها مستوطنات غلاف غزة، في أكبر هجوم داخل الأراضي الإسرائيلية منذ عقود.

وفي صباح ذلك السبت، أعلنت حركة حماس بدء معركتها الكبرى ضد الاحتلال، بمشاركة بقية الفصائل الفلسطينية، وذلك ردًّا على تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وشمل “الطوفان” هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللًا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج “الصقر” التابع لكتائب القسام، وأسْر مئات الإسرائيليين.

آلاف القتلى.. ونهاية أسطورة الجيش الذي لا يقهر

بعد حرب أكتوبر 1973 التي استمرت من 6 إلى 24 من أكتوبر أقرت إسرائيل رسميا بمقتل 2700 من جنودها على الجبهتين المصرية والسورية، ويذهب محللون عسكريون إلى أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك.

وبعد عامين من الحرب الإسرائيلية على غزة، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن عدد قتلى الجيش والأمن منذ 7 من أكتوبر 2023 وصل إلى 1152 منهم 1035 جنديا.

وتشمل الأرقام الإسرائيلية المعلنة قتلى هجوم 7 أكتوبر وحرب غزة ولبنان والضفة الغربية المحتلة.

ومن بين العدد المعلن لقتلى الجيش الإسرائيلي 262 قتيلا سقطوا عام 2025 بينهم عناصر من الجيش والشرطة والشاباك.

وكانت صحيفة (جيروزاليم بوست) قد ذكرت أن أكثر من 40% من قتلى الجيش دون سن 21 عاما وكشفت أن معظم القتلى كانوا من أفراد الاحتياط والمسؤولين والجنود الذين مددوا خدمتهم، أو الأشخاص الذين أدوا خدمتهم بعد السن الإلزامية.

وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 عن مؤسسة التأمين أن نحو 80 ألف إسرائيلي صنفوا على أنهم “مصابون بأعمال عدائية”، وأن نحو 30 ألف إسرائيلي صنفوا بأنهم مصابون باضطرابات نفسية منذ 7 من أكتوبر 2023.

50 عاما بين “عبور السويس” و”طوفان الأقصى”، وبين صدمة أكتوبر الأولى والثانية، لكن الدرس واحد لإسرائيل كما يقول محللون: انتهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان