“منعوا الإسعاف من إنقاذي”.. فتى فلسطيني يروي قصة إصابته برصاص الاحتلال في طوباس بالضفة الغربية (فيديو)

روى الفتى الفلسطيني، أحمد دراغمة، تفاصيل إصابته بجروح خطرة إثر تعرضه لاعتداء بالطلقات النارية من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لمدينة طوباس شمالي الضفة الغربية.

وأفاد أحمد (15 عاما) للجزيرة مباشر بأنه تعرض لـ4 إصابات من الرصاص الحي أثناء وجوده بالقرب من ساحة منزله، وأن أحد الجنود منع طواقم الإسعاف من الوصول إليه رغم النزيف الشديد الذي عاناه.

وقال: “كنت في ساحة البيت حين اجتاحت القوات المدينة، وكنت أتكلم مع والدي عبر الهاتف، فقال لي اذهب إلى الأسفل بعيدا عن الجنود، وأنا في طريقي رأيت الجنود مختبئين خلف مركبة، وما إن رآني أحدهم حتى أطلق النار عليّ”.

وبحسب روايته، فقد واصل الجنود إطلاق النار بعد سقوطه أرضا، وأضاف: “بعد إصابتي بـ4 رصاصات و4 شظايا سقطت، وظلت الرصاصات تسقط عليّ وأنا ممدد على الأرض، وكنت أنطق الشهادة لأنني شعرت بأنني سأموت، ثم اقترب مني جندي وسألني كم عمرك؟ فلم أجب، فأطلق طلقتين في الهواء وصوّرني بهاتفه، فقلت له إن عمري 15 عاما، ورحل”.

وأضاف الفتى الفلسطيني أن الرصاص أصابه في ساقيه وذراعيه، مما تسبب في تفتيت بعض العظام وقطع أحد الشرايين الرئيسة، إضافة إلى إصابته بشظايا في الرأس والخاصرة.

وتابع: “لم أستطع التحرك أو المشي. كانت الدماء تغطى جسمي، وعندما حاولت سيارة الإسعاف التوجه إليّ، قال الجندي لهم: ابقوا مكانكم ولا تقتربوا. وبعد أن شاهدوا أن دمي ينزف بشدة، سمحوا لهم في النهاية بالوصول إليّ”.

وأشار الطفل إلى أن ما تعرض له ليس حادثا معزولا، بل هو واقع يعيشه كثير من أطفال الضفة الغربية: “نحن أطفال الضفة نتعرض للقتل والاعتقال والضرب، ونريد أن نعيش مثل باقي أطفال العالم، بلا خوف من الرصاص أو الجنود”.

عبد الله أبو محسن
عبد الله أبو محسن (الجزيرة مباشر)

إطلاق نار دون مبرر

تحدث شاهد عيان عبد الله أبو محسن، 23 عاما، الذي كان برفقة أحمد وقت الحدث، عن تفاصيل ما جرى، بقوله: “كنا واقفين قرب الشارع الرئيسي بجوار ساحة منزل أحمد. عندما دخلت القوات المنطقة. طلب مني أحمد أن أنزل، وكان هناك ممرّ صغير خرج منه جنديان، وصاروا يصرخون في وجهي ويطلقون نحو أماكن مرتفعة 3 رصاصات بنية استهدافي”.

وأضاف: “عندما التفتّ خلفي، رأيت أحمد يركض، فاقترب منه الجندي وأطلق النار عليه، وعندما وصلت إلى الأسفل وجدته ممددا على الأرض. حاولت أن أقترب منه، لكن الجندي واصل إطلاق النار والصراخ في وجهي، فلم أستطع أن أساعده”.

وأكد أبو محسن أن ما حدث لم يكن في سياق مواجهة مسلحين، وأن إطلاق النار تم بلا أي مبرر تجاه الطفل المصاب، وتابع: “أحمد لم يكن يحمل سلاحا ولا حجرا. لم يفعل شيئا، لكنه كان موجودا فقط في المكان، وكان ذلك كافيا بالنسبة للجنود كي يطلقوا النار عليه”.

انتهاكات متواصلة بحق الأطفال الفلسطينيين

ووثّقت المؤسسات الحقوقية استشهاد ما لا يقل عن 224 طفلا في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية عام 2023، بينهم 11 طفلا منذ مطلع 2025، في ظل تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن عام 2024 سجّل واحدا من أعلى معدلات الانتهاكات ضد الأطفال في العالم، وكانت فلسطين وخاصة قطاع غزة في صدارة الدول الأكثر تضررا.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان