وفاة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق

توفي ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق عن 84 عاما، بعد مسيرة سياسية مثيرة للجدل تركت بصماتها على أحداث كبرى منذ مطلع القرن الحالي، أبرزها غزو العراق وأفغانستان.
وقالت عائلته في بيان نقلته وسائل إعلام أمريكية، الثلاثاء، إنه توفي الاثنين جرّاء مضاعفات التهاب رئوي ومشكلات في القلب.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4مندوب أفغانستان لدى الأمم المتحدة: باكستان قدمت مطالب غير منطقية ورفضت التوصل إلى تسوية مقبولة (فيديو)
- list 2 of 4جهود السلام بين أفغانستان وباكستان تصل إلى طريق مسدود
- list 3 of 4شاهد: اللحظات الأولى لزلزال قوي ضرب شمال أفغانستان وخلّف عشرات الضحايا
- list 4 of 4قطر: باكستان وأفغانستان تتفقان على استمرار وقف إطلاق النار
وشغل تشيني منصب نائب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة خلال ولايتَي الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن بين عامي 2001 و2009، وهي فترة شهدت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وإطلاق ما سُمي “الحرب على الإرهاب”، إضافة إلى غزو أفغانستان والعراق.
ويُنظر إلى تشيني بأنه أحد أبرز “صقور” الإدارة الأمريكية وأكثر نواب الرؤساء تأثيرا في تاريخ البيت الأبيض، إذ أدى دورا محوريا في قرار غزو العراق عام 2003، وروج لمزاعم امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، قبل أن يتبين عدم دقتها.
ورغم انتمائه الجمهوري، فاجأ تشيني الأوساط الأمريكية في انتخابات 2024 بدعمه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، قائلا “علينا وضع مصلحة البلاد فوق الانقسامات الحزبية، من أجل الدفاع عن دستورنا”، في انتقاد مباشر للرئيس دونالد ترامب، معتبرا إياه “غير مؤهل للرئاسة”.
وفي بيان نعى فيه رفيقه السابق، قال جورج بوش إن تشيني كان “من بين أفضل من خدموا الولايات المتحدة من أبناء جيله”، واصفا إياه بـ”الوطني النزيه والجاد”.

وُلد ديك تشيني في ولاية نبراسكا عام 1941، وانتُخب لعضوية الكونغرس 10 سنوات قبل أن يعيّنه بوش الأب وزيرا للدفاع عام 1989، حيث أدار حرب الخليج الأولى لطرد الجيش العراقي من الكويت. كما ترأس شركة “هاليبورتون” النفطية بين 1995 و2000، التي حققت أرباحا ضخمة خلال الحرب على العراق.
عُرف تشيني بدعمه توسيع صلاحيات الرئيس وتقليص القيود التشريعية والقضائية عليه في زمن الحرب، وبمناصرته لأساليب استجواب وُصفت دوليا بأنها “تعذيب”.
التجربة السياسية
بدأ تشيني مساره السياسي عام 1977 بانتخابه عضوا في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية وايومنغ، وظل ممثلا لها خمس دورات متتالية، وتولى رئاسة اللجنة السياسية للحزب الجمهوري بين 1981 و1987، ثم انتُخب زعيما للأقلية الجمهورية في المجلس عامي 1987 و1988.
انتُخب عام 2000 نائبا للرئيس جورج بوش الابن، ليصبح أحد أبرز ممثلي تيار المحافظين الجدد الذي يؤمن بتفوق الولايات المتحدة وهيمنتها العالمية.
ورغم ميله إلى العمل خلف الكواليس في بداياته، برز علنا حين أدار الفريق الانتقالي لبوش بعد انتخابات 2000، إذ وُصف بأنه أقوى نائب رئيس في تاريخ البلاد، وأكثرهم تأثيرا في السياسات الداخلية والخارجية.
أصدر عام 2011 سيرته الذاتية بعنوان “في زمني”، عرض فيها تجربته السياسية، وانتقد بعض المسؤولين الذين عمل معهم داخل البيت الأبيض، وهو كتاب أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية.