إندونيسيا تبدي استعدادها لاستقبال “المتضررين” من غزة.. لفتة إنسانية أم تنفيذ لخطة ترامب؟

مع تصاعد الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو استعداد بلاده لاستقبال الفلسطينيين المتضررين من الحرب في غزة بصفة مؤقتة.
أتى هذا الإعلان، الأربعاء الماضي، خلال جولة للرئيس الإندونيسي في منطقة الشرق الأوسط، إذ أكد أن بلاده قادرة على استضافة نحو 1000 فلسطيني في المرحلة الأولى من هذه المبادرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاستشهاد 41 فلسطينيا جراء غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة (فيديو)
“الدفاع عن فلسطين ليس جريمة”.. مشادة حادة بين نائبين في البرلمان الهولندي (فيديو)
بعد وقف الأمير هاري وزوجته تمويل منظمتها.. رئيسة تحالف النساء المسلمات تكشف الأسباب (فيديو)
وأشار سوبيانتو إلى أن بلاده مستعدة لاستقبال “الجرحى والمصابين بصدمات نفسية” فضلًا عن الأطفال “اليتامى”، مؤكدًا أن الرعاية اللازمة ستُقدَّم إليهم حتى يتعافوا تمامًا من إصاباتهم. كما أكد أن إندونيسيا ستعمل بالتعاون مع الجهات الفلسطينية والدولية لتحديد آلية “إجلاء المتضررين”، على أن يعودوا إلى غزة عندما تتحسن الأوضاع، حسب بيان.
ويثير هذا القرار العديد من التساؤلات عن دلالاته وتوقيتاته، لا سيّما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع فبراير/شباط الماضي أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، التي قال فيها إن “العديد من الدول ستفعل”، في إشارة إلى خطته الرامية لتهجير أهالي غزة.
“إبادة جماعية وتطهير عرقي”
وعلَّق نائب رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي الفلسطيني ماجد الزير على المبادرة الإندونيسية، قائلًا “في أجواء مشروع دولة الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، يجب أن نفرق بين قضيتين: قضية الخروج الشعبي الفلسطيني ضمن صفقة لتهجير جماعي، وحالات إنسانية يفرضها الواقع تلقائيًّا”.
وأضاف للجزيرة مباشر “طالما كان الخروج الفردي من فلسطين بشكل طبيعي ضمن ما هو منتظم عليه، فهذا مقبول ولا نرى فيه ما يمكن أن يعيق”، مشيرًا إلى أن “مبادرة إندونيسيا ومبادرة كندا التي طالما كانت موجودة في مبادرات بين الدول لا نرى فيها إلا شيئًا من الانفراج للشعب الفلسطيني”.
وأكد أن ما يتعرض له أهالي قطاع غزة هو “إبادة جماعية وتطهير عرقي”، لذا يجب أن يكون هناك تدخل إنساني من الدول.
مشاركة في عملية التهجير الجماعي
وأشار الإعلامي والأكاديمي الفلسطيني عدنان أبو شقرة للجزيرة مباشر إلى أن إندونيسيا لن تقبل على الأقل بتهجير جزء من الشعب الفلسطيني إليها.
وأضاف أبو شقرة “أي قبول من هذه الدول للاجئين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة يُعَد مشاركة في عملية التهجير الجماعي، وهذه جريمة تُحاسَب عليها هذه الدول”، مؤكدًا أن “الحرص على الإنسانية يتطلب مساعدة أهل غزة داخل غزة، وليس نقلهم إلى أماكن أخرى”.
غطاء لتهجير السكان
وأبدى الكاتب والأكاديمي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة، من قطاع غزة، قلقه من أن يكون هذا العرض مجرد غطاء لتهجير السكان، موضحًا للجزيرة مباشر “كندا وإندونيسيا وافقتا ليس على استضافة الفلسطينيين وإنما على توطينهم، وهذا جزء من مشروع تهجير سكان قطاع غزة“، حسب رأيه.
ويستمر الجدل بشأن تأثير هذه الخطوة في حق العودة للفلسطينيين، إذ أكد أبو شمالة أن حق العودة لا يسقط بالتقادم، مشددًا على أن “غزة بالنسبة لأهلها مكان مقدَّس”.
وأشار إلى أن “أي دعوة للتهجير، حتى وإن كانت تحت غطاء إنساني، قد تسهم في إضعاف حق العودة”.