حكومة غزة: خطر “وفيات جماعية” يقترب مع دخول القطاع مرحلة الانهيار الإنساني

حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من دخول الوضع الإنساني في القطاع مرحلة الانهيار الإنساني الكامل، بفعل سياسة الحصار والتجويع الممنهجة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين وسكان القطاع منذ أكثر من ستة أشهر، وتحديدًا مع انقطاع دخول المساعدات الإنسانية كليًّا منذ أكثر من شهر ونصف بشكل متواصل ومتعمّد.
كارثة حقيقية تهدد مليون طفل
وقال المكتب في بيان، اليوم الأربعاء، إن قطاع غزة اليوم يعيش كارثة إنسانية حقيقية ومجاعة واضحة المعالم، يُهدد فيها الجوع حياة السكان المدنيين بشكل مباشر، وفي مقدمتهم أكثر من مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل غياب الغذاء، وشُح المياه، وتدهور المنظومة الصحية بشكل شبه كامل، وحرمان الناس من الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمستوطنون يداهمون منازل ويخطفون مواطنَيْن في الضفة الغربية وينقلونهما إلى بؤرة استيطانية (فيديو)
الطفلة ملك تواجه خطر بتر أطرافها بعد نجاتها من قصف إسرائيلي في غزة (فيديو)
“بدي أموت فيها”.. مسنّ فلسطيني يعود الى أرضه جنوب الخليل لحمايتها من المستوطنين (فيديو)
وأشار إلى مشاهد الطوابير الطويلة أمام ما بقي من نقاط توزيع الطعام، التي أصبحت مشهدًا يوميًّا مأساويًّا في جميع محافظات القطاع، في ظل استهداف الاحتلال لأكثر من 37 مركزًا لتوزيع المساعدات، و28 تكية طعام، تم قصفها وإخراجها عن الخدمة، ضمن خطة ممنهجة لفرض سياسة التجويع كأداة حرب ضد المدنيين.
“ليست أزمة عابرة”
وأكد البيان أن ما يجري في قطاع غزة “ليس أزمة عابرة، بل جريمة تجويع منظمة ترتقي إلى جرائم الحرب”، ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة وصمت دولي، “لا سيما من دول توفر الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية مثل: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وغيرها من الأطراف التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن الكارثة التي يعيشها أكثر من 2,400,000 إنسان فلسطيني في القطاع”.
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، قال إن الاحتلال يواصل منع دخول أي شاحنات إغاثة أو وقود إلى قطاع غزة، في ظل تكدّس آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عند المعابر منذ أسابيع طويلة دون السماح بوصولها إلى مستحقيها.

تحذير من انهيار شامل وغير مسبوق
وأوضح أن هذا الحصار المشدد لا يستثني جانبًا من جوانب الحياة اليومية، ويضرب أساسيات البقاء، مما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون إنسان في القطاع، ويُنذر بانهيار شامل غير مسبوق.
وأضاف أن المرافق الخدمية والإنسانية شارفت على الانهيار الكامل، فالمستشفيات تعمل بقدرات محدودة ودون أدوية أو وقود، ومن المحتمل أن تتوقف عن العمل خلال الأسبوعين القادمين بسبب انعدام دخول الوقود.
وبحسب البيان، توقفت المخابز أيضًا عن العمل حيث إنها لا تجد دقيقًا أو مصادر تشغيل، ومحطات المياه توقفت عن الضخ بفعل شح الوقود وقطع الكهرباء بشكل متعمد، خاصة عن محطات التحلية.
خطر وقوع وفيات جماعية
ومع استمرار هذا الوضع، حذّر البيان من خطر وقوع وفيات جماعية في أي لحظة، بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية وانتشار الأمراض.
وختم بالمطالبة بتحرك دولي عاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والضغط على الاحتلال لإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وفتح المعابر، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والوقود دون قيود وبما يتماشى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، معتبرًا صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم “تواطؤًا غير مقبول”.
وقتلت إسرائيل وأصابت مئات من الفلسطينيين منذ تجدد العدوان على القطاع فجر يوم 18 مارس/آذار، معظمهم من النساء والأطفال، في حين تجاوزت قائمة الشهداء 51 ألفًا والمصابين 116 ألفًا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.