نعى زوجته وأولاده قبل أسابيع.. عائلة “منشد الحرب” محمود الكفارنة تروي قصة استشهاده (شاهد)

رغم الخطر المحدق بجميع سكان غزة والموت المهددون به في كل لحظة، لم يتوان المنشد الفلسطيني محمود الكفارنة عن تعزيز صمود سكان شمال قطاع غزة، ودفعهم نحو البقاء في مناطقهم السكنية، ورفض أوامر الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصا فيما يتعلق بالنزوح إلى جنوب القطاع.
“منشد الحرب”
وعُرف الكفارنة بإنشاده وصوته العذب في مختلف مناطق الشمال، خلال تحركه نحو تعزيز صمود الأهالي بالأناشيد وبتوفير متطلباتهم قدر الإمكان، مما أكسبه لقب “منشد الحرب” خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
اقرأ أيضا
list of 4 items“احذفوا هذه الفكرة من القاموس”.. نعيم قاسم: حزب الله لن يسمح لأحد بنزع سلاحه (فيديو)
“أنصار الله” تستهدف حاملتَي طائرات أمريكيتين ومطار بن غوريون.. ومئات الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة (فيديو)
ناشطة فرنسية يهودية تكشف الترهيب الذي يتعرض له داعمو فلسطين في فرنسا (فيديو)
وقال أحمد الكفارنة، شقيق محمود، للجزيرة مباشر “الاحتلال أقدم على اغتيال محمود بسبب دوره الاستثنائي في تقديم الخدمات للسكان وتعزيز صمودهم”، مؤكدًا أنه كان أول من رفض فكرة النزوح إلى جنوب القطاع.
تعزيز صمود النازحين
وأوضح أحمد، للجزيرة مباشر، أن شقيقه كان يعزز صمود النازحين بمراكز الإيواء عبر الأناشيد، ويوفر لهم بعض احتياجاتهم المعيشية، مشيرًا إلى أن هذين السببين كانا كافيين لاتخاذ الاحتلال الإسرائيلي قرارًا باغتياله.
وأضاف “مع استئناف جيش الاحتلال حربه على غزة استهدف منزلنا، وكانت الضربة الجوية لشقيقي محمود؛ ولكن استشهد خلالها زوجته وابنته جوان وشقيقتنا وزوجها، إلى جانب إصابة عدد من أفراد الأسرة”.

وتابع قائلا “الحدث كان صعبا للغاية على أحمد، الذي حرم من عائلته لأكثر من عام بعد أن اعتقلوا من قبل الجيش الإسرائيلي، وأُجبروا على النزوح لمناطق جنوب القطاع”، لافتًا إلى أنه بات ليلة كاملة بالقرب من طفلته الشهيدة وأخّر دفنها بسبب حبه الشديد لها.
3 محاولات اغتيال في يوم واحد
وأشار أحمد الكفارنة إلى أن شقيقه محمود تعرض لثلاث محاولات اغتيال في يوم واحد، نجحت الأخيرة حين كان موجودا في خيمة تؤوي عائلة زوجته، وقال إن الاحتلال كان يتعمد استهداف من يعزز صمود الفلسطينيين في أرضهم.
وبدورها قالت نجوى الكفارنة، والدة محمود إن نجلها كان محبوبًا من الجميع، وعرف بصوته الجميل في الإنشاد، وأضافت أنه لم يفرح إلا أسابيع قليلة بعودة عائلته من جنوب القطاع بعد أن أجبروا قسرًا على النزوح.
بشرى في المنام
وأوضحت للجزيرة مباشر أن نجلها كان في حالة نفسية سيئة للغاية بعد استشهاد زوجته وطفلته جوان، وتابعت “محمود حلم قبل أيام من استشهاده بزوجته، وكان تفسير الحلم أنه سيلحق بها قريبًا”.
ولفتت إلى أن نجلها استشهد بعد نحو 20 يومًا من استشهاد طفلته وزوجته، وقالت “ابني استُهدف لأنه يساعد الناس ويقدم لهم جميع الخدمات، والاحتلال لا يريد أي حياة في غزة”.