بعد اشتباكات دامية بسبب الإساءة إلى النبي محمد.. ممثلون للحكومة السورية و”دروز جرمانا” يتوصلون إلى اتفاق (فيديو)

توصل ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا، مساء الثلاثاء، إلى اتفاق نص على الحد من “التجييش الطائفي” و “محاسبة المتورطين” في الاشتباكات التي أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، بحسب ما ورد في نص الاتفاق.
وأفاد التلفزيون السوري بأن اجتماعًا عُقد في مدينة جرمانا بريف دمشق، جمع ممثلين عن محافظة ريف دمشق وممثلين عن المجتمع المحلي، بهدف التوصل إلى اتفاق يعزز الأمن في المدينة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: لحظة رفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك
بريطانيا ترفع العقوبات عن وزارتي الدفاع والداخلية وأجهزة مخابرات في سوريا
الداخلية السورية تعلن القبض على أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية في نظام الأسد
وأسفر الاجتماع عن “اتفاق يؤكد ضرورة الحد من التجييش الطائفي وتأمين حركة السير بين محافظتَي دمشق والسويداء أمام المدنيين، إضافة إلى محاسبة الضالعين في الهجوم الأخير وتقديمهم للقضاء”.
وفي وقت سابق، انتشر مقطع منسوب إلى أحد شيوخ منطقة السويداء، وهو يردد عبارات مسيئة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما أدى إلى تأجيج حالة من الغضب في الأوساط السورية بين الدروز والسُّنة، وصلت إلى حد اشتباكات مسلحة بمدينة جرمانا.
من جانبها، أكدت وزارة العدل السورية أنها تتابع من كثب “الأحداث الأخيرة في جرمانا”، مشددة على “أهمية اللجوء إلى القضاء لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن”.
وحصلت الجزيرة مباشر على مقطع “فيديو” للحظة تسلُّم جثث عدد من أفراد الأمن العام في مستشفى المواساة بالعاصمة دمشق، الذين قُتلوا صباح اليوم في جرمانا أثناء تدخلهم لضبط الأمور بالمدينة.
“إساءة وتحريض” وراء اشتباكات جرمانا
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أفادت بوقوع “اشتباكات متقطعة مع مجموعات مسلحة في حي جرمانا جنوب العاصمة دمشق” على خلفية إساءة وتحريض.
وبيَّنت أن “الاشتباكات أسفرت عن قتلى وجرحى (لم تحدد عددهم) من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة”.
وقالت الداخلية السورية في بيان على قناتها بمنصة تليغرام “شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها”.
وأضافت “الاشتباكات وقعت على خلفية انتشار مقطع صوتي يتضمن إساءة للنبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وما تلاه من تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وتابعت “على إثر ذلك، توجهت وحدات من قوى الأمن العام مدعومة بقوات من وزارة الدفاع لفض الاشتباك وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي”.
كما أشارت في بيانها إلى “فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة”.
وأكدت الداخلية السورية “الحرص على ملاحقة الضالعين ومحاسبتهم وفق القانون، مع استمرار التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام”.
وشددت الوزارة على أنها “لن تتساهل في تقديم كل من أسهم في إثارة الفوضى وتقويض الاستقرار إلى العدالة”.
من جهتها، نقلت محافظة السويداء (جنوب) على قناتها الرسمية بمنصة تليغرام، عن مسؤول بجهاز الأمن العام (لم تسمّه)، قوله “عملت قوات الأمن العام على فض المواجهات بين الطرفين”.
ولفت إلى أن “القوات لم تكن طرفًا في هذه المواجهات”، مضيفًا أن “فض النزاع أدى إلى مقتل عنصرين من الأمن العام”.
دعوة إلى الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة
في السياق، دعا القياديان في الطائفة الدرزية بسوريا حمود الحناوي ويوسف الجربوع إلى الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة.
جاء ذلك في بيان مشترك، قالا فيه إن “مقام مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز تتقدم من إخوتها في الله بخالص المحبة والتقدير والإيمان، مؤكدة أن موقفها الوطني والديني عبر التاريخ لم يكن يومًا إلا جنبًا إلى جنب مع أبناء الوطن الواحد، وشعارها الدين الله والوطن للجميع”.
وأكد البيان أن “مشيخة العقل واثقة أن سوريا بوحدة شعبها وأراضيها قوية وعصية على المؤامرات، وهي من أصحاب الثوابت الوطنية والاجتماعية والدينية الإنسانية”.
ورأى البيان أن “الأصوات النشاز التي ظهرت للمساس بالرسول الأكرم قد نفحت سمومها الفتنوية”، مضيفًا أن “تلك الأصوات مأجورة من أعداء الوطن والدين بغية التقسيم والتجزئة والتشرذم وتفكيك البنية الوطنية السورية الواحدة”.
وتابع البيان “كل من يصرّح ويطال الرموز الدينية يتحمل العقوبة المجزية ويمثل نفسه، ولا يمكن أن يمثل رأي الجماعة من أبناء الطائفة المعروفية (الدرزية)”.
وأردف البيان “وطننا يتعرض لفتنة كبرى، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وأمام أصوات الفتن والخلافات لابد لنا الاحتكام إلى لغة الإيمان والعقل، وما يجمع شملنا لمواجهة القادم من تداعيات إقليمية ودولية”.
وشدد على أن الوطن بحاجة لأهله، وأبناءه، واللعنة والخزي على من تسول نفسه العبث بوحدتنا الدينية الوطنية من الفاسدين والمارقين الذين يعبثون قتلاً وتدميرا وفتنة.
تجدر الإشارة إلى أن القوانين السورية تنص على عقوبات صارمة بحق كل من يُسيء إلى الرموز الدينية أو يُثير الفتنة الطائفية.