المسعف “نوح الشغنوبي”.. تحدى تحذيرات الاحتلال لإنقاذ مصاب من مجزرة مدرسة الأرقم (فيديو)

لم يفكر الشاب الفلسطيني نوح الشغنوبي، أحد كوادر جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في مدينة غزة، طويلا قبل أن يخاطر بحياته لإنقاذ أحد المصابين من تحت أنقاض مبنى دمره القصف الإسرائيلي جزئيًا قرب مدرسة دار الأرقم بمدينة غزة، رغم تلقي إنذار بقصف جديد وشيك للمنطقة.
وأظهر مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الشغنوبي وهو يحاول إنقاذ شاب فلسطيني عالق بين الركام، بينما يُسمع صوت تحذيرات بضرورة إخلاء المكان بسبب تهديدات إسرائيلية بإعادة قصف المدرسة التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاستشهاد 41 فلسطينيا جراء غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة (فيديو)
“الدفاع عن فلسطين ليس جريمة”.. مشادة حادة بين نائبين في البرلمان الهولندي (فيديو)
بعد وقف الأمير هاري وزوجته تمويل منظمتها.. رئيسة تحالف النساء المسلمات تكشف الأسباب (فيديو)
مشاهد مروعة
وقال الشغنوبي للجزيرة مباشر “وصلنا إلى الموقع بعد غارة إسرائيلية على مدرسة دار الأرقم، وفور وصولنا وجدنا مشاهد مروعة، جثامين مقطعة الأيدي والرؤوس”.
وأضاف “دخلت أحد المباني المدمرة جزئيًا وتمكنت من إنقاذ أشخاص عدة، ثم عثرت على شاب عالق تحت أعمدة خرسانية ثقيلة، وبذلت جهدًا كبيرًا لإنقاذه، لكن قدميه كانتا تحت عمود أسمنتي ضخم”.
“بكيت لحظة إنقاذه”
وأوضح الشغنوبي أن ضعف الإمكانيات، تسبب في عدم التمكن من إخراج الشاب، فعرض عليه بتر إحدى قدميه كحل أخير، لكن الشاب رفض، فقام بتغطيته بلوح خشبي وبعض الحجارة، على أمل أن يحميه ذلك من القصف الثاني.
وتابع “عندما خرجت من المبنى، لم أستطع تقبّل فكرة أن أتركه يواجه الموت، فعدت لإنقاذه رغم كل شيء، وتمكّنت من إخراجه قبل أن يُعاد قصف المدرسة بلحظات”.
وأضاف الشغنوبي “بكيت لحظة إنقاذه. هذا واجبي تجاه أي إنسان يحتاج المساعدة، ولم يكن ضميري ليسمح لي بتركه هناك، وما حدث كان معجزة، فقد دُمّر المكان بالكامل، وكأن الله كتب له حياة جديدة”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف، ظهر الخميس، مدرسة دار الأرقم، التي كانت تؤوي عددًا كبيرًا من العائلات النازحة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، إضافة إلى تدمير جميع مرافق المدرسة.