فيديو مجزرة المسعفين.. المقاومة تعلق واتهام أممي لإسرائيل بإخفاء الدليل وهيئة البث تفنّد رواية الجيش

غزة.. "الهلال الأحمر" ينتشل 14 جثمانا برفح بينهم 8 من طواقمه
غزة.. "الهلال الأحمر" ينتشل 14 جثمانا برفح بينهم 8 من طواقمه

قالت لجان المقاومة في فلسطين إن التحقيق المصور الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول جريمة استهداف طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر في رفح، يفضح كذب الرواية الإسرائيلية الرسمية، ويكشف زيف ادعاءات جيش الاحتلال الذي يحاول تبرير جرائمه من خلال افتراءات مكشوفة وباطلة.

وأكدت اللجان في تصريح صحفي صادر عن مكتبها الإعلامي، اليوم السبت، أن الفيديو يعرّي حجم الانحطاط الأخلاقي والقيمي الذي أصاب المنظومة الدولية، ويُظهر بشكل واضح مدى تقاعس المجتمع الدولي ومؤسساته عن أداء واجبه في وقف المجازر والإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة.

وأضافت أن ما يجري في القطاع هو “مسلسل متواصل من جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الكامل، تُنفذها العصابات الصهيونية الفاشية، بتواطؤ ودعم وتسليح أمريكي، وسط صمت وتخاذل دولي وصل إلى حدّ الشراكة في هذه الجرائم”.

ودعت لجان المقاومة إلى تحرك عربي وإسلامي شعبي ورسمي فاعل لوقف جرائم الاحتلال بحق النساء والأطفال والشيوخ، مؤكدة أن الوقت قد حان لتكون الأمة بمستوى التحديات الوجودية التي تواجهها.

“وثيقة دامغة على وحشية الاحتلال”

ومن جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المشاهد التي وثّقها الشهيد المسعف رفعت رضوان في هاتفه المحمول، التي عثر عليها بعد العثور على جثامينه وجثامين 13 من زملائه في مقبرة جماعية بمدينة رفح، تكشف “جريمة إعدام ميداني مروّعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق طواقم الإسعاف والدفاع المدني أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني”.

وأكدت الحركة في بيان صحفي أن الفيديو لا يُعد مجرد مشهد مأساوي، بل وثيقة دامغة على وحشية الاحتلال، ومحاولة متعمدة لإخفاء الجريمة عبر دفن الضحايا جماعيًا، في سلوك يعكس الطبيعة الفاشية والإجرامية لهذا الكيان، ويُضيف فصلا جديدًا إلى سجل جرائمه ضد الإنسانية.

وشددت “حماس” على أن هذه الجريمة ليست استثناءً، بل امتداد لسلسلة طويلة من الاستهداف المتعمد لطواقم الإسعاف والعمل الإنساني، وانتهاك متواصل لحقوق المدنيين في قطاع غزة، وسط صمت دولي مخزٍ يمثل غطاءً لاستمرار جرائم الاحتلال.

اتهام إسرائيل بإخفاء الدليل

إلى ذلك، صرّحت فرانشيسكا ألبانيز -المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية- بأن ما يتعرض له قطاع غزة لا يُعد حربًا، بل يمثل إبادة جماعية ممنهجة، مؤكدة غياب أي حماية لأرواح الفلسطينيين.

وأضافت “الدليل على قتل المسعفين في رفح تم إخفاؤه، وأن الجيش الإسرائيلي لا يواجه أي قيود أو ضوابط على قتل الفلسطينيين”.

وانتقدت ألبانيز المواقف الغربية، قائلة إن قادة الغرب يتظاهرون بحماية المدنيين، في حين يفتحون أبوابهم لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، معتبرين سلامته أكثر أهمية من احترام القانون الدولي أو حماية الشعب الفلسطيني.

هيئة البث: المقطع يفنّد رواية الجيش

وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مقطع الفيديو المشار إليه “يتعارض مع رواية الجيش الإسرائيلي بشأن ملابسات الحادثة”.

وأضافت الهيئة أن صحيفة “نيويورك تايمز” نشرت، فجر السبت، تحقيقًا مصورًا استند إلى تسجيلات وُجدت في هاتف المسعف القتيل، ويُظهر أن مركبات الإسعاف كانت تتحرك في قافلة منظمة، تستخدم أضواء الطوارئ، وكان المسعفون يرتدون سترات فسفورية واضحة، وهو ما يتنافى مع تصريحات الجيش التي زعمت أن القافلة تحركت دون تنسيق ودون تشغيل إشارات الطوارئ.

وأشارت الهيئة إلى أن التحقيق الجديد يضع علامات استفهام حول صحة البيان العسكري الصادر عقب الحادث، ويعزز من صدقية الروايات الدولية التي تحدثت عن استهداف متعمد لطواقم الإسعاف أثناء تأديتها مهام إنسانية.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الحادثة لا تزال قيد التحقيق، وإنه بصدد إصدار بيان جديد يوضح ملابسات ما جرى.

المصدر : الجزيرة مباشر + هيئة البث الإسرائيلي

إعلان