الولايات المتحدة تتخذ إجراء غير مسبوق ضد جميع مواطني دولة إفريقية

السناتور الأمريكي ماركو روبيو
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (رويترز)

ألغت الولايات المتحدة كل التأشيرات الممنوحة لمواطني جنوب السودان، وهو قرار غير مسبوق ضد رعايا دولة أجنبية من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب.

واتهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي أعلن القرار، الدولة الإفريقية بعدم استعادة مواطنيها المرحَّلين من الولايات المتحدة.

واتخذت إدارة ترامب إجراءات صارمة لتعزيز إنفاذ قوانين الهجرة، بما في ذلك إعادة الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أن وجودهم في الولايات المتحدة غير قانوني.

وحذرت الإدارة الأمريكية الدول التي ترفض عودة مواطنيها سريعًا من عواقب وخيمة، تشمل فرض عقوبات تتعلق بالتأشيرات أو فرض رسوم جمركية.

وقال روبيو في بيان إن دولة جنوب السودان لم تحترم مبدأ وجوب قبول كل دولة عودة مواطنيها في الوقت المناسب عندما تسعى دولة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، لترحيلهم.

وهذا أول إجراء من نوعه يُتخذ ضد جميع مواطني دولة في العالم، منذ عودة ترامب إلى السلطة في 20 يناير/كانون الثاني، واعتماده إجراءات جذرية في إطار سياسة لمكافحة الهجرة.

وأضاف روبيو “تتخذ وزارة الخارجية الأمريكية، بدءًا من الآن، إجراءات لإلغاء جميع التأشيرات لحاملي جوازات سفر جنوب السودان، ومنع إصدار المزيد منها لمنع دخولهم الولايات المتحدة”.

وتابع “سنكون مستعدين لمراجعة هذه الإجراءات عندما يتعاون جنوب السودان بشكل كامل”.

وضع الحماية المؤقتة

وخلال ولايته الرئاسية السابقة، وقّع ترامب عام 2017 أمرًا تنفيذيًّا يحظر دخول مواطني دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.

وطال الأمر التنفيذي في حينه ليبيا والسودان وسوريا والعراق وإيران واليمن والصومال. وكان جنوب السودان، البلد ذو الأغلبية المسيحية، قد استُثني في ذلك الوقت من هذا الإجراء.

لكن قرار واشنطن الجديد يستهدف هذه المرة أحد أفقر البلدان في العالم، فبحسب إحصاءات منشورة عام 2024، احتل جنوب السودان عام 2022 المرتبة ما قبل الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية العالمي الذي نشرته الأمم المتحدة، متقدمًا على الصومال.

لاجئون جوعى ينشدون الطعام في جنوب السودان
جنوب السودان أحد أفقر البلدان في العالم (غيتي-أرشيف)

خطر الحرب الأهلية

يأتي القرار الأمريكي في وقت يواجه جنوب السودان خطر الانزلاق مجددًا نحو حرب أهلية، بعد وضع ريك مشار النائب الأول للرئيس سلفا كير ومنافسه القديم قيد الإقامة الجبرية.

وانفصلت دولة جنوب السودان عن السودان في يوليو/تموز 2011، لكنها ظلت تعاني الفقر وانعدام الأمن بعد اتفاق السلام عام 2018.

وشهدت جنوب السودان حربًا أهلية خلّفت نحو 400 ألف قتيل و4 ملايين نازح بين عامي 2013 و2018.

وكان مواطنو جنوب السودان يتمتعون حتى الآن بوضع الحماية الموقتة (تي بي إس) على الأراضي الأمريكية. وينتهي العمل بهذا الوضع الذي منحته إدارة الرئيس السابق جو بايدن الشهر المقبل.

ويمنع هذا الوضع طرد رعايا البلدان الذين لا يستطيعون العودة إلى أوطانهم بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية أو غيرها من الظروف “الاستثنائية”.

وفي عام 2023، أفادت إدارة بايدن بأن 133 شخصًا من جنوب السودان يتمتعون بوضع الحماية المؤقتة، مع وجود 140 آخرين مؤهلين للحصول عليه.

وبدأت إدارة ترامب بإلغاء وضع الحماية المؤقتة، وسُحب من أكثر من 600 ألف فنزويلي في يناير/كانون الثاني، لكن محكمة أمريكية علّقت هذا الإجراء.

وأشار مركز بيو للأبحاث الى أن 1.2 مليون شخص يتمتعون بوضع الحماية الموقتة أو كانوا مؤهلين للحصول عليه في مارس/آذار 2024.

المصدر : وكالات

إعلان