حرائق إسرائيل تستعر.. دمار نحو 20 ألف دونم والنيران تقترب من أسوار القدس القديمة

حرائق مستعرة في إسرائيل (هيئة البث الإسرائيلية)

تواصلت، اليوم الخميس، محاولات فرق الإطفاء الإسرائيلية لمكافحة الحرائق المستعرة قرب القدس المحتلة، التي أتت على آلاف الدونمات من الأراضي، فيما أعلنت الشرطة إعادة فتح الطرق الرئيسة التي أُغلقت أمس الأربعاء.

وكانت الحرائق قد اندلعت، الأربعاء، على امتداد الطريق السريع بين القدس وتل أبيب، ما أدى إلى إجلاء آلاف السكان من المناطق القريبة، وإغلاق عدد من الطرق الحيوية.

تصاعد ألسنة الدخان

ووفقًا للصندوق القومي اليهودي، التهمت النيران نحو 20 ألف دونم من الأراضي المفتوحة، بينها 13 ألف دونم من المناطق الحرجية، وفي منطقة اللطرون، وهي قرية فلسطينية دُمّرت خلال حرب 1948، شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد حول الدير الذي يحمل اسمها.

وفي ظل تصاعد النيران، طلبت إسرائيل دعمًا من دول عدة للمساعدة في عمليات الإطفاء، وشارك في جهود السيطرة على الحرائق 163 فريقًا، مدعومين بـ12 طائرة، بحسب جهاز الإطفاء الإسرائيلي.

وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “حالة الطوارئ الوطنية”، محذّرًا من اقتراب ألسنة اللهب من المدينة والأسوار القديمة.

إلغاء فعاليات

وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان الخميس، أن “عشرات المعدات الهندسية الثقيلة عملت طوال الليل في مناطق مختلفة من البلاد لإقامة ممرات عازلة، ومنع امتداد الحريق إلى مساحات جديدة”، مشيرًا إلى إلقاء أكثر من 95 حزمة إخماد.

ولمواجهة الوضع، أُلغيت الفعاليات التي كانت مقرّرة مساء الأربعاء بمناسبة عطلة رسمية.

السبب مجهول

وتواصلت التحقيقات بشأن سلسلة الحرائق الواسعة، في وقت تتصاعد فيه الاتهامات السياسية والتصريحات المتوترة حول المسؤولية عن الأزمة.

وقالت صحيفة يسرائيل هيوم إن خدمات الإطفاء الإسرائيلية أعلنت في بيان لها أن سبب الحريق لا يزال غير معروف حتى الآن، مشيرة إلى أنه تم تشكيل فريق تحقيق خاص لفحص كافة النتائج الميدانية، وهو لا يزال في بداية عمله، دون إعطاء أي مؤشرات أولية.

إسرائيل دولة غير قابلة للحكم

وفي خضم ذلك، شن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجوماً لاذعاً على حكومة بنيامين نتنياهو، محمّلاً إياها مسؤولية الفوضى وعدم الجاهزية في مواجهة الكوارث الطبيعية.

وقال لابيد “في حكومة التغيير، قمنا بعمل منظم للموظفين استعدادًا لأي احتمال لاندلاع حرائق ضخمة، بما في ذلك مناقشة الميزانية المتعلقة بطائرات إطفاء الحرائق وإعداد النظام لأي كارثة. أما هذه الحكومة، فقد ألقت بكل شيء في سلة المهملات وتجاهلت كل التحذيرات التي أطلقتها الجهات المهنية”.

وأضاف “بطبيعة الحال، لن يتحمل أحد المسؤولية الآن، لأنهم تعلموا من نتنياهو أنه لا ينبغي لأحد أن يتحمل المسؤولية عن أي تقصير. أصبحت إسرائيل دولة غير قابلة للحكم. سنعود، وسنقوم بحل كل شيء”.

تحريض إرهابي

وفي تطوّر لافت، لمح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى احتمال وجود شبهة جنائية وراء الحرائق، وقالت الشرطة إنها اعتقلت أحد السكان العرب، أثناء محاولته إشعال النار في حقل جنوب المدينة، دون أن يصدر تأكيد رسمي على وجود صلة بين الحادث والحرائق الكبرى.

وذكرت الشرطة أن الحرائق تفاقمت بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية، فيما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أنها عالجت 23 إصابة، معظمها حالات اختناق وحروق طفيفة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان