بلا تعويضات.. الاحتلال يهدم عشرات المنازل في مخيم نور شمس والأهالي يفترشون العراء (فيديو)

في مخيم نور شمس شرق طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة تتفاقم معاناة الأهالي الذين يقفون وهم ينظرون إلى الجرافات الإسرائيلية التي تهدم منازلهم على أطراف منطقة الأحراش، وتهدم معها ذكرياتهم وكل ما يملكون.
ويعمل الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ خطة لهدم عشرات المنازل داخل المخيم بحجة شق طرق أمنية، لكن الأهالي يرون أن الهدف الرئيس هو اقتلاعهم من الجذور وتهجيرهم من أراضيهم ومنازلهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsقتلوا والدها وحرقوا قريتها.. الحاجة غالية تستعيد ذكريات النكبة والتهجير (فيديو)
جماعة “أنصار الله” تعلن قصف مطار “بن غوريون” بصاروخ فرط صوتي (فيديو)
سرايا القدس تقصف مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية
“لم أتمكن من وداع بيتي”
وقال المسن معاذ عمارنة، أحد أهالي المخيم، للجزيرة مباشر، إن بيت عائلته يقع وسط المخيم وضمن المنازل المقرر هدمها، وأضاف “عشنا فيه أنا وأبوي وأعمامي، وفوجئنا بأن الاحتلال لم يسمح فقط إلا لخمسة أشخاص بالدخول للمنزل لإخراج أغراضهم، لم أتمكن من وداع بيتي”.
وقال باسم عمارنة للجزيرة مباشر، إن البيت لا يعوض، لأنهم قضوا أعمارهم كاملة داخله، وأضاف “كل يوم نأتي إلى الأحراش ونشاهد منازل الناس وهي تهدم، وكل يوم أقول: غدًا يأتي دورنا أو ربما بعد غد، لا يشعر بالألم إلا صاحبه، كنا نقول للغير: ربنا يعوضكم، لكن اليوم نحتاج لمن يقول لنا هذا”.

هدم دون سابق إنذار
المواطن الفلسطيني محمود الشادي جلس والدموع تملأ عينيه، حسرة على منزله المكون من طابقين، الذي كان يسكنه 9 أفراد، لكن الاحتلال هدمه قبل يومين دون سابق إنذار، تاركًا كل ما يملك داخل المنزل ناجيًا بنفسه وعائلته.
واستذكر الشادي ذكرياته التي امتدت على مدار 30 عامًا واختفت في غمضه عين، وقال للجزيرة مباشر “اليوم ذهبت مع ابنتي التي كانت تصور الركام والدموع في عيني، أول ليلة نمنا على الأرض لا نملك فراشا أو غطاء أو حتى مأوى”.
ولفت إلى أنهم اضطروا إلى دفع 1500 شيكل لتأجير منزل لمدة شهر.
الشاب أحمد ماجد، أحد المتضررين، الذي يحتل منزله رقمًا على قائمة الهدم، أكد أن جنود الاحتلال منعوهم من استخراج أغراضهم من المنزل بحجة عدم وجود تنسيق، وأضاف “لم نكن نفتعل أي مشكلة معهم ولا نتحدث، ورغم ذلك أهانونا. هذا احتلال غاشم، اليوم صرنا جميعًا بلا مأوى”.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيماتها منذ أكثر من 100 يوم، ضمن حملة عسكرية موسعة في مدن شمال الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها، أسفرت عن استشهاد العشرات.
ودمر الاحتلال خلال هذه الحملة مئات المنازل وقام بتهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم، بينما اعتقل عشرات الأشخاص، فيما وصف بأنه أكبر حملة عسكرية في الضفة الغربية منذ عام 1967.