حتى الموتى تحت الحصار.. الاحتلال يشدد قيوده على دفن أهالي الخليل في مقبرة الكرنتينا (فيديو)

حتى الأموات لم يسلموا من بطش الاحتلال الإسرائيلي، ففي مقبرة الكرنتينا، الواقعة في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، تفرض سلطات الاحتلال قيودا قاسية على دخول المقبرة تتطلب الحاجة إلى تنسيق مسبق مع الاحتلال من أجل دفن الموتى.

دفن مشروط بتنسيق أمني

الشيخ وجدي قفيشة، الذي يعمل مغسلا للمتوفين وسائق سيارة لنقل الموتى، قال للجزيرة مباشر “أي حالة وفاة تأتي لا نستطيع دفنها إلا بالتنسيق مع الارتباط المدني الفلسطيني والذي بدوره يأخذ الإذن من الجانب الإسرائيلي، وذلك حتى يسمحوا لنا بفتح القبر وحفره، وبعد الموافقة نطلب مرة أخرى السماح بالدفن، فأحيانا لا يقبلون إلا بعد صلاة الظهر بساعة. وهذه التضييقات يومية”.

وحول طريقة الحصول على التصريح والدفن أفاد قفيشة أنه يجب أولًا على أهل الميت الحصول على التصريح حتى يتمكنوا من تجهيز القبر، وهناك قبور مغلقة من 10 سنوات وأكثر وتحتاج إلى وقت لتجهيزها، لكن الأهالي لا يستطيعون عمل أي شيء دون الحصول على الموافقة من الاحتلال.

قيود لا إنسانية

وأضاف أن الاحتلال “لا يُراعى الحالة النفسية لأهل الميت، إذ تكون سيئة جدًا، وفوق مصيبتهم يضيقون عليهم ويصعبون الأمور بشدة، وخصوصا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول (2023)، وإذا لم نلتزم بالتعليمات المشددة التي وضعوها يطلقون النيران علينا أو تتم عمليات اعتقال”.

وقال قفيشة إن الاحتلال يعتبر أن أهل المتوفى لا حقوق لهم، فإذا حاول أحدهم التقاط صورة لقبر والده مثلا، يتم الاعتداء عليه أو استدعاؤه للتحقيق معه، وأحيانا لا يتم الإفراج عنه.

رعب يوم الدفن

من جهته أوضح مهند قفيشة، الصحفي والناشط في تجمع “شباب ضد الاستيطان”، أنه في حال حدوث أي وفاة في الخليل، وإذا أراد أهل المتوفى الدفن في مقابر المسلمين يجب أخذ الإذن من سلطات الاحتلال رغم أن المقبرة موجودة في أراض فلسطينية.

وأشار إلى أنه خلال عملية الدفن يتم الاعتداء على المشاركين عن طريق إطلاق الرصاص المطاطي ورصاص الصوت، ناهيك من الاعتداءات الجسدية على عائلة المتوفى بعد تحديد عدد المشاركين في الجنازة.

وأردف أن الاحتلال يمنع العائلات الفلسطينية من غير المنطقة من المرور من المقبرة أو الدخول إليها من دون الحصول على إذن.

وأضاف “التعقيدات تصل إلى التعنت في إعطاء التصريح، وقيام الجنود الإسرائيليين بتفتيش العائلة والكفن، وأحيانًا يتم التفتيش بشكل مبالغ فيه، ما يعد انتهاكا لكرامة الميت، إلى جانب منع زيارة القبر أو قراءة الفاتحة”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان