شاهد: أول ظهور للطالبة التركية رميساء أوزتورك بعد الإفراج عنها

بدت أوزتورك في حالة معنوية جيدة خلال ظهورها (الجزيرة مباشر)

ظهرت الطالبة التركية رميساء أوزتورك، لأول مرة بعد الإفراج عنها من مركز احتجاز المهاجرين في الولايات المتحدة، وذلك عقب قرار قضائي بإنهاء احتجازها الذي استمر 6 أسابيع.

وبدت أوزتورك في حالة معنوية جيدة خلال ظهورها، حيث عبّرت عن امتنانها للدعم الكبير الذي تلقته من أسرتها ومحاميها والجهات الرسمية التركية، مؤكدة تمسّكها بحقها في حرية التعبير واستعدادها لمواصلة دراستها في جامعة تافتس.

وأفرجت السلطات الأمريكية، أمس الجمعة، عن طالبة الدكتوراه في جامعة تافتس، بعد 6 أسابيع من الاحتجاز في مركز للهجرة بولاية لويزيانا، وذلك عقب صدور قرار قضائي من محكمة فدرالية يقضي بالإفراج عنها بكفالة.

وفي ختام جلسة الاستماع، صرّح القاضي الفدرالي ويليام سيشنز، الذي نظر القضية، بأن أوزتورك قدّمت “حججا جوهرية ومهمة” بأن حقوقها الدستورية، خصوصًا المرتبطة بالتعديل الأول، قد انتُهكت بعد إلغاء تأشيرتها واعتقالها في مارس/آذار الماضي.

وقال سيشنز “لا يمكن استمرار احتجازها”، مشيرًا إلى أن السبب الوحيد لاعتقالها كان مقال رأي شاركت في كتابته عن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، دون وجود أي دليل على تحريضها على العنف أو ارتكابها لأي جرم.

الإفراج دون قيود على السفر

وأكدت محاميتها سونيا ليفيتوفا، لشبكة (سي بي إس نيوز) أن الحكومة أفرجت عنها بعد ظهر الجمعة، مضيفة “لقد أرسلوا عملاء مقنّعين بملابس مدنية لاختطاف رميساء من الشارع وسجنها فقط لأنها كتبت مقالًا. لقد كانت سجينة سياسية”.

وقالت ليفيتوفا “الآن وقد أصبحت حرة، يمكنها العودة لمتابعة دراستها والانضمام إلى مجتمعها في تافتس. ونتطلع إلى مواجهة الحكومة في المحكمة للدفاع الكامل عن حقوقها”.

وقد سُمح لأوزتورك بالعودة إلى منزلها في سومرفيل، ماساتشوستس، دون فرض قيود على تنقّلها أو حركتها.

المحكمة تؤكد عدم قانونية احتجازها

وجاء قرار الإفراج بعد أن أمرت محكمة الاستئناف بنقل أوزتورك من منشأة الاحتجاز في لويزيانا إلى ولاية فيرمونت، التزامًا بحكم قضائي سابق، وهو ما دعمته لجنة مؤلفة من 3 قضاة.

وخلال جلسة الكفالة، ظهرت أوزتورك عبر تقنية “الفيديو”، واحتضنت محاميتها عند إعلان القرار، فيما أكد القاضي أن المقال لم يتضمن أي دعم لحركة (حماس)، خلافًا لما زعمته وزارة الأمن الداخلي.

وأثناء شهادتها، كشفت أوزتورك أنها تعرّضت لـ12 نوبة ربو خلال فترة الاحتجاز، نتيجة الاكتظاظ الشديد وسوء الرعاية الصحية، وذكرت أن الزنزانة كانت مخصصة لـ14 شخصًا، لكنها كانت تضم 24 معتقلة.

اتهامات فضفاضة من دون أدلة

وأشار فريق الدفاع إلى أن السلطات الأمريكية اعتمدت فقط على مذكرة من فقرة واحدة صادرة عن وزارة الخارجية لإلغاء تأشيرتها، بزعم أن أنشطتها “قد تخلق بيئة عدائية للطلاب اليهود”، وتدل على “دعمها لتنظيم إرهابي”.

لكن لم يُذكر اسم (حماس) في المقال محل الخلاف، الذي انتقد تجاهل الجامعة للحراك الطلابي الذي يدين إسرائيل.

ومن جهته، دافع رئيس جامعة تافتس، سونيل كومار، عن أوزتورك، مؤكدًا أن المقال الذي شاركت في كتابته، لا ينتهك سياسات الجامعة أو إعلانها بشأن حرية التعبير، مضيفًا أن الاعتقال “شلّ المجتمع الدولي داخل الجامعة”.

رميساء عقب الإفراج عنها

وزير العدل التركي: لن نتهاون مع الإسلاموفوبيا

وفي أول رد فعل رسمي تركي، قال وزير العدل يلماز تونتش، إن “الممارسات التي تتعارض مع القيم الديمقراطية، مثل الظلم الذي تعرضت له أختنا رميساء، والتمييز، والتهميش، والإسلاموفوبيا، والمعايير المزدوجة، لا يمكن التساهل معها بأي شكل”.

وأضاف تونتش في منشور عبر منصة “إكس”، أن الإفراج عن أوزتورك تطور إيجابي يُطمئن الرأي العام، ويؤكد أهمية احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير.

وختم قائلًا “لقد دعمنا أوزتورك منذ البداية، قانونيًا ودبلوماسيًا، وواكب مستشارونا القضائيون جلسات محاكمتها. نُبارك لها ولعائلتها الإفراج ونؤكد استمرار دعمنا لها”.

ملابسات الاعتقال

واعتُقلت أوزتورك في 25 مارس/آذار الماضي أثناء توجهها إلى الإفطار مع أصدقائها، دون إخطار مسبق، على يد عناصر من الهجرة والجمارك (ICE)، وقد نُقلت لاحقًا بين ولايات عدّة، قبل أن تُحتجز في منشأة بولاية لويزيانا.

وخلال الطعن القضائي على احتجازها، دار جدل قانوني حول الجهة القضائية المختصة، إذ بدأت القضية في ماساتشوستس، ثم نُقلت إلى فيرمونت، فيما حاولت وزارة العدل إبقاءها ضمن نطاق لويزيانا.

وأكّدت محكمة الاستئناف أن نقلها إلى فيرمونت يضمن لها الحصول على الرعاية الصحية والخدمات القانونية، ويعزز قدرتها على المشاركة الفعّالة في الإجراءات القانونية.

ومن المقرر أن تُعقد جلسة جديدة في المحكمة بتاريخ 22 مايو/أيار الجاري للنظر في الطعن القانوني على احتجازها.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر + سي بي إس

إعلان