“هجوم استمر 16 دقيقة”.. تحقيق لجيش الاحتلال يكشف مفاجأة في زيكيم يوم 7 أكتوبر

جندي إسرائيلي يقف قرب مستوطنة زيكيم على الحدود الشمالية من قطاع غزة، 17 نوفمبر (رويترز ـ أرشيف)

خلص تحقيق أجراه جيش الاحتلال بشأن واقعة شاطئ زيكيم في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى وجود إخفاقات عملياتية خطيرة، تمثلت في عدم مبادرة الجنود إلى الاشتباك مع المقاومين الفلسطينيين الذين هجموا عبر البحر، وفشلهم في الفصل بين المواطنين الإسرائيليين والمقاومين.

وأسفرت الواقعة -وفقًا لرواية الاحتلال- عن مقتل 18 إسرائيليًّا بينهم جندي، بينما عُثر على جثث آخرين في الموقع بعد أسبوع كامل.

تفاصيل الواقعة

وبحسب التحقيق، فقد كانت قيادة فرقة غزة واللواء الشمالي على علم بعملية التسلل من جهة البحر في حينها، إلا أن قوة محدودة فقط وصلت إلى الموقع بسبب سرعة وقوع الأحداث.

وأكد التقرير أن توزيع القوات كان كافيًا في المكان، لكنه أشار إلى افتقار الجنود للحزم الكافي في التعامل مع الهجوم، مما سمح للمقاومين بتنفيذ خطتهم التي وُصفت بأنها دقيقة.

وأوضح التحقيق أن أغلبية الإسرائيليين الذين قُتلوا كانوا مختبئين في نقاط على الشاطئ، مثل دورات المياه والملاجئ، ولم تُنقل جثثهم إلا بعد أسبوع بسبب غياب خطة تفتيش منظمة.

إخفاقات الاستجابة الأمنية

ورغم تفعيل إنذار “فرس أزرق” الخاص بكشف التسللات البحرية، فقد أظهر التحقيق عدم وجود خطوات واضحة للتعامل مع هجوم من هذا النوع على شاطئ زيكيم.

وأضاف أن صورة الوضع العملياتي كانت غير مكتملة، سواء بشأن عدد المقاومين أو مواقع القوات أو أماكن وجود المواطنين الإسرائيليين.

وبخصوص الدعم الميداني، أشار التحقيق إلى أن قيادة فرقة غزة واللواء الشمالي لم تستطع تقديم الدعم اللازم لكتيبة غولاني، المعروفة بـ”كتيبة الشاطئ”، التي كانت تعمل في الموقع.

جدير بالذكر أن جيش الاحتلال كان قد أجرى خلال الشهرين السابقين للواقعة مناورتين عسكريتين كبيرتين على شاطئ زيكيم، ركزتا على تدريب القوات البحرية والبرية على التنسيق في حال وقوع تسلل بحري.

مسار الهجوم وتطوراته

بدأ الهجوم على شاطئ زيكيم، الواقع على بُعد كيلومترين من الحدود، من قِبل 38 مقاومًا وصلوا عبر سبعة قوارب، وقطعوا المسافة في غضون دقيقتين.

تمكنت زوارق البحرية الإسرائيلية من تدمير اثنين من القوارب في البحر، بينما وصل خمسة منها إلى الشاطئ، وتعرَّض أحدها لأضرار جزئية.

ومن بين المقاومين الذين وصلوا، استطاع ثلاثة من أصل ستة على متن أحد القوارب التقدم نحو الكثبان الرملية اتجاه محطة توليد الكهرباء في عسقلان، شمال شاطئ زيكيم.

وحتى الساعة 06:50، تمكَّن الجنود الإسرائيليون من قتل 20 مقاومًا، وفقًا لرواية جيش الاحتلال.

ومع ذلك، واصل 18 مقاومًا طريقهم: عشرة توجهوا إلى شاطئ زيكيم، وثلاثة إلى ميادين الرماية التابعة لقاعدة زيكيم، وثلاثة اتجاه محطة الكهرباء، واثنان اتجاه قاعدة الرادار البحرية القريبة.

وأشار التحقيق إلى أن الهجوم بأكمله استمر 16 دقيقة بين وصول أول قارب إلى الشاطئ ووصول القارب الأخير.

فصول التحقيق

شمل التحقيق ثلاثة محاور رئيسة: المعركة البحرية، ومسار القتل على الشاطئ، والمعركة عند مدخل “كيبوتس” زيكيم.

وأظهر التحقيق بوضوح أن التسلل تم التخطيط له بعناية، وأن الرد العسكري كان يعاني نقصًا في التنسيق والتنفيذ.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحافة إسرائيلية

إعلان