بين الرماد والأهازيج.. نساء غزة يعددن خبز الطين لإطعام النازحين وإحياء التراث الفلسطيني (فيديو)

في ظل الحصار المستمر على قطاع غزة، ونفاد كل مقومات الحياة الأساسية، بما فيها الطحين، تبادر نساء فلسطينيات لمد يد المساعدة للنازحين بالعجن والخبز على أفران الطين.
في غزة تتحول أفران الطين إلى مصدر حياة، حيث تعد المتطوعات الخبز ويوزعنه على النازحين، في أجواء تضفي الأمل والتفاؤل داخل عتمة الحصار، والظروف المأساوية التي يعيشونها، ويرددن أغاني وأهازيج التراث الفلسطيني لتعزيز الروح المعنوية، إذ إن هذه المبادرة ليست فقط لتوفير الغذاء، بل هي نموذج للصمود والتحدي في وجه الحصار.
بسبب ارتفاع الأسعار ونقص الطحين أغلقت المخابز أبوابها، ولجأ السكان إلى أفران الطين التقليدية القديمة وسيلة بديلة لإعداد الخبز.
المخازن فارغة والمعابر مغلقة
تقول المتطوعة ناعمة فرج الله، للجزيرة مباشر: “صار لنا أكثر من أسبوعين ونحن نخبز ونعجن الطحين لنوفره للنازحين، لأنه مع الأسف المخازن فارغة والمعابر مغلقة منذ أكثر من شهرين، لا نتوفر على أي مقومات الحياة، والذي سرى على الخبز سرى على باقي المستلزمات اليومية، وحتى الخضر ليست موجودة وإذا كانت فهي بأثمان باهظة حيث أصبحت أغلى من الخضر في باريس”.
تفريغ نفسي
وفي ذات السياق قالت أم محمد: “أنا تطوعت لأضمن الخبز لأولادي وللساكنة بدون مقابل، نعجن خبز الطين والصاج في أجواء مرحة ونغني أغاني من التراث والفلكلور الشعبي، لتبعث فينا الفرح والسرور وسط المرار الذي نعيشه من القصف والموت الذي نشاهده يوميا، فهذه الأجواء نعتبرها تفريغا نفسيا بسيطا”.
ومع استمرار ضغط الاحتلال، أضافت المتطوعة: “نحن مهددون بتوقيف المبادرة التطوعية في أي لحظة ولا نستطيع تأمين الخبز للنازحين، وسنصبح في وضع مأساوي أسوأ مما نحن عليه”.
ورغم الظروف القاسية والحصار المستمر، تواصل المتطوعات تقديم الدعم لمجتمعهن، من خلال مبادرة إنسانية تعكس روح التضامن والصمود، حيث أصبحت أفران الطين في غزة رمزا للمقاومة في وجه الاحتلال المطبق.