الاحتلال يقتحم مدارس الأونروا في القدس ويجبر الطلبة والمدرسين على إخلائها (فيديو)

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عدة مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مدينة القدس، وفرضت على إداراتها إخلاء المباني بشكل فوري.

جاء ذلك مع بدء تنفيذ قرار إغلاق مؤسسات الأونروا التعليمية في المدينة المحتلة، في خطوة أثارت غضبًا فلسطينيًّا واسعًا وتحذيرات من تداعياتها على مستقبل آلاف الطلبة اللاجئين.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية ترافقها عناصر من بلدية الاحتلال ومخابراته، اقتحمت باحات مدارس الأونروا في مخيم شعفاط وحي رأس العامود، وطلبت من الإدارات إجلاء الطلاب والمعلمين، بزعم “انتهاء صلاحية ترخيص الوكالة” داخل المدينة.

تأتي هذه التطورات في أعقاب قرار الاحتلال غير المسبوق الذي يقضي بإنهاء عمل وكالة الأونروا في القدس المحتلة، في محاولة لتقويض مكانة الوكالة الدولية التي تمثل شاهدًا قانونيًّا على قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة.

تصعيد خطير

بدورها، أدانت محافظة القدس على لسان محافظها عدنان غيث هذا الاقتحام، واصفة إياه بـ”الاعتداء السافر على مؤسسة أممية تعمل بموجب قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي”، معتبرة أن “الخطوة تمثل تصعيدًا خطيرًا ضمن محاولات الاحتلال تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وفرض الرواية الإسرائيلية على المدينة المحتلة”.

وأشار غيث في بيان رسمي إلى أن “الاعتداء على مدارس الأونروا هو انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف وللقرارات الأممية التي تحظر على قوة الاحتلال فرض سيادتها أو تغيير الوضع القائم في الأراضي المحتلة”، محذرًا من أن استهداف المؤسسات التعليمية يهدد مستقبل آلاف الطلبة اللاجئين ويفتح الباب أمام تهجير قسري جديد لهم.

من جهتها، أعربت وكالة الأونروا عن “قلقها البالغ” إزاء هذه التطورات، وأكدت أنها تتابع المستجدات مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مشددة على أن استمرار عملها في القدس ضروري لضمان التعليم والحماية للأطفال الفلسطينيين وفق التفويض الممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

مخططات التهويد

في هذا السياق، دعت مؤسسات حقوقية وإنسانية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والضغط على حكومة الاحتلال للتراجع عن قراراتها “غير القانونية”، محذّرة من أن المساس بوضع الأونروا يندرج ضمن سياسة أوسع تستهدف تفريغ المدينة من مؤسساتها الوطنية والدولية لصالح مخططات التهويد.

يُذكر أن مدارس الأونروا في القدس تخدم ما يزيد على 800 طالب وطالبة، معظمهم من مخيم شعفاط والأحياء المحيطة، في ظل أوضاع معيشية صعبة ونقص حاد في الخدمات، ويعد استمرار عمل الوكالة عنصرًا أساسيًّا في صمود اللاجئين الفلسطينيين داخل المدينة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه إجراءات الاحتلال لفرض السيطرة الكاملة على القدس، وسط تصاعد الاعتداءات على المقدسيين ومؤسساتهم، ومحاولات مستمرة لإعادة رسم المشهد التعليمي والثقافي والديمغرافي في المدينة بما يتماشى مع أجندات تهويدية متسارعة.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد أقر في أكتوبر/تشرين الأول 2024 قانونًا يحظر نشاط وكالة الأونروا في إسرائيل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان