غضب رسمي وشعبي.. القارب “مادلين” يوحد الحكومة والمعارضة في تركيا

مظاهرة في إسطنبول تضامنا مع نشطاء القارب مادلين
مظاهرة في إسطنبول تضامنا مع ناشطي القارب مادلين (الجزيرة مباشر)

في وقت يشتعل العالم احتجاجا على سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على القارب مادلين في المياه الدولية واعتقال الناشطين على متنه، برزت ردود فعل تركية واسعة على المستويين الرسمي والشعبي، خاصة أن مواطنا تركيا -شعيب أوردو- من ضمن الناشطين على متن القارب.

ردود الفعل الرسمية

وأكدت مصادر في وزارة الخارجية التركية -وفق التلفزيون الرسمي للدولة- أن أنقرة تواصلت مع دول أخرى لديها مواطنون أيضا كانوا على متن القارب.

وأصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا قالت فيه إن الهجوم الإسرائيلي “الذي يهدد حرية الملاحة والأمن البحري أثبت مرة أخرى أن إسرائيل دولة إرهاب”، وأن “تدخل القوات الإسرائيلية ضد قارب مادلين يُعَد انتهاكا واضحا للقانون الدولي”.

من جهته، صرَّح رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، تعليقا على احتجاز إسرائيل لقارب الإغاثة مادلين، بأن الهجوم على القارب الذي انطلق بهدف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة “يُعَد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وحقوق الإنسان”.

وأضاف “ندين هذا الهجوم الجبان بأشد العبارات، فقد أظهرت الإدارة الصهيونية في إسرائيل مرة أخرى أنها لا تحتمل حتى وصول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة، فالتدمير الممنهج والمجازر التي تُرتكب منذ شهور في غزة نتيجة لدولة إرهابية لا تعترف بأي معيار أخلاقي أو قانوني”.

وقال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش إن “العملية الإرهابية التي قامت بها القوات الإسرائيلية ضد سفينة مادلين في المياه الدولية هي اعتداء دنيء على الكرامة الإنسانية”.

أما كبير مستشاري الرئيس التركي لشؤون السياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغاطاي كيليتش، فشدد على أنه “من غير المقبول تدخل جنود إسرائيليين ضد سفينة مادلين التي انطلقت لتقدم المساعدات الإنسانية لآلاف المظلومين الذين يكافحون ضد الجوع والفقر في غزة”.

وأردف “هذا التدخل في المياه الدولية ضد السفينة يُعَد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، كما يُظهر التوجه الإرهابي لحكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو التي تستخدم الجوع سلاحا في الحرب، ولن تتمكن أبدا من إسكات ردود فعل المجتمع الدولي الذي يمتلك ضميرا حيا”.

ردود الفعل الحزبية

من جانبه، أدان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جيليك سيطرة إسرائيل على القارب، مضيفا “يجب على العالم بأسره التعاون لمحاكمة أولئك الذين أصدروا أوامر هذا الهجوم وكذلك الذين نفذوه”.

ولفت إلى أن الاعتداء على القارب يُظهر أن إسرائيل تستخدم منع المساعدات الإنسانية وسيلة للضغط، داعيا العالم أجمع إلى “إدانة هذا العدوان واتخاذ التدابير الملموسة”.

كذلك دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزال المجتمع الدولي إلى “الدفاع عن فلسطين ووضع إسرائيل في مكانها الصحيح”، مؤكدا أنهم “يتوقعون من الرأي العام التركي والحكومة ردا على ذلك”.

وقال “فليفعلوا ما يلزم، فنحن ندعمهم بكل قوة”.

ودعا رئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو إلى اتخاذ إجراءات لإنقاذ ناشطي القارب مادلين من أيدي من وصفهم بـ”البرابرة الإسرائيليين دون إضاعة المزيد من الوقت”، موضحا “لقد أصبح تقديم الدعم اللوجيستي للأساطيل الجديدة واجبا إنسانيا”.

ردود الفعل الشعبية

وعلى المستوى الشعبي، خرجت مظاهرات تضامنية أمام ميناء كراكوي بمدينة إسطنبول احتجاجا على الهجوم على القارب، وما وصفه المتظاهرون باختطاف الناشطين، مطالبين بإيقاف الإبادة الجماعية في غزة وإطلاق سراح الناشطين الذين كانوا في طريقهم لكسر الحصار عن القطاع.

وطالب المتظاهرون بقطع العلاقات التجارية كافة مع إسرائيل، مستذكرين ما حدث قبل 15 عاما بسفينة “مافي مرمرة” التي كانت في طريقها لكسر الحصار عن غزة، وحينها قتل الجيش الإسرائيلي 10 مواطنين أتراك كانوا على متنها.

وعلى موقع إكس، نشر حساب يحمل اسم “مُعلم” قائلا “اثنا عشر بطلا اعتقلتهم إسرائيل بينما كان العالم أجمع نائما، تكلموا. شاركوا. اكتبوا. لا تتوقفوا، لا يمكننا أن نكون بشجاعة هؤلاء الناشطين الشجعان، لكن على الأقل دعوا أصواتهم تُسمع، فنحن مادلين”.

بينما علَّق حساب “كنكا” على قامت به إسرائيل أثناء اعتقال الناشطين، قائلا “كأنها مزحة، إنها مهزلة حقيقية. بينما تمنع إسرائيل دخول الطعام والشراب إلى غزة منذ 98 يوما، تسخر من عقول البشر بتقديم شطائر إلى الناشطين”.

ويضم القارب 11 ناشطا، بالإضافة إلى موفد قناة الجزيرة مباشر عمر فياض. وتتنوع الجنسيات بين 6 فرنسيين وناشط واحد من كل من تركيا وهولندا وألمانيا والسويد وإسبانيا والبرازيل.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان