ترامب يتعهد بـ”تحرير” لوس أنجلوس.. حظر تجول مشدد وتصعيد أمني واعتقالات جماعية

أعلنت سلطات لوس أنجلوس فرض حظر مشدد للتجول ليلًا في منطقة وسط المدينة، يبدأ يوميا من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحا، ويستمر حتى إشعار آخر.
جاء القرار عقب خمسة أيام متواصلة من الاحتجاجات التي خرجت رفضا لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجرة، وتنديدا بالاعتقالات الواسعة للمهاجرين غير النظاميين.
اقرأ أيضا
list of 4 items“ثورة صامتة” تبدأ في ميشيغان.. هل يكتب العرب الأمريكيون تاريخا انتخابيا جديدا؟
ترامب يرسل المارينز إلى لوس أنجلوس.. صدام مفتوح مع حاكم كاليفورنيا واحتجاجات تعم المدن (شاهد)
تصاعد الاحتجاجات في لوس أنجلوس.. ترامب يتوعد حاكم كاليفورنيا (فيديو)
وأوضحت بلدية لوس أنجلوس أن حظر التجول يستهدف الحد من أعمال التخريب والنهب التي تكررت مؤخرا في بعض أحياء وسط المدينة، مؤكدةً أن الإجراءات لا تشمل سكان المنطقة والصحفيين وأجهزة الطوارئ.

تعزيز قوات الأمن ونشر الحرس الوطني والمارينز
تزامنا مع فرض حظر التجول، أمر ترامب بنشر أكثر من أربعة آلاف من عناصر الحرس الوطني وسبعمئة من مشاة البحرية (المارينز) في لوس أنجلوس، في خطوة وصفتها السلطات المحلية بأنها عسكرة مرفوضة للحياة المدنية.
وتركز عمل تلك القوات الاتحادية على حماية المباني والمنشآت الفدرالية، إضافة لمرافقة ضباط الهجرة الفدراليين خلال اعتقال المهاجرين. إلا أن هذه الإجراءات قوبلت بتحفظ واعتراض من قادة المدينة والولاية، الذين شددوا على قدرتهم التعامل مع الاحتجاجات والاضطرابات دون تدخل عسكري كثيف.
وأشارت متحدثة عسكرية إلى أن مهمة القوات المؤقتة ستشمل كذلك التعامل مع أي هجمات أو تهديدات قد تواجه ضباط إنفاذ القانون خلال عمليات التفتيش والاعتقال، لكنها أكدت أن السلطة الفعلية في الاعتقال تبقى للشرطة المحلية وهيئات إنفاذ القانون المدنية، مما دفع البعض إلى التحذير من التداخل في الصلاحيات وتهديد أسس الديمقراطية الأمريكية.

تصاعد المواجهات وعمليات توقيف واشتباكات عنيفة
وواصلت الاحتجاجات دعمها للمهاجرين غير النظاميين في ظل تصاعد الغضب من إجراءات الترحيل المكثفة التي تنفذها الإدارة الأمريكية.
وشهدت شوارع وسط لوس أنجلوس مظاهرات ضخمة تخللتها مناوشات عنيفة مع الشرطة، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين رفض بعضهم الانصياع لأوامر مغادرة المنطقة.
وذكرت شرطة لوس أنجلوس أنها نفذت “عمليات توقيف واسعة” بعد دخول حظر التجول الليلي حيز التنفيذ، إذ أحاطت قوات مكافحة الشغب مجموعات المتظاهرين واعتقلت العشرات منهم واقتادتهم إلى حافلات الشرطة. لكن مجموعات أخرى استمرت في التجمع والاحتجاج رغم التشديد الأمني.
وأكدت مصادر أمنية أن بعض العناصر الخارجة عن القانون حاولت استغلال الفوضى لارتكاب أعمال نهب وسرقة استهدفت محالّ ومراكز تجارية في المدينة.

تصاعد السجال بين ترامب ونيوسوم
وأثارت التطورات المتسارعة في لوس أنجلوس سجالا حادا بين الرئيس ترامب وحاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم، الذي اتهم الرئيس بإطلاق “حملة تفتيش عسكرية” في ثاني أكبر مدن أمريكا، واعتبر سلوكه خطوة “طاغية لا رئيس”.
وقال نيوسوم “إرسال قوات الجيش إلى الشوارع يهدد جوهر ديمقراطيتنا ويضرب بالتقاليد الأمريكية عرض الحائط”.
وتقدم نيوسوم بدعوى قضائية عاجلة للمحكمة الفدرالية لإيقاف دعم الجيش لعمليات ضباط الهجرة، وقرر القاضي تأجيل البت فيها عدة أيام، مما سمح باستمرار العمليات العسكرية المؤقتة حتى انعقاد جلسة الاستماع الخميس القادم.
بدوره، دافع الرئيس ترامب في خطاب أمام جنود بقاعدة فورت براغ عن قراره بنشر آلاف من قوات الحرس الوطني والمارينز في لوس أنجلوس، قائلا “لن نسمح لعدو خارجي بغزو مدينة أمريكية واحتلالها، هذه فوضى لن تدوم ولن نسمح بها”.
وواصل ترامب هجومه الحاد على خصومه السياسيين ووصف الاحتجاجات بأنها “غزو من قبل عدو أجنبي”، متهما المتظاهرين بأنهم “حيوانات” و”مثيرو شغب يحملون أعلاما أجنبية”. واعتبر الرئيس الجمهوري أن نشر الجيش ضروري لحماية الممتلكات الاتحادية ولإحكام سيطرة الدولة على الوضع الأمني في المدينة.

دوافع الاحتجاجات
وتعود دوافع الاحتجاجات إلى تصاعد وتيرة اعتقالات المهاجرين غير النظاميين في مدينة تُعد من أكثر المدن تنوعا عرقيا في الولايات المتحدة، مع انتشار واسع للجاليات اللاتينية والقادمين الجدد.
وأكد عدد من المشاركين في التظاهرات أن تحركاتهم سلمية وتستهدف حماية العائلات من التفكك والترحيل القسري، ونددوا باستخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة ووصفوا عسكرة المدينة بأنها محاولة “لخنق صوت الديمقراطية”.
ورغم انتشار قوات الأمن المكثف، شهدت ليلة الثلاثاء عمليات نهب طالت أكثر من 23 محلا تجاريا، وارتفع عدد المعتقلين خلال الأيام الماضية إلى ما يزيد على 500 شخص وفق تقديرات الشرطة. كما أغلقت عدة طرق رئيسية وسط المدينة، وأحرقت سيارات في مشاهد أعادت إلى لأذهان اضطرابات سابقة في لوس أنجلوس.

تكلفة الإجراءات العسكرية
وقدرت وزارة الدفاع الأمريكية تكلفة الانتشار العسكري للسيطرة على الاحتجاجات بنحو 134 مليون دولار، وأظهرت صور رسمية تدريبات مكثفة لقوات المارينز على دروع مكافحة الشغب ووسائل السيطرة على الحشود تحسبًا لأي تصعيد قادم.