“حادث المنوفية” يفجّر غضبا شعبيا وإعلاميا في مصر وموجة اتهامات تلاحق الحكومة (شاهد)

الحادث المروع راح ضحيته 18 فتاة من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، بالإضافة إلى سائق الميكروباص (منصات التواصل)

فجَّر حادث المنوفية المروع، الذي أودى بحياة 19 شخصا، غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات مباشرة للحكومة بالتقصير في تأمين الطريق الإقليمي وغياب معايير السلامة.

النيابة كشفت أن سائق شاحنة النقل الثقيل “تريلا” المتسبب في الحادث كان متعاطيا للمواد المخدرة، وقد تجاوز الحاجز الفاصل واصطدم بسيارة “ميكروباص” تقل الضحايا، وهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، بالإضافة إلى سائق الميكروباص.

وتحوَّل الحادث إلى قضية رأي عام، وسط سيل من الانتقادات والاتهامات الموجهة إلى الحكومة، ومطالب بمحاسبة المسؤولين وإقالتهم. وتصدَّر وسم (#حادث_المنوفية) منصات التواصل وسط غضب رقمي واسع، وحمّلت معظم التعليقات الحكومة مسؤولية ما حدث.

“ليه البني آدم عندنا رخيص كده؟”

الإعلامي عمرو أديب فتح النار على وزارة النقل، ووصف الحادث بأنه مأساة متكررة، وقال “الطريق الإقليمي أصبح شاهدا على كوارث بشرية بسبب غياب التخطيط والصيانة”.

وأضاف “إزاي طريق بالحجم ده مافيهوش حارات واضحة، لا كاميرات، لا إنارة؟! الناس بتموت على الإسفلت وإحنا سايبين الطرق كأنها مقابر مفتوحة”.

وطالب أديب بمثول وزير النقل كامل الوزير أمام لجنة تقصي حقائق برلمانية، مشيرا إلى وقوع 3 حوادث في اليوم ذاته على الطريق نفسه.

وانتقد أديب عدم قيام المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير النقل، بتقديم العزاء لأهالي الضحايا.

وتساءل أديب “أين بيان الدولة وإحساسها بالمصيبة؟ ليه عندنا البني آدم رخيص كده؟”.

“طريق الموت”

الطريق الإقليمي بالمنوفية الذي شهد الحادث المروع هو أحد ما تُسمى المشروعات القومية في مصر، ويطلق عليه مستخدموه “طريق الموت” لكثرة الحوادث اليومية التي تقع عليه.

افتُتح الطريق عام 2018 لربط المحافظات وتخفيف الزحام، لكنه -حسب ما قال رواد منصات التواصل- يفتقر إلى أبسط معايير السلامة من إنارة، وعلامات أرضية، وحارات وفواصل واضحة، فضلا عن سوء حالة أرضية الطريق بسبب رداءة المواد المستخدَمة في تنفيذه، وقد شهد عشرات الحوادث القاتلة منذ افتتاحه.

ومن أبرز الانتقادات التي وجَّهها رواد المنصات إلى الحكومة:

  • غياب الإنارة الكافية على الطريق الإقليمي رغم أنه طريق سريع.
  • عدم وجود علامات أرضية أو حارات فاصلة واضحة.
  • انعدام الرقابة على الشاحنات وسائقي النقل الثقيل.
  • تقاعس وزارة النقل وهيئة الطرق والكباري عن إجراء الصيانة الدورية للطريق.

ووثّق سائق في “فيديو” صادم السير عكس الاتجاه على الطريق الدائري الإقليمي.

أرقام صادمة

وفق النشرة السنوية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، الصادرة في مايو/أيار الماضي عن حوادث الطرق في مصر، بلغ عدد إصابات الطرق عام 2024 في مصر 76362 إصابة (بزيادة 7.5% عن عام 2023)، وبلغ عدد الوفيات في العام نفسه 5260 حالة وفاة.

المصدر: الجزيرة مباشر + وسائل التواصل

إعلان