مستوطنون يحرقون منشأة أمنية حساسة ويهاجمون جنودا إسرائيليين (فيديو)

شهدت الضفة الغربية المحتلة تطورا خطيرا مساء الأحد، بعد أن أقدم مستوطنون إسرائيليون على إضرام النار في منشأة عسكرية حيوية وسط حالة من التوتر المتصاعد بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن عشرات المستوطنين هاجموا المنشأة الواقعة وسط الضفة المحتلة بعد محاولات لاقتحامها.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المستوطنين المتطرفين أضرموا النار في منشأة أمنية حيوية بالضفة، وقاموا بكتابة شعارات على جدران المنشأة، مما دفع المؤسسة الأمنية إلى التحقيق في مدى تأثّر الموقع بالحريق.
احتجاجات للمستوطنين أمام مركز للشرطة تنتهي بمواجهات ومحاولات تفريقهم بإلقاء قنابل الصوت وسط الضفة الغربية pic.twitter.com/cTUVAhmwJ9
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 30, 2025
جاءت الحادثة في ظل تصاعد التوتر في الضفة مؤخرًا، حيث تجمهر عشرات الإسرائيليين عند مدخل مقر لواء بنيامين، وقام بعضهم بالبصق على الجنود، ورشّ غاز الفلفل على عناصر الشرطة، وتخريب 3 مركبات عسكرية، وحاول آخرون اقتحام القاعدة بالقوة، ورفع المحتجون لافتات تتهم قائد اللواء بالخيانة وتطالب بسجنه.
وتدّخلت قوات الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود لتفريق المتجمهرين، وأكد متحدث باسم الجيش أن التجمهر اتسم بالعنف، وأن جنودًا تعرضوا للاعتداء، وأُصيب مدني إسرائيلي خلال المواجهات وتم نقله للعلاج.
وأصدر الجيش والشرطة بيانًا مشتركًا جاء فيه “ندين بشدة كل مظاهر العنف ضد قوات الأمن، وسنواجه بكل حزم أي محاولة للإضرار بأفرادها خلال تأديتهم لمهام حماية أمن مواطني إسرائيل“.
🔴مواجهات بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي:
"اندلعت مواجهات مساء أمس بين عناصر من جماعة 'فتيان التلال'، المعروفة بتوجهاتها المتطرفة ،النازية والفاشية، وبين قوات من الجيش الإسرائيلي داخل قاعدة بنيامين العسكرية في الضفة الغربية، وذلك على خلفية قيام الجيش في وقت سابق بإطلاق النار… pic.twitter.com/wPucxps61m
— مرشد سياحي للتاريخ الأندلسي (@Andalusrise) June 30, 2025
هجمات متكررة
وتعد الحادثة استمرارا لسلسلة اعتداءات مشابهة وقعت ليلة السبت الماضي، حين هاجم مستوطنون ضابطًا وعددًا من جنود الاحتياط قرب قرية المغير شمال رام الله، مما أدى إلى إصابتهم بجروح طفيفة، وجرى اعتقال 6 من المشتبه فيهم، بينهم قاصران.
كما شهدت الليلة ذاتها محاولات دهس متعمدة ضد جنود، ورشق حجارة من قبل نحو 30 مستوطنًا اتجاه قوة عسكرية، وردّ الجنود بإطلاق نار تحذيري في الهواء، دون وقوع إصابات.
كذلك اصطدمت 5 مركبات لمستوطنين عمدًا بمركبة عسكرية في محاولة لعرقلة الطريق، مما ألحق بها أضرارًا.
وفي حادث آخر، ألقى مستوطنون زجاجة حارقة على مركبة عسكرية وألحقوا بها أضرارًا بعد أن ثقبوا إطاراتها.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مستوطنين نفذوا “هجوما إرهابيا” في قرية حزمة بالضفة وأحرقوا بيتا وأطلقوا النار على 3 فلسطينيين.
شاهد |مستوطنون يضرمون النار في الأراضي الزراعية بمنطقة باب الواد في يبرود قضاء رام الله. pic.twitter.com/spOWLOp3Zf
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 28, 2025
ازدواجية المعايير
ووصف تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، تعامل الجيش مع عنف المستوطنين بأنه “متساهل ومتحفظ”، منتقدًا ما وصفه بازدواجية المعايير، حيث يُطلق الجنود النار بسهولة على الفلسطينيين، حتى الأطفال، لكنهم يترددون في استخدام القوة ذاتها ضد المستوطنين المتطرفين، رغم تهديدهم لجنود الجيش أنفسهم، لاسيما مع الغياب الواضح للمساءلة القانونية، مما يمنح المستوطنين حصانة فعلية من العقاب.
ارتفاع بنسبة 30% في اعتداءات المستوطنين
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتفعت الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة بنسبة 30% منذ بداية العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.