من هي “مادلين” التي أُطلق اسمها على قارب أسطول الحرية لكسر حصار غزة؟

في الأول من يونيو/حزيران الجاري، انطلق من ميناء كاتانيا الإيطالي قارب يحمل اسم “مادلين”، في إطار جهود دولية جديدة لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وثارت تساؤلات عن اسم “مادلين” الذي اختاره النشطاء ليطلقوه على قاربهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشهداء وجرحى جراء استهداف مراكز المساعدات في غزة
الحرب على إيران تصرف الأنظار عن مجازر غزة
وجّه رسالة لترامب عبر الجزيرة مباشر بشأن غزة.. أولمرت: نجحنا في جرّ الولايات المتحدة إلى الهجوم على إيران (فيديو)
من هي مادلين؟
قال نشطاء مشاركون في الحملة الدولية لكسر الحصار على غزة إنهم أطلقوا هذا الاسم على قاربهم تكريما للشابة الفلسطينية مادلين كُلاب، التي اشتهرت بأنها أول صيادة أسماك مسجلة في قطاع غزة، والتي تحولت قصة كفاحها إلى رمز للمقاومة في وجه الحصار الإسرائيلي والظروف الاقتصادية القاسية في القطاع.
وبحسب موقعها الرسمي على الإنترنت، بدأت مادلين كُلاّب (31 عاما) رحلتها مع البحر وهي طفلة صغيرة تمارس هواية الصيد رفقة والدها، أحد صيادي غزة المعروفين.

لكن هواية مادلين تحولت إلى مهنة في عمر الثالثة عشرة بعد مرض والدها الشديد وتوقفه عن العمل، مما دفعها لتحمل المسؤولية وإعالة أسرتها، لأنها كانت الابنة الأكبر بين أشقائها.
وتضيف “مادلين” عبر الموقع أنها واجهت صعوبة بالغة في البداية، “فقد كانت المسؤولية عن القارب بشكل كامل مسألة جسيمة، لكننا كنا في حاجة ماسة إلى المال للبقاء على قيد الحياة، واضطررت إلى تعريض حياتي للخطر حتى نتمكن من العيش”.

ولم تقتصر الصعوبات التي واجهت مادلين على مخاطر البحر، بل كانت هناك صعوبات اجتماعية أوضحتها بقولها: “كنتُ أول امرأة في غزة تمارس الصيد وتكون مسؤولة عن قارب صيد، وهو ما جعلني أواجه صعوبة بالغة في تقبل مجتمع اعتبرني مختلفة”.
ولم تكتف مادلين بإعالة أسرتها عبر قارب الصيد، بل استمرت أيضا في الدراسة إلى جانب العمل، ما ضاعف من مسؤولياتها في القطاع الذي يواجه حصارا إسرائيليا خانقا منذ أكثر من 17 عاما، لكنها لم تستسلم.
وتضيف مادلين: “واجهتُ تحديات ومخاطر من سفن الدوريات الإسرائيلية، فقد هاجموا قاربي بشكل مباشر مرارا وتكرارا. وسرقوا شباك صيدي أكثر من مرة. ولكن في كل مرة هاجموني، كنتُ أزداد قوة”.

وفي عام 2016 صادر الاحتلال قارب الصيد الذي تملكه بما عليه من معدات، لكنها أصرت على الاستمرار، واستأجرت محركا بديلا لتشغيل قارب سياحي كانت تملكه، واستمرت في الصيد، متحدية قيود الاحتلال.
وأوضحت مادلين أنها سعت لنقل تجربتها إلى الفتيات الراغبات في تعلم الصيد وصناعة شباك الصيد، حيث نظمت لهنّ ورش عمل، كما أنشأت نادي صيد نسائي للعاملات في البحر ولزوجات الصيادين، بهدف تشجيع مثيلاتها من الفتيات على خوض تجربة الصيد.
