النجوم الثلاث فوق “العقاب الذهبي”.. الشرع يطلق الهوية البصرية لسوريا الجديدة (شاهد)

أطلق الرئيس السوري أحمد الشرع الهوية البصرية الجديدة للبلاد، في خطاب حمل ملامح فكرية ورمزية استدعت التاريخ، وأعلنت بداية عهد جديد.

واستهل الرئيس كلمته، خلال حفل رسمي حضرته شخصيات وطنية وثقافية، بعبارات قوية، مستعرضا تاريخ الشام ودمشق، ومشيرا إلى أن “من يقرأ التاريخ يدرك أن الشام هي بداية الحكاية ومنتهاها”، وأنها كانت منذ القدم نقطة انطلاق للحضارة، ومهدا لاجتماع البشر وتشكيل الأعراف والسلوك الإنساني.

وأضاف أن دمشق “أكرمها الله وأكرم أهلها، فباتت مطمعا للغزاة”، لكنها نهضت من كل محنة بفضل أهلها الذين “حكموا وعدلوا، وبات خيرها يعم شرق الأرض وغربها”.

“دمشق تنهض من ركام الاستبداد”

وفي إشارة واضحة إلى المرحلة السابقة، وصف الشرع ما عاشه السوريون في ظل النظام السابق بأنه “أهون وأذل حقبة في تاريخ الشام”، مؤكدا أن حكاية سوريا لم تنتهِ، بل تستمر بعزيمة شعبها وإرادته، وأن زمن “أفولهم قد ولى، وزمن نهضتهم قد حان”.

وأردف “إن دماءكم لم تذهب سدى، وعذاباتكم لاقت آذانا مصغية، وسجونكم قد حُلّت، ومع العسر يسرا، والصبر أورثكم النصر”.

طائر “العقاب الذهبي” والهوية البصرية

وأوضح الرئيس السوري أن الهوية البصرية التي تم إطلاقها، مستوحاة من طائر جارح (العقاب الذهبي) يجسد خصال السوريين متمثلة في “القوة، والعزم، والسرعة، والبصر الحاد، والابتكار”، مشيرا إلى أن هذا الطائر يرمز لشعب “محلق في العلياء، منقضّ باحتراف، باسط جناحيه لحماية أهله وأبنائه”.

وأضاف أن لون الهوية يرمز إلى “معدن نقي لا يبلى”، تماما كما هو الشعب السوري في مختلف مراحله التاريخية.

وفي الهوية الجديدة حل طائر العقاب الذهبي محل النسر، وأضيفت إليه 3 نجوم تعلوه، وتمثل “تحرر الشعب”، وفق ما أفاد بيان لوزارة الإعلام السورية.

“هوية جامعة لا تقبل التجزئة”

وأكد الشرع أن الهوية الجديدة تعبّر عن “سوريا الموحدة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها”، وترتكز على مبدأ أن “التنوع الثقافي والعرقي هو عامل إثراء لا سبب فرقة”، مشددا على أن المرحلة القادمة ستعيد بناء الشخصية السورية، وتُرمم ثقة المواطن في وطنه.

وقال “نريد للإنسان السوري أن يكون فاعلا في بلده، متسلحا بالعلم، مشاركا في بناء مؤسساته، محققا الكرامة عبر اقتصاد يضمن العدالة وفرص العمل والثقة بالمستقبل”.

وفي ختام كلمته، وجّه الرئيس السوري تحية امتنان إلى الشباب السوري الذين أسهموا في صناعة هذه الهوية، سواء داخل البلاد أو خارجها، واصفا إياهم بـ”المبادرين، المبدعين، والمؤمنين بأن سوريا تستحق المزيد”.

وختم قائلا “نعلن القطيعة مع منظومة القهر والاستبداد، ونبدأ معكم ومنكم صفحة جديدة تُكتب بنور لا ينطفئ بإذن الله”، مختتما بالتحية والسلام.

“سوريا تنفض غبار الألم”

وتخلل الحفل عرض “فيديو” الهوية البصرية الجديدة، بصوت سردي، جاء فيه “من رحم التاريخ انبثق نبضي.. لتكوني يا سوريا بوابة العلم، وممرا للعالم، وقلبا نابضا بالسلام. صمدتِ بعزيمة أبنائك، وبعد ظلام حالك انتشر النور وولد الأمل. أنا سوريا، أرض الشموخ”.

ومن المقرر أن يُتبع إشهار الهوية البصرية بخطوات عملية، أبرزها استبدال الوثائق الشخصية، وعلى رأسها “بطاقة الهوية الوطنية”، وكذلك جوازات السفر لاحقا، لتتوافق مع الهوية الجديدة.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان