لصلاته بصحيفة يهودية بارزة.. 400 من العاملين في الإعلام يطالبون “بي بي سي” بعزل عضو مجلس إدارتها

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن أكثر من 400 من الشخصيات العاملة في الإعلام وقعت رسالة إلى إدارة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تطالب بعزل عضو مجلس إدارتها روبي جيب، لتعارض مصالحه مع مصالح الهيئة بشأن تغطية الأحداث في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن من بين الموقعين على الرسالة أيضا 111 صحفيا من العاملين في “بي بي سي”، حيث عبَّر الموقعون عن “قلقهم إزاء القرارات التحريرية الغامضة والرقابة في ‘بي بي سي’ في التقارير عن إسرائيل وفلسطين”.

ويأتي توقيت إرسال هذه الرسالة إلى إدارة “بي بي سي” بعد قيام القناة الرابعة البريطانية ببث فيلم وثائقي عن الحرب في غزة بعنوان “غزة: أطباء تحت الهجوم”، وذلك بعد أن رفضت “بي بي سي” بثه على شاشتها، رغم أنها تعاقدت على تنفيذه، بذريعة أنه “يخاطر بخلق تصور بالتحيز” عن الحرب في غزة.

ووصفت الرسالة الموجهة إلى إدارة “بي بي سي” القرار بوقف عرض هذا الفيلم الوثائقي على شاشتها بأنه “يُظهر مرة أخرى أن ‘بي بي سي’ لا تقدّم تقاريرها دون خوف أو محاباة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل”.

تضارب مصالح روبي جيب

وأشارت الرسالة إلى الدور الذي يؤديه روبي جيب، عضو مجلس إدارة “بي بي سي” وعضو لجنة المعايير التحريرية فيها، بقولها “نحن قلقون أن هناك شخصا على صلة وثيقة بصحيفة جويش كورنيكل (أقدم صحيفة يهودية في بريطانيا)، وله دور في اتخاذ القرارات التحريرية في ‘بي بي سي’ بأي صفة، بما في ذلك القرار بعدم بث الفيلم الوثائقي (غزة: أطباء تحت الهجوم)”.

وذكرت الصحيفة أن جيب كان على رأس مجموعة من المستثمرين الذي اشتروا صحيفة “جويش كرونيكل” في عام 2020، وهي من أهم الصحف اليهودية في بريطانيا، وكان حتى أغسطس/آب 2024 مديرا لشركة “جويش كرونيكل ميديا”.

وأكدت الرسالة أن هناك تعارضا واضحا للمصالح بين عمل جيب في مجلس إدارة “بي بي سي” وصلاته الوثيقة مع صحيفة “جويش كورنيكل” المؤيدة لسياسات إسرائيل، الأمر الذي أدى بصانعي المحتوى في “بي بي سي” إلى مواجهة “الرقابة باسم الحياد”، وفق وصف الرسالة.

التقارير أقل من المعايير

واختتمت الرسالة قائلة “نحن الموقعون أدناه، موظفو هيئة الإذاعة البريطانية والصحفيون المستقلون وشخصيات في الصناعة، نشعر بقلق بالغ لأن تقارير هيئة الإذاعة البريطانية عن إسرائيل وفلسطين لا تزال أقل من المعايير التي يتوقعها جمهورنا”.

وشددت الرسالة على أن “دور روبي جيب، سواء في مجلس الإدارة أو بصفته عضوا في لجنة معايير التحرير، غير مقبول”.

ودعت الرسالة (بي بي سي) إلى “تقديم خدمات أفضل لجمهورها، وتأكيد التزامها بقيم الحياد والنزاهة والتغطية الصحفية دون خوف أو محاباة”.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية قوله “فيما يتعلق بتغطيتنا لأحداث غزة، تلتزم ‘بي بي سي’ التزاما كاملا بتغطية الصراع بحيادية”.

وأضاف: أنتجنا أفلاما وثائقية حاصلة على جوائز، مثل “الحياة والموت في غزة” و”غزة 101″.