أدان “طوفان الأقصى” وطالب المقاومة بتسليم السلاح.. عباس: لا مكان لحماس في الحكم بغزة (فيديو)

شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، اليوم الاثنين، على أن دولة فلسطين هي الجهة الوحيدة المؤهلة لتحمل المسؤولية الكاملة عن الحكم والأمن في قطاع غزة، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.

جاء ذلك في كلمة متلفزة عبر تقنية الفيديو خلال جلسة استئناف أعمال المؤتمر الدولي من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين بمدينة نيويورك الأمريكية.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وقال الرئيس الفلسطيني “نطالب بوقف دائم لإطلاق النار وضمان إدخال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة والأونروا، والإفراج عن الرهائن (الإسرائيليين) والأسرى (الفلسطينيين) جميعا وانسحاب قوات الاحتلال من غزة والبدء بإعادة الإعمار من دون تأخير في غزة والضفة الغربية من خلال مؤتمر الإعمار (المزمع عقده) في العاصمة المصرية القاهرة.

وأضاف عباس أن “فلسطين هي الجهة الوحيدة المؤهلة لتحمُّل المسؤولية الكاملة عن الحكم والأمن في غزة عبر لجنة إدارية مؤقتة مرتبطة بالحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية وبدعم ومشاركة عربية ودولية”.

تابع عباس الذي حرمته الولايات المتحدة الحصول على تأشيرة لحضور المؤتمر: “لن يكون لحماس دور في الحكم، وعليها وغيرها من الفصائل تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية لأننا نريد دولة واحدة غير مسلحة، وقانونا واحدا وقوات أمن شرعية واحدة”.

وأدان الرئيس الفلسطيني جرائم الاحتلال، كما أدان قتل وأسر المدنيين بما في ذلك ما قامت به حماس في 7 أكتوبر 2023″.

وفي هذا اليوم 7 أكتوبر، هاجمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”، وفق بيان لحماس آنذاك.

وقف الاستيطان

في المقابل، طالب عباس بـ “وقفِ الاستيطانِ والضم ِوإرهاب ِالمستوطنين والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية”.

كما ادان “سياسات الاحتلال التي تعزل القدس، وتوسع البناء في منطقة (E1)، والتصريحات بشأن (إسرائيل الكبرى) التي تمثل استهانة بالقانون الدولي وتهديداً مباشراً للأمن القومي العربي والسلم الدولي”.

كما جدد عباس إدانة فلسطين “للعدوان الغاشم على سيادة دولة قطر ودول عربية أخرى، الأمر الذي يستدعي موقفا دوليا رادعا”.

في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جويا على قادة حركة حماس بالدوحة، وأكدت قطر احتفاظها بحق الرد عليه، وشكلت لجنة قانونية لاتخاذ إجراءات في هذا الصدد.

فيما أعلنت حماس نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، واستشهاد مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.

وفي هذا السياق، أشاد عباس بـ “دور الوساطة المصرية القطرية الأمريكية التي تسعى لوقف الحرب”، مثمنا مواقف كل من مصر والأردن من رفض التهجير الذي يرفضه المجتمع الدولي معنا.

أجندة إصلاح شاملة

وبشأن مستقبل الدولة، أوضح عباس أن “دولة فلسطين تواصل أجندة إصلاح شاملة تعزز الحوكمة والشفافية وفرض سيادةِ القانون”.

وأشار إلى أن هذه الأجندة تشملُ “إصلاح النظام المالي والمناهج التعليمية وفقَ معايير اليونسكو خلال عامين، وإنشاء نظام رعاية اجتماعية موحد بعد إلغاء جميع المدفوعات السابقة لعائلات الأسرى والشهداء، والذي يخضع حاليا لتدقيق دولي من قِبلِ شركة دولية متخصصة”.

كما أكد عباس “الالتزام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال عام بعد انتهاءِ الحرب، وبصياغةِ دستور مؤقت خلال ثلاثة أشهر لضمانِ الانتقالِ من السلطة إلى الدولة، بما يضمنُ عدم مشاركة أي أحزاب أو أفراد لا يلتزمون بالبرنامج السياسي والالتزاماتِ الدوليةِ لمنظمة التحرير الفلسطينية، والشرعية الدولية، وبمراقبة دولية”.

وأردف عباس “نريد دولة ديمقراطية عصرية قائمة على سيادِة القانون، والتعددية، وتداولِ السلطة، والمساواةِ، والعدالةِ، وتمكينِ المرأةِ والشباب”.

الاعتراف بدولة فلسطينية

وثمّن عباس “مواقف الدول التي اعترفت بدولة فلسطين” داعيا مَن لمْ يعترف بعدُ إلى القيام بذلك.

كما طالب بدعم “حصولِ فلسطين على العضوية الكاملة في الأُممِ المتحدة” في إشارة إلى اعتراف منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود في 1988 و1993 ولا زال الاعتراف قائما.

وفي هذا الصدد، شكر عباس كلا من فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا و بلجيكا والبرتغال ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو وأندورا.

كما لفت إلى تقدير بلاده للدول الـ 149 التي اعترفتْ بدولة فلسطين في وقتٍ مبكر وشاركت الشعب الفلسطيني نضاله الطويل، والتي كان آخرها اسبانيا، وايرلندا، والنرويج، وسلوفينيا، وأرمينيا.

كما أشاد بالدور الكبير لرئاسة المؤتمر، المملكة العربية السعودية وفرنسا وكذلك بريطانيا في حشد المزيد من الاعترافات الدولية وجميع الدول المشاركة في المؤتمر على دورها الهام بإِصدار إعلان نيويورك والذهاب لإجراءات لا رجعةَ فيها نحو السلام المُستنِد لحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية.

رسالة إلى الشعب الإسرائيلي

وأعلن عباس استعداده للعملِ مع الرئيسِ الأمريكي دونالد ترامب، ومعَ المملكة العربية السعوديةِ وفرنسا والأمم ِالمتحدةِ وجميعِ الشركاء، لتنفيذِ “خطةِ السلام ِالتي أُقرتْ في هذا المؤتمرِ ضمنَ جدولٍ زمني ٍمحددٍ وبرقابةٍ وضماناتٍ دولية، بما يفتحُ الطريقَ نحوَ سلامٍ عادلٍ وتعاون ٍإقليمي ٍشامل”.

وفي هذا الإطار، دعا الرئيس الفلسطيني “إسرائيل للجلوس فورا الى طاولة المفاوضات لوقف شلال الدم، وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة”.

ووجه عباس مختتما كلمته برسالة للشعب الإسرائيلي، قائلا: “إن مستقبلنا ومستقبلكم يكمُن بالسلام، فليتوقفْ العنف والحرب. من حق أجيالنا أنْ تنعم بالأمن والحرية، لتعيش شعوب منطقتنا في سلام دائم وحسن جوار. وأنتهز هذه الفرصة لأتوجه لكل يهود العالم متمنياً لهم سنة طيبة، بمناسبة رأس السنة العبرية”.

كما وجه رسالة إلى الشعب الفلسطيني، قائلا: “لشعبنا الصابر الصامد في وطنه وفي كل مكان، أقول إن فجر الحرية والاستقلال قادم لا محالة، هذا اليوم هو يوم دولة فلسطين وبدء عملية السلام في الشرق الأوسط وندعو قريبا إلى مؤتمر دولي يحقق هذا الأمر”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان