إثيوبيا تفتتح رسميا سد النهضة وسط غموض يهدد مصير النيل (فيديو)

تفتتح إثيوبيا رسميا اليوم الثلاثاء سد النهضة، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، في ظل خلاف شديد مع مصر بعد أن رفضت إثيوبيا، عبر سنوات من المفاوضات، التوقيع على اتفاق ملزم قانونا بشأن قواعد ملء السد وتشغيله.
وترى إثيوبيا، وهي ثاني أكبر دولة في القارة الإفريقية من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عددهم 120 مليون نسمة، أن سد النهضة، أساسي لطموحاتها في التنمية الاقتصادية.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4رئيس وزراء إثيوبيا يعلن اكتمال سد النهضة ويدعو مصر والسودان إلى حضور الافتتاح
- list 2 of 4وزير الري المصري: نرفض تماما نهج إثيوبيا في فرض الهيمنة المائية بدلا من الشراكة
- list 3 of 4“بوينغ” تتوصل إلى تسوية مع كندي فقد أسرته في تحطم طائرة بإثيوبيا
- list 4 of 4“يمثل تهديدا للحياة في مصر”.. ترامب يعلق مجددا على أزمة سد النهضة (فيديو)
وقد بدأ بناء السد عام 2011 على مجرى النيل الأزرق، ومن المفترض أن يقوم بتوليد طاقة تصل في نهاية المطاف إلى 5150 ميغاواتا ارتفاعًا من 750 ميغاواتا ينتجها توربينان في السد يعملان حاليا.
مكاسب لإثيوبيا
ومن شأن هذا السدّ الضخم المشيّد في الشمال الغربي على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من الحدود مع السودان، أن يتيح إمكانية تصدير الطاقة الكهربائية من إثيوبيا إلى الدول المجاورة.
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الاثنين أن عائدات “سدّ النهضة الكبير” تقدّر بمليار دولار في السنة، في مقابل كلفة إجمالية مقدّرة بحوالي أربعة مليارات دولار.
وقال آبي أحمد إن إثيوبيا ستستخدم الطاقة لتحسين وصول الكهرباء إلى المواطنين مع تصدير الفائض إلى المنطقة.
معارضة شديدة من مصر
وتراقب دولتا المصب، مصر والسودان، سد النهضة بقلق بالغ، إذ تخشى مصر أن يؤدي سد النهضة إلى تقليص إمدادات مياه النيل إلى مصر، خاصة خلال فترات الجفاف، كما تخشى بناء سدود أخرى على منابع مياه النيل في إثيوبيا.
وعارضت مصر السد بشدة منذ البداية، وأكدت أنه ينتهك معاهدات المياه التي تعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني ويشكل تهديدا لوجودها.
وتعتمد مصر، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 108 ملايين نسمة، على نهر النيل للحصول على نحو 90% من احتياجاتها من المياه العذبة.
وفي هذا السياق، قال تميم خلاف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية لرويترز أمس إن القاهرة ستواصل مراقبة التطورات على النيل الأزرق عن كثب وممارسة حقها في اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة للدفاع عن مصالح الشعب المصري وحمايتها.
وانضم السودان إلى دعوات مصر إلى إبرام اتفاقات ملزمة قانونيا بشأن ملء السد وتشغيله، لكن السودان قد يحقق فوائد من هذا السد منها تحسين إدارة الفيضانات والحصول على الطاقة الرخيصة.

وتلقى موقف القاهرة دعما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، إذ قال إن الوضع خطير وإن القاهرة قد يصل بها الأمر إلى “تفجير هذا السد”، لكن إدارته فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن المشروع، الذي لم تسفر سنوات من المحادثات عن أي اتفاق بشأنه.
“ليس تهديدا”
وقال آبي أحمد للبرلمان في يوليو/تموز الماضي إن “سد النهضة ليس تهديدا، بل فرصة مشتركة.. الطاقة والتنمية التي سيولدها السد لن تنهض بإثيوبيا وحدها”.
وتظهر أبحاث مستقلة أنه لم يتم تسجيل أي اضطرابات كبيرة في تدفق المياه بمجرى النهر حتى الآن، ويرجع ذلك إلى أسباب منها هطل أمطار بكميات مناسبة وملء الخزان بحذر خلال مواسم الأمطار على مدى خمس سنوات.
ويقول ماجنوس تيلور من مجموعة الأزمات الدولية، وهي مركز أبحاث، إنه بالنسبة لإثيوبيا، التي واجهت سنوات من صراع داخلي مسلح على أسس عرقية بشكل كبير، أثبت سد النهضة أنه سبب للوحدة الوطنية.
وقال “فكرة أن إثيوبيا ينبغي أن تكون قادرة على بناء سد على أراضيها، وينبغي ألا تتلقى التعليمات من مصر هي فكرة يمكن أن يتحد خلفها معظم الإثيوبيين”.
ومن جانبه قال وزير المياه الإثيوبي هبتامو إيتفا إن بلاده ليس لديها نية لإيذاء أي من الدول المجاورة.
تقليل كميات المياه التي تصل إلى مصر
ونقلت أسوشيتد برس عن خبراء المياه في مصر أن السد قلل من كمية المياه التي تتلقاها البلاد، وكان على الحكومة أن تتوصل إلى حلول قصيرة الأجل مثل الحد من الاستهلاك السنوي وإعادة تدوير مياه الري.
كما نقلت الوكالة عن خبراء سودانيين أن الفيضانات الموسمية تراجعت أثناء ملء السد، لكنهم حذروا من أن إطلاق مياه السد بدون تنسيق قد يؤدي إلى فيضانات مفاجئة أو فترات جفاف ممتدة.
لكن إيتفا قال إنه حتى الآن، كانت مستويات المياه المسجلة في اتجاه مصب النهر خلال موسم الجفاف “ما بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما اعتادوا الحصول عليه قبل السد”.