رسالة من الميدان.. جندي إسرائيلي يكشف فشل حرب غزة ويدعو إلى ثورة احتجاجات

في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية دعا جندي الاحتياط السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوتان فيلك، زملاءه الجنود إلى رفض المشاركة في مهمة الحرب على غزة أو مخطط إعادة احتلالها الذي وصفه بأنه غاشم.
“خدعة تسويقية”
وفي مقاله الذي روى فيه تجربته الشخصية عن حرب غزة، وصف يوتان حكومة بنيامين نتنياهو بأنها شعبوية فاقدة للشرعية، موضحا أن وقف هذه الحرب وقلب المسار عليها لن ينجح إلا بالاحتجاج العام ضدها وخاصة من الاحتياطيين العسكريين.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4إسرائيل تصعد مجددا ضد كريم خان وتطلب إلغاء أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت
- list 2 of 4قرار من حكومة نتنياهو بشـأن لجنة التحقيق في 7 أكتوبر والمعارضة تنتقد
- list 3 of 4الفرح أيضا مقاومة.. احتفال بعيد ميلاد طفلة فوق الركام يخطف الأنظار (فيديو)
- list 4 of 4قذائف الاحتلال تلاحق خان يونس وسط عاصفة وفيضانات تُغرق المخيمات (فيديو)
وأضاف جندي الاحتياط السابق الذي خدم في الحرب على غزة أن شعار “النصر الكامل” الذي يردده نتنياهو مجرد خدعة تسويقية، وأن كل من له عينان يرى ذلك، مبينا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كجسم عسكري أو كسلطة إدارية، “لم تعد قائمة بالمعنى الفعلي، وأراهن أن كل مسؤول أمني رفيع يدرك ذلك”.
وتابع “كبار قادة الجيش، وعلى رأسهم رئيس الأركان، يرفضون فكرة إعادة احتلال غزة. ومع ذلك، يواصل نتنياهو المماطلة: كلما تصاعدت الاحتجاجات، يعلن عن استئناف مفاوضات، سرعان ما تنهار من جديد”.

دعوة إلى إنهاء الحرب
وتوقع يوتان فشل الحرب على غزة في نهاية المطاف مطالبا القادة الإسرائيليين بوقفها، “فالشجاعة الحقيقية اليوم ليست في الاستمرار، بل في وقف الحرب، وفي ظل وجود أكثر من 60000 قتيل فلسطيني، معظمهم مدنيون، ومجاعة تهدد غزة، وأسرى يهملون منذ عامين، لم يعد هناك أي هدف يبرر استمرار هذه الحرب”.
وحذّر من أن كل لحظة تأخير تعني المزيد من الضحايا، وخطرا أكبر على حياة الأسرى، وتراجعا في مكانة إسرائيل أمام الوسطاء والعالم.
وكشف يوتان فيلك، للصحيفة عن تجربته في غزة واصفا إياها بأنها كانت حربا لا تحتمل، وقال “بالنسبة لنا كجنود في الجيش الإسرائيلي، كان الألم مضاعفا، شعور قاس بالفشل في حماية أحبائنا، وغضب ممتزج بالذنب دفعنا إلى القتال ضد عدو غاشم”.
وخدم الجندي الإسرائيلي في غزة عاما كاملا حيث بدأ قائد فصيلة دبابات، ثم نائبا لقائد سرية وعمليات برية، وأوضح أنه يوما بعد يوم واجه واقع الحرب: “موت وخراب على مقربة من العين، ودفعنا ثمن قرارات صارمة، ومسؤولية اتخاذ القرار تحت وابل النيران المتواصل”.
وانتقد يوتان أداء القادة في إسرائيل: “دولتنا فقدت البوصلة. إن كنا دخلنا الحرب في البداية دفاعا عما هو أعز علينا، اتضح أننا ما زلنا نحارب لأن قادتنا لا ينوون إنهاء الحرب، وحولوها إلى أداة بيد قوميين شعبويين يرفضون دفع الثمن السياسي اللازم لاتخاذ القرارات الشجاعة، وبدلا من ذلك يجبرون الجنود والأسرى والفلسطينيين على دفع الثمن بالدم”.
حرب بلا أهداف
ووفق فيلك، فإن غزة تحولت إلى منطقة بلا قانون، وغابت هناك أي رقابة حقيقية على الجيش وانعدمت المساءلة الفردية: “أصبحنا نخوض حربا بلا جدول زمني، وبلا أهداف قابلة للتحقق، وبلا مخرج.. واقع يهدم فكرة الدولة الحديثة وينسف أسسها”.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أصدر يوتان ومجموعة من رفاقه الجنود رسالة علنية أعلنوا فيها أن استمرار خدمتهم لم يعد ممكنا، في ظل حكومة تعرقل عمدا صفقات تبادل الأسرى، وهي الرسالة التي فصل على إثرها فورا من خدمته رغم احتجاج الجنود الذين خدموا تحت قيادته.
أمام مجتمع يعتبر رفض الخدمة من المحرمات بحكم المكانة المركزية للجيش في هويتهم الوطنية، يؤكد يوتان أن إيمانه هذا أساسي في أي نظام ديمقراطي: “الجيش أداة في خدمة السياسة، لا بديلا عنها. حين يتحول السلاح إلى غاية بذاته، فلن يحصد سوى الدمار، ومخطط إعادة احتلال مدينة غزة ليس سوى دليل على إدمان وتعطش الحكومة للاحتلال، حكومة لا تفقه إلا التدمير”.