عيد ميلاد غير تقليدي.. هولندية سبعينية تختار “غزة” بدل الاحتفال وهذا ما فعلته (شاهد)

في لفتة استثنائية، قررت الهولندية ماريا ريميرسوال (74 عاما) الاحتفال بيوم ميلادها الـ75، بقيامها برحلة غير عادية على دراجتها الهوائية عبر 12 مقاطعة هولندية، بهدف لفت الأنظار إلى معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وجمع التبرعات لمساعدتهم.
زينت ماريا التي تقطن مدينة ليدن جنوبي هولندا، دراجتها بلافتات وأعلام فلسطين، وجرّت خلفها عربة صغيرة محملة بالمنشورات والكتب التعريفية، مؤكدة أن رحلتها التي تمتد من 1 سبتمبر/أيلول الجاري إلى 1 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ليست مجرد مغامرة شخصية، بل رسالة إنسانية وسياسية.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4إسرائيل تصعد مجددا ضد كريم خان وتطلب إلغاء أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت
- list 2 of 4قرار من حكومة نتنياهو بشـأن لجنة التحقيق في 7 أكتوبر والمعارضة تنتقد
- list 3 of 4الفرح أيضا مقاومة.. احتفال بعيد ميلاد طفلة فوق الركام يخطف الأنظار (فيديو)
- list 4 of 4قذائف الاحتلال تلاحق خان يونس وسط عاصفة وفيضانات تُغرق المخيمات (فيديو)
قرار استثنائي
قالت ماريا في حديثها إلى الجزيرة مباشر: “كنت قد خططت لحفل عيد ميلادي، لكني لم أستطع أن أفرح في وقت يُقتل فيه الناس في غزة وتُسلب أراضي الضفة الغربية. لذلك ألغيت الحفل، وخصصت المال والوقت لهذه الرحلة”.
وأضافت: “ما يحدث يحرمُني النوم. بعد بعض المظاهرات، مثل تلك التي تزامنت مع افتتاح متحف الهولوكوست في أمستردام، شعرت بظلم مضاعف، ورأيت كيف صُوِّرت الأحداث بشكل مجحف في الإعلام. عندها قلت لنفسي: لا بد أن أتحرك”.
أوروبا تتحمل جزءًا من المسؤولية التاريخية
أكدت ماريا أنها تحمل في عربتها مواد تعريفية وكتبًا صغيرة مثل كتاب “فلسطين في سكرات الموت” للسياسي الهولندي الراحل دريس فان آخت، وتوزعها على الناس لتسليط الضوء على جذور القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور عام 1917.
وأوضحت: “اخترت فلسطين لأنني أشعر أن أوروبا تتحمل جزءًا من المسؤولية التاريخية. حكوماتنا سمحت لعقود لإسرائيل بالاستيلاء على الأراضي. أما اليوم فما يجري في غزة هو أسوأ مأساة إنسانية قائمة، والأمر بات شبه مستحيل إنكاره”.
وتابعت: “رسالتي للناس أن ينتبهوا، وألا يغمضوا أعينهم. هذه حياتكم وعالمكم أيضًا. حاولوا أن تفعلوا الخير بما تستطيعون، ولو كان بسيطًا. هذا ما أحاول أن أورثه لأحفادي”.

جمع تبرعات ودعم معنوي
إلى جانب رفع الوعي، تجمع ماريا التبرعات عبر مؤسسة “بلانت أند أوليف” (Plant een Olijfboom)، التي تركز على مشاريع توفير مياه الشرب للفلسطينيين.
وأشارت المسنة إلى أن المال ليس هدفها الأساسي: “الأهم بالنسبة لي هو الوعي. لكن حتى الآن جمعنا أكثر من 10 آلاف يورو لتوفير المياه، وهذا شيء ضروري”.
رسائل إلى الحكومات الأوروبية والفلسطينيين
وجهت ماريا دعوة إلى الحكومات الأوروبية بأن تتحمل مسؤولياتها: “على حكومتنا أن تقاطع إسرائيل وتضغط عليها، بدل أن تصمت كما تفعل الآن”.
وختمت حديثها برسالة مباشرة إلى الفلسطينيين: “نحن نقف معكم، لن نترككم وحدكم. قد يراني البعض عجوزًا غريبة الأطوار بدراجتي وعربتي الصغيرة، لكن إذا جعلت الناس يفكرون فهذا يكفيني. نحن نناضل من أجلكم”.