بعد تصويت الكنيست لضمها.. ماذا نعرف عن مستوطنة “معاليه أدوميم”؟

مستوطنة معاليه أدوميم
مستوطنة معاليه أدوميم (رويترز)

صوّت الكنيست الإسرائيلي في قراءة تمهيدية على مشروعي قانونين يستهدفان فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة ومستوطنة “معاليه أدوميم”.. فما أهمية هذه المستوطنة التي عدّها الاحتلال عام 1991 “أول مدينة يهودية في الضفة الغربية”؟

تعد “معاليه أدوميم” من كبرى المناطق الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وتقع على بعد 7 كيلو مترات من شرق القدس المحتلة.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

يقيم نحو 40 ألف مستوطن في “معاليه أدوميم”، التي أنشئت عام 1975.

استمد الاحتلال اسمها من التوراة، الذي يشير إلى الطريق من وادي الأردن إلى القدس عبر أرض تغلب عليها الصخور الحمر.

وكان أول من طرح فكرة إنشاء المستوطنة هو الجنرال الإسرائيلي إيغال آلون عام 1968، عندما اقترح بناء مستوطنة تفصل القدس عن محيطها الفلسطيني وتسيطر على الطريق الحيوي بين القدس المحتلة وأريحا، وربطها بالبحر الميت وغور الأردن.

وخلال مراحل إنشاء “معاليه أدوميم” وتوسيعها، استخدمت سلطات الاحتلال أساليب ضغط قسرية ضد الفلسطينيين، كقطع أنابيب الصرف الصحي لتصريف مياه المجاري نحو خيام البدو المقامة على المنحدرات، مما أدى إلى إغراقها وإجبار السكان على الرحيل.

مستوطنة معاليه أدوميم عام 1997
مستوطنة معاليه أدوميم عام 1997 (رويترز)

وتقع “معاليه أدوميم” في قلب مخطط “إي 1″، أو (E1)، الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي من خلاله لربط المستوطنة بمدينة القدس المحتلة وفصلها عن محيطها الفلسطيني، وذلك لمنع محاولات تأسيس دولة فلسطينية متصلة جغرافيا.

وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهده بعدم إقامة دولة فلسطينية، ووقّع على خطة (E1) خلال مراسم احتفالية في مستوطنة “معاليه أدوميم”.

تصويت الكنيست

حذر خليل التفكجي، الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان ومدير الخرائط بجمعية الدراسات العربية، من خطورة فرض إسرائيل سيطرتها على “معاليه أدوميم”.

وقال التفكجي للجزيرة مباشر إن ما طرح في الكنيست الإسرائيلي، يوم الأربعاء، هو سياسة “الخطوة خطوة” التي اتبعها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، إذ تعتمد الخطة على ضم “معاليه أدوميم” القريبة من القدس في البداية، ثم ضم مناطق أخرى بشكل تدريجي حتى يصلوا لهدفهم الأكبر.

وأضاف: “المستعمرات الست في (معاليه أدوميم) تشكل الحزام الشرقي القدس، والخطورة أن الجانب الإسرائيلي ينظر إلى القدس كعاصمة له ويريد ضمها وحمايتها بالمستعمرات الإسرائيلية، وبالتالي بدأ بإحاطتها بالأحزمة الاستيطانية الأولى، والثانية في داخل حدود البلدية، والثالثة خارجها”.

وأوضح التفكجي أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الاحتلال في إحداث تغيير ديموغرافي في القدس.

وقال إن مستوطنات “معاليه أدوميم” و”غوش عتصيون” في الجزء الجنوبي الغربي بالإضافة إلى “جفعات زئيف” في الشمال الغربي تضم نحو 180 ألف نسمة، مشيرا إلى إنشاء شوارع وأنفاق لربطها بداخل مدينة القدس.

وذكر التفكجي أن ما بني من المستوطنة حتى الآن 10 كيلو مترات مربعة، في حين تشير المخططات إلى أن المنطقة التي تعتزم سلطات الاحتلال إكمالها هي 35 كيلو مترا مربعا، بحيث تصل حدودها حتى غور الأردن.

مخطط (E1) ومخطط القدس الكبرى
مخطط (E1) باللون الأحمر ومخطط القدس الكبرى باللون الأزرق (جمعية الدراسات العربية)

ولا يعني تصويت الكنيست في القراءة التمهيدية، دخول القانون حيز التنفيذ. إذ يجب أن تتم الموافقة على مشروع القانون في القراءة الأولى ثم الثانية والثالثة قبل أن يتم إقراره ونشره في السجلات رسميا.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان